عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    28-Dec-2020

عندما يتفاءل بيل غيتس*رجا طلب

 الراي

قبل خمس سنوات تحدث بيل غيتس فى أحد مؤتمرات TED Talks الشهيرة عن التحديات التى تواجه العالم وتطرق بشكل خاص الى مسألة الفيروسات ومدى خطورتها على البشرية ومقارنتها بالاسلحة النووية حيث قال ما نصه (واليوم، أكبر خطر لكارثة عالمية، لا تبدو الحرب النووية، ولكن الفيروسات)، وبالفعل بعد خمس سنوات وفي مطلع عام 2020 حصل ما توقعه بيل غيتس وجاءت كورونا وهي الان اكبر تحد يواجهه العالم في الألفية الجديدة، هذا التوقع «المريب» ادخل بيل غيتس في دائرة الاتهام وعالم نظريات المؤامرة ووصل الأمر إلى الحد الذي قيل فيه أنه أحد مهندسي هذه الازمة العالمية غير المسبوقة في التاريخ الحديث بالتعاون مع أقطاب المال والثروات في العالم من اجل السيطرة على العالم والتحكم به عبر اللقاح المنتظر او عبر تطويع السلوك البشري من خلال سياسة الحظر والإغلاق ووقف حركة السفر والتجارة ليصبح أقرب لسلوك القطيع ومنه جاء مصطلح (مناعة القطيع).
 
لست هنا بصدد اتهام أحد اغنى رجال العالم باي تهمة كما اني لست وفي الوقت ذاته بصدد تبرئته، لكني منبهر بدقة ما يتوقعه، ويبدو أن هذا الامر قد اغرى بعض الشخصيات ذات النفوذ المالي او الاجتماعي في الاردن والعالم العربي لدخول مضمار التوقعات ذات الوزن الثقيل على غرار التنبؤ بتغيير خرائط العالم ورسم خرائط سياسية جديدة او توقع حروب قادمة ونتائج لتلك الحروب أو مستقبل بعض الاقتصاديات او حتى اعمار بعض القادة ومستقبلهم السياسي، وهو أضحى مجالاً جديداً للنجومية أخذ يغري الكثيرين من «المغامرين» لدخول حلبته دون دراية بمخاطره الكارثية، فالخطأ فيه يودي بصاحبه إلى «واد سحيق» من فقدان المصداقية وغيرها من «أعراض التنمر المجتمعي» التي سيتعرض لها والتي تفقد الانسان ثقته بنفسه.
 
خلال الأيام القليلة القادمة سنستمع وبالضرورة لنماذج من أصحاب التوقعات الفلكية والبرامج السنوية المثيرة التى ينتظرها الملايين البشر من عدد من الفضائيات العربية والاجنبية، وهي التوقعات يقر الكثير من علماء النفس أن تلك التوقعات لهؤلاء النجوم ستترك أثراً نفسياً عميقاً في الكثير من المتلقين وبالتالي ترسم له عاما جديدا بالوان جميلة أو رمادية او سوداء، ويصبح هذا المتوقع أو المتنبئ أو الفلكي مفتاحا لباب الدخول لعالم جميل أو عالم قبيح.
 
بالعودة لبيل غيتس وتوقعاته فهو يرى أن العام 2021 هو عام أفضل من عام 2020 من زاويتين الأولى مكافحة كورونا وتحديداً من خلال لقاح فايزر وموديرنا الذي يبدو أنه شريك في إنتاجهما، والثانية الحفاظ على البيئة، والمستهجن أنه لم يتحدث عن الاقتصاد العالمي المنهار!.