بيت فلاح الحمد بالسلط.. من مكان مهجور إلى أكاديمية لترميم المباني التراثية
الغد-محمد سمور – يعد مشروع ترميم بيت فلاح الحمد التراثي، أحد المشاريع التي تحظى باهتمام كبير في مدينة السلط، وذلك لتأهيله بحيث يصبح أكاديمية للتدريب على أعمال صيانة وتأهيل المباني التراثية، وسط طموح بأن تشكل الأكاديمية مركزا إقليميا في هذا المجال لندرته.
ويأتي المشروع في سياق مساع حثيثة تبذلها مختلف الأطراف المعنية وفي مقدمتها مديرية سياحة البلقاء، لتطوير الواقعين التراثي والسياحي في مدينة السلط، لا سيما بعد إدراجها في لائحة التراث العالمي في شهر تموز (يوليو) من العام الماضي.
ويقع بيت فلاح الحمد في منطقة “وادي الأكراد” على الشارع الرئيس المسمى بـ”شارع سعيد أبو جابر”، في مدينة السلط، وكان بني وفق ما تؤكد لـ”الغد” مديرة آثار البلقاء، أروى مساعدة، في الفترة بين عامي 1890 و1918، ويتكون من طابقين، هما الطابق الأرضي وقد استخدم كطاحونة استمرت بالعمل حتى فترة السبعينيات، ثم استخدم فيما بعد كاسطبلات، فيما استخدم الطابق الأول فيه كمضافة.
وفلاح الحمد الخريسات، بحسب مساعدة، هو “أحد رجالات السلط وأحد قضاتها العشائريين البارزين وكان عضوا في مجلس بلدي السلط للفترة من العام 1919 وحتى 1944”.
وفيما يتعلق بمشروع الترميم، أكدت مساعدة أن “انطلاقة مشروع صيانة وترميم البيت بدأت بدورة تدريبية لعدد من المتدربين في مجال ترميم وصيانة المباني التراثية والتي قامت بها دائرة الآثار العامة بالتنسيق مع وحدة تطوير وسط السلط وبلدية السلط الكبرى خلال شهري تموز (يوليو) وآب (أغسطس) الماضيين، بدعم مالي من موازنة مجلس محافظة البلقاء للعام 2022، لترميم المبنى التراثي والبدء بأعمال الصيانة، وذلك بعد توقيع اتفاقية مع بلدية السلط كون البيت يتبع لها”.
وستستمر أعمال الصيانة على مدى 18 شهرا، بحسب مساعدة التي أكدت أن الصيانة تشمل البيت كاملا من الداخل، بالإضافة إلى الواجهات الخارجية والغرف الداخلية والحجر وأعمال التهوية وغيرها، ليتم ترميمه بالكامل ويصار إلى تأهيله في المرحلة اللاحقة، ليكون أكاديمية للتدريب على أعمال صيانة وتأهيل المباني التراثية على أعلى المستويات.
ولفتت إلى أن هذا المشروع “له منافع مستقبلية لأبناء المحافظة وتديره كوادر دائرة الآثار العامة وبإشراف كامل من مديرها الدكتور فادي بلعاوي”.
من جهته، أكد رئيس مجلس محافظة البلقاء، إبراهيم نايف العواملة لـ”الغد”، أن مجلس المحافظة قام بتخصيص 430 ألف دينار من موازنة العام الحالي لذلك المشروع، إيمانا منه بأهميته في خدمة مدينة السلط ومحافظة البلقاء ككل من حيث الحفاظ على الطابع التاريخي والتراثي وحمايته، وكذلك السعي من خلال المشروع لتوفير فرص تدريب نوعية أو عمل للشبان والفتيات في مجال يعد نادرا على مستوى الإقليم.
وأشار العواملة إلى أهمية ترميم وصيانة البيت الذي كان مهملا ومهجورا، لا سيما أنه يحظى برمزية تاريخية وتراثية، مؤكدا في الوقت ذاته أنه تم التوافق مع وزير السياحة والآثار على تنفيذ المشروع من خلال مديرية الآثار العامة، علما أن البيت مستملك لبلدية السلط الكبرى منذ سنوات.
ووفق العواملة، تم التوافق كذلك على ألا يكون المشروع تابعا لجامعة البلقاء التطبيقية، كون الهدف منه مهنيا أكثر من كونه أكاديميا، لافتا إلى أنه يتم بحث آلية منح المتدربين شهادات تكون من خلال وزارة التعليم العالي.
وشدد العواملة على ضرورة أن يدار المشروع بعد انطلاقته رسميا بما يخدم أبناء محافظة البلقاء، ويساهم في تشكيل علامة فارقة على مستوى المملكة والإقليم، وبما يلبي جميع الجهات المعنية فيه، فضلا عن المجتمع المحلي.