عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    13-Feb-2020

نعم للحوار لا للكراهية - يوفال كارني

 

يديعوت أحرونوت
 
بتر غانتس أمس حملة “العرب” لرئيس الوزراء نتنياهو. في الايام الاخيرة يبث نتنياهو رسالة حادة وفظة بانه بدون الاحزاب العربية لن تكون لغانتس حكومة. من ناحية الحقائق هذا صحيح بالضبط مثلما كان صحيحا في الانتخابات السابقة. ومع ذلك، فان الرسالة عن الشركاء “العرب” نجحت في التسلل أيضا الى قيادة أزرق أبيض. ليس لان لديهم نية في تشكيل حكومة مع القائمة المشتركة ولكن أمام الحملة السلبية لنتنياهو، فضل غانتس أن يقول هذا بصوته. فقد قال ان “القائمة المشتركة لن تكون جزءا من حكومتي”. واكد مقربوه لاحقا هذه الرسالة؛ بل لن تكون ايضا حكومة بدعم المشتركة من الخارج. يمكن الافتراض أن يكون غانتس اتخذ القرار في اعقاب قرار محكمة العدل العليا تسويغ تنافس النائبة هبه يزبك للكنيست. لخيبة امله او ربما لحظه – يوجد قضاة في القدس.
ان الخطاب السياسي الفظ والعنيف في اسرائيل لم ينجح في أن يؤدي الى نقاش معمق، جدي ومسؤول في منظومة العلاقات الحساسة والمركبة بين اليهود والعرب. فالاسهل هو اشعال إوار مثل هذا الخطاب. من الصعب جدا تبريده. وعلى مدى بضعة اشهر دار هنا خطاب عنصري تجاه عرب اسرائيل. رئيس الوزراء وسياسيون من اليمين لم يترددوا من وصف تلك “الاحزاب العربية” بسياقات سلبية ومريرة. وما هي الاحزاب العربية إن لم يكن مئات آلاف المواطنين العرب الذين يصوتون لها؟ ولاحقا، لن يكون لطيفا القول “عرب” أو “احزاب عربية” وبالتالي اكتفوا بالتعبير المغسول “القائمة المشتركة”.
ان هذا الخطاب العنصري المنكر لم يدر في فراغ. فبعض من زعماء الجمهور العربي في السنوات الاخيرة، مثل النائبين السابقين عزمي بشارة وحنين الزعبي، والحالية هبه يزبك، نجحوا في إثارة حفيظة جمهور غفير في اسرائيل بسبب اقوال فظة ومتطرفة. لدى بشارة وصل هذا الى مستوى الافعال (الاشتباه بالمس بامن الدولة). هم ايضا لم يتكبدوا عناء الفهم بان للحوار المحترم والصادق هناك حاجة لطرفين مع نية طيبة وليس استفزازات رخيصة.
ان اليأس من الخطاب السياسي الضحل في إسرائيل هو ملجأ السياسيين الذين تبنوا رواية تقوم على اساس الشعارات الفارغة، الاتهامات العابثة، الاكاذيب واشعال نار النوازع الداخلية. وقد سمعت امس عربيين من قرية الجش (غوش حلاف) حيث وقعت جريمة الكراهية. عشرات السيارات اعطبت في القرية. وتحدث سكان القرية بقلب ثقيل عن الخطاب السياسي في اسرائيل وليس عن اطارات السيارات المثقوبة. فقد شعروا بانهم مدحورين ومرفوضين. “كفوا عن هذا الخطاب عن العرب او القائمة المشتركة. بيبي لا يمكنه أن يتحدث هكذا”، قالوا. “يجب التوقف. كلنا اسرائيليون. نحن خدمنا في الجيش. نحن مواطنون مثل الجميع”.
لقد أدار نتنياهو حملة ضد العرب الاسرائيليين (“يتدفقون بجموعهم”) وضد الاحزاب العربية. اما غانتس فاعلن بان القائمة المشتركة لن تكون شريكا في حكومته. بدلا من التقريب – نحن نبتعد فقط. وكلنا مذنبون.