عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    19-Nov-2020

مستشفيات موبوءة والوفيات تجاوزت ضحايا الحرب*فايز الفايز

 الراي

القاعدة الثابتة حتى الآن حسب خبراء الطب: أن لا علاج فعالا للقضاء على الفيروس إذا تحوصل في الرئة، فيما رأينا عن قرب وسمعنا عن بعد رحلة العديد من المصابين الذين دخلوا المستشفيات مشيا على الأقدام وخرجوا منها محمولين على الأكتاف رحمهم الله، يصلني أسماء بالجملة لأبناء عائلات كاملة قد توفوا نتيجة الفيروس، هذه ليست خدعة ولا تلاعبا بعواطف الناس بل ان هذا واقع خطير لم يأخذه المسؤولون على محمل الجدّ إلا عندما استفحلت الوفيات، ولكن للأسف كان القطاع الصحي قد انكشف حسابه.
 
إنها كحرب عالمية ثالثة، أطرافها سكان الكرة الأرضية، يصارعون الطرف الأقوى منهم جميعا فيروس لا يرى ولا يعرف كيف تخلّق، وكأن الله تعالى سلطه على البشر علّهم يعتبرون ويعودون إلى فطرتهم الصحيحة دون جشع ولا قتل ولا فساد، ومع هذا فلا يزال البشر على كافة مستوياتهم ورتبهم يباجحون، المسؤولون في كل مكان كالمصابين بلوثة، لا أحد يريد الاعتراف بالحقيقة أننا فشلنا أمام هذا المخلوق اللا مرئي، وبناء عليه فقد أضعنا تسعة أشهر أمام شاشات التلفزة ومشاهدة الفيديو كليب الهزلي الذي استعرض به علينا مسؤولون كسروا عصاتهم في أول غزواتهم، فذبحوا الاقتصاد المجتمعي ولم يقتلوا العدوى
 
الاحصاءات غير الرسمية تظهر أن غالبية المرضى الذين أدخلوا للعناية الحثيثة وأخضعوا لأجهزة التنفس الاصطناعي وأخذوا المطعوم حسب البروتوكول لم يتحملوا ذلك، ولهذا تزايدت حالات الوفاة، والأخطر إن بقيت الإجراءات كما هو الحال عليه مع المرضى المزمنين، فسنفقد كثيرا من مواطنينا، ففي التزامن مع الإعلان الرسمي عن أعداد الحالات، نرصد عبر مواقع التواصل الاجتماعي حالات أكثر عبر نعي الأهل لموتاهم، ولم يعد الموت يفرق بين الرتب والمناصب وبين الفقراء، فإلى أين نحن ذاهبون.
 
اليوم بات من الضروري تخصيص مستشفيات خاصة ومعزولة لمرضى كورونا، فهناك الآلاف من مرضى الحالات الأخرى يحتاجون لدخول مشافٍ بعيدا عن انتقال العدوى اليهم، وحماية غير المصابين والحفاظ على بيئة صحية للكوادر الطبية، وكان اعتراف مسؤولي الصحة أن غالبية المشافي موبوءة بالفيروس، وهذا أمر طبيعي في ظل التزاحم الكبير،
 
لقد تأخرنا في إقامة المستشفيات الميدانية في كل محافظات المملكة كانت الفكرة الأفضل منذ بداية الإصابات، فمتوالية الإصابات كانت أوضح من شعاع الشمس، ولهذا كان على الحكومة السابقة وإدارة الأزمة أن تذهب إلى هذا الخيار الأسهل منذ أشهر مضت، ولكن اليوم بعيدا عن التلاوم، يجب الإسراع في تجهيز المزيد من المشافي الميدانية وإقامة عنابر مخصصة للعناية الحثيثة والأهم التروي بإعطاء المطاعيم والمضادات كحل سحري، فذلك حسب ما تابعناه داخليا وعبر المصادر الخارجية كان يؤدي إلى فشل رؤي قاتل.
 
نحن في حالة حرب صامتة، يبكي الناس أحباءهم بصبر على البلاء، ولكن يجب الخروج من تلك القاعة الباردة وإحداث ثورة فكرية ومنهجية لاتباع أساليب خارجة عن المألوف الرتيب، فالخطر ليس في الإصابات العادية التي قد لا تظهر أعراضها، بل الخطر في تزايد حالات الموت الجماعي اليومي بصمت، حيث تجاوزت حالات الوفاة ما حصدته الحروب التي خاضها أبطالنا مع العدو، ورغم قرارات الإغلاق العام والجزئي لم يحدّ ذلك من الانتشار الذي يسبق أي إجراء.