القدس العربي -
عمان ـ القدس العربي :
انا اليوم سعيدة جدا ومرتاحة.. بخاطركم.. بخاطركم.. بخاطركم.. انا ذاهبة الان وسافكر في كيفية تطوير عملي .. بهذه الكلمات ودعت المخرجة الأردنية الكبيرة فكتوريا زملاءها يوم الجمعة الماضية بعد انتهاء برنامجها يسعد صباحك في التلفزيون الاردني الذي يتابعه الالاف داخل الوطن وخارجه واكتسب بعدا وطنيا علي مدي 12 عاما.
فكتوريا عميش رحلت بعد ان وضعت بصماتها علي شاشتنا الاردنية طيلة 36 عاما والتي لن تمحي ابدا حيث التحقت بالتلفزيون عام 1970 واستمر عطاؤها حتي اللحظات الاخيرة من عمرها في اخراج واعداد هذا البرنامج الجماهيري الناجح واستحقت ان يطلق عليها وبجدارة (المخرجة المبدعة). ويورد مدير البرامج للشؤون الفنية في التلفزيون الاردني محمود فراج آخر عبارات الفقيدة التي زاملها منذ بداية الثمانينيات من القرن الماضي عندما قالت لزملائها وهي آخر مرة يشاهدونها أنا بحب كل من في المؤسسة... والمؤسسة كلها بتحبني... بدي أعمل شيء جديد لمؤسستي.. ما بدي حدا يكون زعلان مني.. اذا زعلت أحد سامحوني . ويقول أستغربت وانا استمع لها لكنني لم أفكر انها تودعنا الي غير رجعة . ويضيف كان يوم الجمعة الاخير للراحلة يوم عمل طويل أستمر الي ما بعد الساعة العاشرة مساء قضيناه في اتمام التجهيزات لانطلاقة التلفزيون الاردني الجديدة في الاول من شهر شباط (فبراير) المقبل وتبادلنا الاراء والافكار والتصورات حول جميع الترتيبات .
وكانت المخرجة الراحلة قد تواعدت مع فراج علي اللقاء صباح اليوم التالي لاجراء بروفات لبرنامجها يسعد صباحك بعد ان تم وضع اللمسات الاخيرة حول الديكور الجديد الذي أعدته فكتوريا ومناقشة الكثير من التفاصيل التي تهتم بها لحرصها علي عملها. ويصف فراج المرحومة عميش بانها كانت تمتاز بغيرتها الشديدة علي عملها ودموعها سخية وعواطفها جياشة.. فكانت دمعتها تسبق زعلها.
وفي يوم السبت لم تحضر فكتوريا كما تم الاتفاق يقول فراج أتصلت بها اكثر من مرة لأعلمها بعدم جاهزية الديكور الجديد ألا أن هاتفها كان مغلقا وقال احد زملائها قد تكون مسافرة لكن لا توجد أجازة ولم يعلموا أنها سافرت الي غير رجعة.. وصدم زملاؤها يوم الثلاثاء بخبر وفاتها. كان موعد اللقاء مع فكتوريا لاتمام تصوير الحلقة الاخيرة من برنامجها يسعد صباحك ليوم الجمعة القادم الذي سيطفئ شمعته الثـانية عشرة من سنوات البث والتي تصادف الحلقة الاخيرة منه في الدورة البرامجية الحالية وآخر مرة يتم التصوير بالديكور القديم قبل تغييره.
ويقول فراج كان لفكتـوريا طموح قد تحقق من خلال علاقاتها الطيبة وانتاجها الذي تركته وبصمتهــا علي برنامج يسـعد صباحك الذي أحبــــته واهتمـت به أكثر من أن تهتم بنفسها ونقلت من خلاله صورة الاردن الي العالم الخارجي . ويضيف بفقدنا لفكتوريا خسرنا علما من اعلام التلفزيون الاردني حيث كان لهـا دور كبير من خلال أعمال الدراما والمنوعات والتدريب وتخريج جيل من المذيعات مثل منتهي الرمحي واسيل الخريشا ولانا قسوس ونجاح المساعيد اللواتي استقطبن من قبل محطات فضائية لخبرتهن .
مقدمة برنامج يسعد صباحك المذيعة رنا سلطان تذكر يوم الجمعة الماضي كيف كانت فكتوريا سعيدة وكلها حيوية.. تم تصوير العديد من اللقطات لها خلال بث الحلقة لاستخدامها في شارة البرنامج الجديدة. وتذكر كيف جلست بعد انتهاء البث مع فريق العمل قبل أن تبدأ الاجتماعات للانتهاء من التجهيز للانطلاقة الجديدة للتلفزيون.. وكيف كانت لديها رغبة شديدة لتناول الغداء في أحد المطاعم الا أن العمل كان من أولويات أهتماماتها.
وتقول رنا.. ودعتها علي أمل اللقاء يوم السبت صباحا لاتمام التصوير الخارجي لحلقة الجمعة المقبلة.. الا أنها لم تحضر فقمت بالاتصال معها عدة مرات ولم تجب علي الهاتف وتركت لها عدة رسائل صوتية. وتضيف انها صاحبة عبارة ويستمر الفرح حيث كانت تحب الفرح الذي سنشتاق له بفقدها. وستكون الحلقة الاخيرة من برنامج يسعد صباحك في الدورة الحالية بالديكور القديم وستبث مباشرة علي الهواء في نفس التوقيت وذات اليوم وذات الشارة للإخراج الا انها ستحمل هذه المرة عبــــارة وداعا . لقد حققـت المخرجة المبدعة الراحلة فكتوريا عميش خلال حياتها الكثير من الانجازات لمؤسسة الاذاعة والتلفزيون وكان الابداع حليف مسيرتها الطويلة محليا وعربيا وعالميا ونالت العديد من الجوائز لعدد من اعمالها المتميزه.
ومن البرامج المميزة التي اخرجتــــها الفقيدة عميش البرنامج الوثائقي ديرتنا ديرة العز ومسلسل اهلا حكومة وبرنامج الموسيقي فن وشعر والبرنامج الوثائقي سماء من رخام .