عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    20-May-2019

إیران تبحث عن رد علی التحدي الأمیرکي - أفرایم كام
اسرائیل ھیوم
 
منذ انسحاب الولایات المتحدة من الاتفاق النووي مع إیران قبل نحو سنة، تتردد القیادة الإیرانیة في
محاولة لبلورة رد مناسب على التحدي الأمیركي، حتى الآن بلا نجاح. مبدئیا، تسعى إیران لابقاء
الاتفاق ساري المفعول، لانھ بفضلھ رفعت معظم العقوبات التي فرضت علیھا عقب نشاطھا النووي
وفاقمت وضعھا الاقتصادي. فضلا عن ذلك، حین سینتھي مفعول الاتفاق في العقد القادم، سیسمح
لإیراني بتوسیع برنامجھا النووي، والاقتراب من السلاح النووي. اما انسحاب الولایات المتحدة فیضع علامات استفھام على ھذه الفضائل.
لقد جربت إیران في المرحلة الاولى ابقاء الاتفاق على قید الحیاة، على الاقل حیال الشركاء الآخرین في اوروبا، على أمل الا ینتخب ترامب لفترة رئاسیة ثانیة في 2020 .لقد ارتكز ھذا الجھد على استعداد الحكومات الأوروبیة لاتخاذ خطوات لتجاوز العقوبات الأمیركیة بل وتعویض إیران عن الاضرار الاقتصادیة التي لحقت بھا.
غیر أن ھذا الرد لم یكن كافیا. فالعقوبات الأمیركیة تغلبت على خطوات المساعدة الأوروبیة، والوضع الاقتصادي لإیران واصل التدھور. وكنتیجة لذلك، طلبت إیران في الاشھر الاخیرة من الحكومات الأوروبیة زیادة التعویض الاقتصادي الذي وعدت بھ، بزعمھا، في اعقاب اضرار العقوبات. فضلا عن ذلك، ھددت إیران بانھ بلا ھذا التعویض، فانھا ستوسع تخصیب الیورانیوم الى المستوى الذي سبق الاتفاق.
لقد أدت ھذه التھدیدات بإیران لان تعلن في 8 أیار عن الوقف الفوري لتنفیذ جزء من التزاماتھا في
اطار الاتفاق، وعن نیتھا رفع مستوى تخصیب الیورانیوم في غضون شھرین، اذا لم تنفذ الحكومات الأوروبیة وعودھا بتعویضھا. وأعلنت طھران بان ھذه الخطوات لا تخرق الاتفاق، ولكن واضح بانھ إذا لم ترفع مستوى تخصیب الیورانیوم، كما وعدت، فانھ لن تؤید موقفھا أي حكومة من الحكومات التي شاركت في الاتفاق.
فضلا عن ذلك، منذ المرحلة الحالیة، اعرب شركاء الاتفاق، بمن فیھم روسیا، عن تحفظھم من الخطوة الإیرانیة. بل واعلنت فرنسا بانھ اذا لم تنفذ إیران التزاماتھا، فستفرض علیھا عقوبات جدیدة. كنتیجة لذلك، تقف إیران امام بدیلین صعبین: الأول ھو ان تنفذ الاتفاق دون أن یؤخذ بمطالبھا وفي وضع اقتصادي صعب؛ والاخر ھو مواصلة خطواتھا الضابطة، التي ستؤدي إلى انھیار الاتفاق واعادة الارتباط بین حكومات اوروبا والولایات المتحدة وتوسیع إضافي للعقوبات، فیما تتھم إیران بالمسؤولیة عن ذلك.
نظریا، توجد امكانیة اخرى: محادثات متجددة لتحسین الاتفاق. سطحیا، واشنطن وطھران على حد
سواء تبدیان اھتماما علنیا، ولكنھما تقصدان أمورا مختلفة جوھریا. فترامب معني بمحادثات تعالج
الجوانب الاشكالیة التي في الاتفاق، مثل تمدید القیود المفروضة على البرنامج النووي الإیراني وفرض قیض على برنامج صواریخ ایضا. في مسألة الصواریخ تقترب إدارة ترامب من موقف الحكومات الأوروبیة، القلقة من التحسینات أي منظومة الصواریخ الإیرانیة، التي تھدد اوروبا ایضا. واضح ان إیران ترفض ھذه المطالب رفضا باتا. وھي من جانبھا مستعدة لاجراء المحادثات، شریطة أن تنضم الولایات المتحدة إلى الاتفاق مجددا، تلغي العقوبات المتجددة وتعتذر عن افعالھا. غني عن القول ان ترامب حتى لم یفكر بذلك.
إن الضغط الأمیركي المتعاظم على إیران والاحتمال في أن ینھار الاتفاق النووي یرفعان الى العناوین الرئیسة امكانیة المواجھة العسكریة بین إیران والولایات المتحدة. وعظم حدثان وقعا في الأسبوعین الأخیرین من ھذا التخوف: اطلاق حاملة الطائرات ابراھام لینكولن نحو الخلیج ووصول قاصفات بي 52 الى قطر – على حد قول الادارة، في ضوء مؤشرات التھدید من جانب إیران، و ”عملیة تخریبیة“ ضد اربع سفن – منھا ناقلتا نفط سعودیتان – في الخلیج قرب شواطئ اتحاد الإمارات.
یمكن الافتراض بأن الطرفین غیر معنیین بنزاع عسكري، واحتمالاتھ متدنیة. والأمر الأخیر الذي تعنى بھ إیران ھو المواجھة مع قوة عظمى، علاقات القوى معھا واضحة. اما ترامب من جھتھ فیؤمن بالضغوط الاقتصادیة الشدیدة، ولیس بالخطوة العسكریة، ولكن عندما لا یجري الطرفان اتصالات فیما بینھما، ویشكان الواحد بالاخر، وعن تستخدم إیران میلیشیات شیعیة للھجمات والعملیات كي تخفي دورھا، فان التدھور الذي لا یمكن التحكم بھ لا یكون متعذرا.