عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    05-Dec-2021

نهج تغيير الأدوات* د.نهلا عبدالقادر المومني

 الغد

أطلق معهد الإعلام الأردني تطبيق «كابتن إعلام» وهو عبارة عن لعبة تثقيفية رقمية باللغة العربية للفئة العمرية من الرابعة عشر وحتى السادسة عشر، وتهدف هذه اللعبة الرقمية إلى رفع الوعي بالتربية الإعلامية والمعلوماتية، بما في ذلك التمييز بين الوقائع والدعاية، وبين الحقيقة والمعلومات الخاطئة أو المنقوصة أو المضللة، وبين المحتوى الذي تمّ التلاعب به رقميًا والمحتوى الأصلي الحقيقي وبصورة عامة تعزيز التفكير النقدي لديهم بما يطرح من معلومات عبر وسائل الاعلام.
ما يستدعي التوقف أمام هذا الحدث هو نهج تغيير الأدوات والوسائل لغايات تعزيز المهارات والمعارف وتغيير الاتجاهات نحو مسألة ما والبحث عن أدوات تتلاءم وطبيعة العصر والفئة المستهدفة… كابتن إعلام نموذجًا لتفكير خلاق ومتجدد تمخضت عنه أداة رقمية تجعل من التربية المعلوماتية مفهومًا أقرب وأكثر التصاقًا بفئة أمسى العالم الرقمي جزءًا لا يتجزأ من حياتها اليومية.
في منتصف شهر أيلول نشرت مقالًا في صحيفة الغد بعنوان «التربية المعلوماتية لم تعد ترفًا» تمت الإشارة خلاله إلى أنّ الاشكالية المتجذرة في تلقي المعلومات والأخبار بين الجمهور وتداولها على نطاق واسع دون تمحيص أو نقد بناء لمضمونها والركون إليها والتعامل معها على أنهّا مصدر أوليّ ونهائي، يبني الأفراد توجهاتهم وسلوكهم وقناعاتهم سندا لها، تجعلنا ندرك أننا بعيدون كل البعد عن مفهوم التربية الاعلامية التي أمست حاجة ملحة في زمن تتسارع فيه وتيرة المعلومات وتؤثر فيه وسائل الاعلام على حياة الافراد سواء على المستوى المعرفي والادراكي وفي تغيير وتشكيل الاتجاهات والمواقف وما ينتج عن ذلك من التأثير في السلوك الذي ينتهجه الأفراد في حياتهم اليومية وفي القرارات التي يتخذونها عموما.
لذا فإن تأصيل مفهوم التربية الاعلامية وتجذيره بين الافراد في تعاملهم مع المعلومات والأخبار على اختلافها ليكونوا ناقدين محللين لا متلقين سلبيين، يقتضي استخدام الوسائل التقليدية وغير التقليدية وتغيير الأدوات وتحديثها لبناء هذا المفهوم واكساب الافراد هذه المهارة منذ مرحلة مبكرة. وفي الواقع فإن معهد الاعلام الأردني عمل وبشكل حثيث وبخطوات عملية نحو تأصيل وتجذير هذا المفهوم ومأسسته، فكابتن إعلام هذا التطبيق الرقمي سبقته خطوات لإدماج مفهوم التربية الاعلامية في المناهج المدرسية، بالإضافة الى العديد من المبادرات والنشاطات المؤسسية التي أخذت على عاتقها تعزيز الوعي واكساب المهارات في مجال التربية الإعلامية.
إن جائحة كورونا وما رافقها من أحداث متلاحقة وسعي خلف المعلومة وانتشار للإشاعات سواء بسبب نقص المعلومات تارة أو بسبب نقص الوعي والقدرة على التعامل مع تدفق المعلومات الهائل من قبل الأفراد، يؤكد مجددا أننا بحاجة ماسة لمثل هذه الخطط الطموحة والمبادرات المؤسسية والأدوات الجديدة والمبتكرة التي تعدّ خطوات في الطريق الصحيح نحو السعي لتعزيز المنعة الذاتية للفرد والمجتمع، بعيدًا عن ممارسة دور الوصاية على العقل العام من خلال الرقابة أو الحجب أو إخفاء المعلومات عن الأفراد.