عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    13-Jan-2025

عن ذلك الجسر نحو الضفة*مالك العثامنة

 الغد

كتب الزميل والصديق سامح المحاريق مقالا في الرأي يوم  الأربعاء الماضي، بعنوان (الضفة الغربية من المسألة إلى المشكلة إستراتيجية استباقية مطلوبة). والعنوان بحد ذاته رؤية لتحرك سياسي مطلوب، ومبني كما يقول العنوان على أن الضفة الغربية تحولت من مسألة إلى مشكلة.
 
 
برأيي أن الضفة الغربية ما تزال مسألة معلّقة على احتمالات مفتوحة ومقلقة، وتلك هي المشكلة.
 
سياسة ابتلاع الضفة ليست سياسة إسرائيلية جديدة، لكن الضفة حتى اليوم وحسب المفاهيم الدولية أرض محتلة، وكانت حتى احتلالها جزءا من المملكة الأردنية الهاشمية التي قام دستور 1952 على أساس أنها جزء من السيادة الأردنية، وبعد الاحتلال ورغم كل التشابكات اللاحقة في النزاع على التمثيل والسيادة على الضفة، فإن الواقع بقي لفترة طويلة من الزمن شاهدا على حضور إدارة احتلال عسكري إسرائيلي، وحضور واضح لإدارة أردنية خاصة في الضفة الغربية "المحتلة".
سياسات إسرائيل متعددة في مداها ومستوياتها لتضييق الخيارات أيا كانت بهدف ضم الضفة الغربية وابتلاعها، ويلفت الزميل المحاريق في مقاله إلى الأوضاع اليومية على جسر الملك حسين الرابط بين الضفتين وما يحدث من وقائع يومية على المعابر في الطرفين.
تواصلت مع الصديق سامح المحاريق وقد علمت أنه كان قد عاد للتو من الضفة الغربية بعد زيارة سريعة، لأستزيد منه عن رؤيته للوضع "الراهن" على الجسر، ليخبرني بمشاهداته المقلقة التي أثارت العديد من الأسئلة لديه، وقد انتقلت عدوى الأسئلة إليّ.
ما يحدث باختصار ويوميا، أن الجانب الإسرائيلي (وهو يبقى إدارة احتلال بالتوصيف الدولي) يحدد عدد الحافلات والمركبات الداخلة بعدد محدود يجعل نقاطه الحدودية مرتاحة من ناحية الوقت والجهد في التعامل مع القادمين، وهذا يعني بالضرورة والمنطق أن الجانب الأردني من المعبر ونقطته الحدودية مكتظة بالحافلات والركاب والمغادرين بشكل فوضوي ومتعب سواء لهؤلاء المسافرين أو لموظفي المعبر الحدودي، متعب إلى حد كبير وإثارة الحنق والغيظ عند مسافرين لا يعرفون الحقائق بمجملهم، فيعتقدون أن التعطيل "أردني" والجانب الآخر حسب رؤيتهم من حيث يقفون على المعبر فيه مساحة راحة بالتعامل مع القادمين. الأغلبية لا تعرف أن الإجراء كله بما يتضمنه من تعطيل هو إجراء إسرائيلي قاسٍ وبارد ضمن عقلية إدارة احتلال عسكري بحت.
ربما تكون الردود على محاولات إسرائيل تشويه الساحة الأردنية بتنظيف تلك الساحة من تلك الشبهات التي تلقيها إسرائيل كظلال ثقيلة شرق النهر. ومن ذلك مثلا استحداث تنظيم إداري للسفر عبر منصة إلكترونية متقدمة يتم فيها تنظيم مواعيد السفر والتسجيل على مواعيد هذا غير ترتيب المعبر الحدودي بطريقة تنظم الدور وتنهي فكرة الطوابير والاكتظاظ.
إسرائيل تمارس سياسة التضييق بكل مستوى ممكن وثغرة محتملة، وعلى الأردن أن يسد الثغرات ويقطع الطريق، في سياق حل نهائي للضفة الغربية التي كلما برز الحديث عن العلاقة بين الضفتين تذكرت مقدمة برنامج يومي على الإذاعة الأردنية كانت تقدمه الراحلة الأردنية المقدسية كوثر النشاشيبي اسمه "رسائل شوق" وتصدح فيه السيدة فيروز كل صباح بالمقدمة وهي تغني باسم الضفة الشرقية من النهر: وسلامي لكم يا أهل الأرض المحتلة.