عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    23-Feb-2020

ليس خاروفاً* رمزي الغزوي
الدستور -
نسمع عن الرواتب الفلكية، لبعض المستشارين المدللين في بعض مؤسساتنا العتيدة، فنصفر صفرة طويلة تتناسب مع هول تلكم المبالغ، ولكننا حين نرجع البصر كرتين، ونعي أن قربهم الاجتماعي أو المنفعي من ربان هذه المؤسسة هو سبب وصلهم إلى هذا الكنز السهل، رغم أن العمل الوحيد، الذي يقومون به طيلة عملهم الاستشاري العظيم، هو استلام (المعاش)!، مدعوماً ومسنوداً بهبات ومكافآت دسمة.
وصلتني من أحد الأصدقاء حكاية خفيفة عن راعي غنم، كان منتشياً في الرندحة على شبابته بأمان الله، وإذ بسيارة آخر موديل تقف قريباً من قطيعه الكبير، ويترجل منها شاب مهندم، كل شيء على جسمه من ماركة (فيرساتشي) و(يف سان لوران) و(غوتشي) ويقول للراعي: هاي!!، فيرد له الراعي هايه هاين، ثم يقول الشاب بجدية كبيرة: إذا قلت لك كم عدد هذه البهائم التي ترعاها، فهل تعطيني خروفاً منها؟!.
الراعي الذي استغرب هذا الموقف، قال: أبشر، يا راعي الخير، إذا عرفت العدد لك هذا. فأخرج الشاب كمبيوتراً صغيراً، وأوصله بهاتفه النقال، ثم دخل على الإنترنت، وانتقل إلى موقع وكالة الفضاء الأمريكية، حيث حصل على خدمة تحديد المواقع عبر الأقمار الصناعية (جي.بي.إس)، ثم فتح بنك المعلومات، وخلال دقائق كان قد حصل على تقرير مفصل، ثم التفت نحو الراعي وقال له: لديك 1647 رأساً من البهائم، وكان ذلك صحيحاً، فقال له الراعي: تفضل باختيار الخاروف الذي يعجبك!.
الشاب حام بين القطيع، ثم حشر الحيوان الذي وقع عليه اختياره في صندوق السيارة، عندئذ قال له الراعي: يا راعي الخير، لو استطعت أن أعرف طبيعة ونوع عملك، فهل تعيد إلي ما أخذت؟!.
وافق الشاب مستغرباً، فقال له الراعي: أنت مستشار (مدرون)، فدهش، وقال: هذا صحيح، ولكن كيف عرفت؟!، فقال له الراعي: هاي بسيطة يا عمي، فقد أتيت إلى هنا، دون أن يطلب منك أحد ذلك، ثم سعيت لنيل مكافأة بإجابتك على سؤال لم أطرحه عليك، بل وكنتُ أعرف إجابته سلفاً، بينما لم تكن أنت تعرف الإجابة، بل، ولا تعرف شيئاً عن عملي أبداً!!.
 على كل حال، أرجو أن تخرج كلبي من صندوق سيارتك، فإنه ليس خاروفاً!. أريد كلبي.
وسلامة خيالكم