الدستور
الموضوع موضوع صواريخ ومتفجرات ودرونات ودولارات واتصالات سرية خارج الحدود وتدريب ومستودعات وقواعد عسكرية سرية مصغرة، واعترافات مفصلة لا إبهام فيها، ورغم ذلك يطلع علينا إعلام وزلم جماعة الإخوان المسلمين والطامعون في ركوب قوائمهم الانتخابية 2028، ليزعموا انها عملية مفتعلة لفقها جهاز المخابرات العامة، ثم يتناقضون كل التناقض، فيقولون إنها عملية فردية لدعم المقاومة الفلسطينية!!
يوم أمس انتفض مجلس النواب ووجه رسالة شديدة القوة حملت غضبًا ساطعًا، وحثًا على وضع حد كلي ونهائي لهذه الجماعة التي كنا نتعامل معها ونحن نغضي عن أنها محظورة.
بصراحة أنا ممن انطلت عليهم مقولة جماعة الإخوان المسلمين، التي ظلوا يرددونها ردحًا طويلًا من الزمن: «أمن الأردن عبادة».
وأشكر الله ان نشامى المخابرات العامة لم يقبضوا تلك التصريحات اللفظية، التي لو قبضوها، لضاعت الأردن !!
وأميز بكل ثقة، بين المتعصبين المتطرفين في قيادة جماعة الإخوان الذين يسخسخون عندما نطلق عليهم لقب الصقور!!
وبين المعتدلين الراشدين الذين همشهم وهشمهم الغلاة، الذين أدمنوا التحريض على الأردن قيادة وأجهزة ومؤسسات.
كما يجدر التمييز والتفريق القطعي الطولاني بين جماعة الإخوان المسلمين، وبين أعضاء حزب جبهة العمل الإسلامي رجالًا ونساء الذين نثق بوطنيتهم ووعيهم وإخلاصهم لقسمهم تحت القبة.
وقد آن أوان التمايز وعزل القيادات المتطرفة التي قادت إلى ما نحن فيه من خروج على القانون والوطن.
كما ننتظر ان يخطو أعضاء حزب جبهة العمل الإسلامي الخطوات الواثقة الواسعة لفك ارتباطهم بالجماعة التي جنحت هذا الجنوح الخطير.
يوم أمس برز أحمد الصفدي رئيس مجلس النواب بروزًا واضحًا وانجلى عن كفاءة عالية في إدارة الأزمة بحصافة واحترافية. وهو الذي دعا إلى تنظيف المسار الوطني من كل الشوائب التي مارست التشكيك في مواقف الأردن، وإلى تنزيه فلسطين عن أن تكون موضع تكسب ومتاجرة، وفي التأكيد على ان وحدتنا الوطنية أقدس من أن يعبث بها أي حاقد أو جاحد. وفي شكر كل أم أردنية نذرت ابنها جنديًا في المخابرات والجيش والأمن وأرضعته مع حليبها الوفاء للأردن والولاء للملك.
لقد استمعنا إلى كلمات عدد من أعضاء حزب جبهة العمل الإسلامي، كانت في معظمها كلمات عاقلة، ولكنها وصلت الى الحافة وترددت في اجتياز الحاجز !!
إن القاعدة هي أن كل ما خلا إدانة تشكيل خلايا سرية مسلحة، هو كلام إنشاء مزوق، وكلام في كلام.