عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    23-Nov-2021

عن كتبٍ.. قيد القراءة!*د. زيد حمزة

 الراي 

لأول مرة يتجمع لديّ هذا العدد الكبير من الكتب في انتظار قراءتها قبل أن تأخذ مكانها على رفوف مكتبتي، إذ أن ظروفاً خاصةً حالت بيننا جزئياً في الشهور الأخيرة، وهي في معظمها من أصدقاء قرأوها ورغبوا إليَّ ان استمتع بها كما استمتعوا، أو من كتّاب يريدون رأيي المتواضع بها وربما الكتابة عنها، وهو ما يحرجني إذ يحشرني في زمرة النقاد من أهل الأدب وأنا مجرد طبيب قارئ للكتب المختلفة والمخالفة، ويلامس كتابة المقال الصحفي.
 
للانصاف، فإن الكتاب الوحيد الذي نجا من التكدس وانتقل رأساً إلى مكانه على الرف بمجلداته الثلاثة الضخمة هو كتاب الزميل الصديق الدكتور كامل العجلوني «تاريخ الطب الحديث في الاردن وفلسطين منذ القرن التاسع عشر» الذي كان لي فيه شرف ظهور صفحة او بضع صفحة ضمّت بطلب من المؤلف شهادتي الحية على تاريخ إنشاء مستشفى الملك عبدالله المؤسس في حرم جامعة العلوم والتكنولوجيا إذ كان لي يومذاك رأي مخالف غاب عن المشهد، حول موقعه وضرورة تبعيته للنظام الصحي المتكامل مع باقي وظائف الرعاية الصحية الأولية للشمال الاردني كله بما لا يتعارض مع كونه مستشفىً تعليمياً جامعياً..
 
هذا وكانت لي في الكتاب مساهمة بسيطة اخرى بتكليف من المؤلف إذ رافقت المصور لتعريفه على مواقع مستشفيات وزارة الصحة التي كانت مستأجرة في جبليْ عمان واللويبدة في خمسينات القرن الماضي وما زالت شاهدة على تاريخٍ قام الكتاب بسرده، وقد شكلت حينئذ نواة الرعاية الصحية الثلاثية قبل تجميعها مع المستشفى الجراحي بالأشرفية فيما سمي لاحقاً «البشير» أكبر مستشفيات المملكة الآن، لكن مع الاسف ظهرت الصور غير واضحة مما أفقدها بعض قيمتها وتألّمتُ!
 
على أي حال، ليست هذه مناسبة مكرسةً للحديث عن مرجع تأريخي كبير جاء ثمرةً لجهد دؤوب قام به الدكتور العجلوني على مدى سنوات طوال من العمل التوثيقي الشاق، فذاك اشمل من إحاطته بمقال محدود المساحة، لكني أغتنم الفرصة السانحة للتعليق ببضع كلمات عما فهمت من تفسير المؤلف للدوافع الخفية التي كانت وراء خدمات صحية خيرية أجنبية وفدت إلى فلسطين وشرق الاردن ولبنان وسوريا في القرنين الماضيين كمستشفيات أو مؤسسات تعليمية طبية (كلية الطب في الجامعة الاميركية واليسوعية ببيروت وسواهما) بأنها في حقيقتها تبشيرية لارتباطها ببعض كنائس الغرب في أوروبا وأميركا، فهي وإن بدت ظاهرياً كذلك فإنها في رأيي المتواضع حققت العكس تماما فقد نقص عدد المواطنين المسيحيين كثيراً جراء السياسة الاستعمارية! واستناداً لمراجع غربية موثقة ثبت أنها كانت تعمل بطرق مباشرة أو غير مباشرة تحت إمرة أجهزة مخابرات اجنبية في مقدمتها البريطانية والفرنسية والأميركية واستهدفت التمهيد لمخططات سياسية تم تنفيذها فيما بعد باغتصاب فلسطين وإنشاء إسرائيل وتقسيم المنطقة وتدميرها للسيطرة عليها..!
 
وبعد.. فللحديث بقية، عن الكتب التي ما زالت قيد القراءة حين أجدها «إنسانية» حقاً وجديرة باهتمامكم فتلك بعض معاييري.