عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    25-May-2019

فك الارتباط عن قطاع غزة - بقلم: نداف شرغاي
إسرائیل ھیوم
عشرة نواب وصلوا في نھایة الأسبوع الماضي الى موقع بلدة حومش في شمالي السامرة، التي
اخلیت قبل 14 سنة في فك الارتباط. حومش، وثلاث بلدات اخرى (سانور، غنیم وغدیم)، تعد حتى
الیوم لغزا غریبا: بخلاف الجبھة الجنوبیة، بقیت شمال السامرة المنطقة ج. الجیش الاسرائیلي ما
یزال ھناك، والمنازل وحدھا ھي التي ھدمت.
الآن، یطلب النواب مرة اخرى الغاء قانون فك الارتباط عن شمالي السامرة، لاجل اعادة حریة الحركة في المنطقة الى الإسرائیلیین. اتحاد احزاب الیمین ادرج ھذا البند عالیا في قائمة مطالبھ من
نتنیاھو. وعلى الاقل في جبھة النواب في اللیكود، یجد ھذا المطلب بابا مفتوحا على مصراعیھ.
نحو 20 نائبا من الحزب الحاكم یؤیدونھ. وصل الى حومش ثمانیة منھم، وعلى رأسھم رئیس
الكنیست یولي ادلشتاین. وكان المضیف ھو یوسي داغان، رئیس المجلس الاقلیمي السامرة الذي ھو نفسھ طرد من سانور في 2005؛ احد الاشخاص الاقویاء في مركز اللیكود.
في الولایة السابقة كان حتى نتنیاھو یؤید ظاھرا ھذا المطلب، ولكنھ فعل ذلك للحظة فقط. بعدھا
تراجع وشرح بانھ مطلوب تنسیق مع الرئیس اوباما. أما الان فنحن في عھد ترامب. ونتنیاھو لا
یزال یواصل قول ”لا“ لالغاء قانون فك الارتباط عن شمالي السامرة. ویستخلص تقویم واع للوضع
لدى لوبي ”یشع“ (المناطق) في الكنیست من ھذا الرفض استنتاجا بعید الأثر: في اطار صفقة
القرن، التي ستنشر بعد أسابیع، وان كان نتنیاھو سیقف خلف وعده ھل یخلي اي مستوطنة بل وان
یعمل على تنفیذ اجراءات احلال السیادة على البلدات الیھودیة في المناطق الا انھ بالتوازي سیبدأ ما
یسمیھ اللوبي ”نھل المیاه من الخزان الجوفي“، والمعنى: تسلیم مناطق ج للفلسطینیین – مثل
المناطق في شمالي السامرة والتي كانت اخلیت في فك الارتباط، والتي ھي مجال المعیشة
واحتیاطي الارض للاستیطان الیھودي في المناطق. یدعم ھذا الاستنتاج ظاھرا مواقف اخرى
لرئیس الوزراء نتنیاھو. ففي المفاوضات بین اللیكود واتحاد احزاب الیمین، رفض نتنیاھو لیس فقط
مطلب الغاء قانون “ في السامرة بل وعملیا كل المطالب الجوھریة لاتحاد الیمین في مسألة
الاستیطان: فقد رفض التعھد الا تكون انسحابات اخرى في المناطق، رفض تشریع قانون نسیج
الحیاة والذي ھدفھ في النھایة انھاء التسویف من ولایاتھ السابقة في تسویة الاستیطان الشاب (البؤر) في المناطق. كما رفض التعھد بالعمل على قرار الحكومة لحفظ المناطق ج، في مواجھة السیطرة الفلسطینیة المنھاجیة في ھذه المناطق. في ”بنك الأھداف“ للوبي بلاد إسرائیل في الكنیست اعتبرت حومش والبلدات الثلاثة الاخرى التي اجلت في فك الارتباط في شمالي السامرة ھدفا أول. في المرحلة الاولى الغاء قانون فك الارتباط عن ھناك وفي المرحلة الثانیة اعادة اقامة المستوطنات.
كیف نفھم كم ھي سخافة فك الارتباط لیس فقط من غزة بل ومن السامرة ایضا، ینبغي لنا أن نعود
سنوات عدیدة الى الوراء. فمنذ حرب الایام الستة ومنذ غادر الجیش الاسرائیلي غزة في 1994،
لم تسجل الا احداث قلیلة من النار الصاروخیة. فبین اوسلو وبین فك الارتباط كانت غوش قطیف
بالذات ھي التي تلقت الاف صواریخ القسام وقذائف الھاون. منذ فك الارتباط وحتى الیوم تعرض
الجنوب، بل واحیانا وسط البلاد لعشرات الاف قذائف الھاون، الصواریخ والمقذوفات الصاروخیة
التي ازداد مداھا جدا. وبالمقابل، في شمالي السامرة، في المجال الذي دمرت بلداتھ تسیر قوات
الجیش الدوریات حتى الیوم وتحرص على الا یطلق الفلسطینیون من ھناك صواریخ القسام
والكاتیوشا على العفولة، على الخضیرة او على نتانیا، مثلما ھم یطلقون من غزة على سدروت
وعلى عسقلان. ھذه لیست مجرد كلمات. فقد سبق للفلسطینیین ان جربوا. والجیش احبطھا. وسبق لمسؤول حماس، صالح العاروري، ان اعرب عن امل علني في أن تتمكن حماس في الضفة ایضا مثلما في غزة من انتاج صواریخ واستخدامھا.
ان ضرد السكان الیھود من شمالي السامرة وھدم البلدات ھناك كان اكثر من غریب وغیر مفھوم
من ھدم وطرد سكان غوش قطیف. غیورا آیلند، الذي كان في حینھ رئیس مجلس الامن القومي،
ودوف فایسغلاس الذي ادار في حینھ مكتب رئیس الوزرار شارون، وقفا في حینھ على ولادة فك الارتباط. فایسغلاس ساعدھا بحماسة. آیلند كان متحفظا باضعاف بل ولاحقا انتقد فك الارتباط انتقادا شدیدا. لقد روى فایسغلاس لي ذات مرة كیف ولد فك الارتباط في شمالي السامرة ایضا. فقد
أوشك الأمیركیون على اصدار كتاب یعترفون فیھ بحكم الأمر الواقع بالكتل الاستیطانیة في المناطق والإعلان بان اللاجئین لن یعودوا إلى إسرائیل. والى جانب ذلك طلبوا الا ینشأ مظھر وكأن إسرائیل تضحي بغزة كي تنقذ الضفة.