عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    28-Jul-2020

“العيد هالمرة غير”.. عائلات يملؤها الفرح استعدادا لاستقبال “الأضحى”

 

منى أبوحمور
 
عمان-الغد-  “العيد هالمرة غير”.. “والفرحة غير”.. و”طقوسنا غير”؛ هكذا عبر مواطنون عن السعادة والبهجة باستعدادات عيد الأضحى المبارك، خصوصا وأن الحظر الشامل الذي فرضته الحكومة كإجراء احترازي لمواجهة فيروس كورونا بعيد الفطر، حال دون تجمع الأفراد وعيش تجربة اللمة العائلية والطقوس المعتادة.
التسوق للعيد وشراء المعمول والحلويات وأصوات تكبيرات العيد التي تجوب الشوارع، فرحة مضاعفة يعيشها الأردنيون ومن يسعون من خلالها لتعويض الفرحة المنقوصة التي حرموا منها في عيد الفطر المبارك.
غياب الحظر في عيد الأضحى المبارك، يعيد البهجة للعديد من الأسر الأردنية التي لم تتمكن من زيارة أقاربها بسبب إغلاق المحافظات، وهو ما عبرت عنه الثلاثينية حنان مطر من محافظة إربد التي حرمت من زيارة أهلها في إربد وزيارة عائلتها خلال عيد الفطر الماضي.
الاستعداد لعيد الأضحى المبارك لم يشمل العائلات فحسب؛ حيث تحضرت الأسواق ومحلات الملابس والحلويات لاستقبال عيد الأضحى بأبهى حلة لعلهم بذلك يعوضون الخسائر التي تكبدتها تلك المحلات بسبب ضعف الحركة الشرائية والحظر في العيد الماضي.
فرحة الأطفال في عيد الأضحى المبارك والاستعداد له، بدت مختلفة نوعا ما، وذلك بمشاركة الأهل في شراء ملابس العيد، حيث اكتظت معظم المحلات بالأطفال وعائلاتهم الذين ينتقون ملابس للعيد.
ورافق الأربعيني خالد الحياري أطفاله الأربعة لشراء ملابس، رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي فرضتها جائحة كورونا، إلا أنه رغب هذا العيد بزرع الفرحة في قلوب أبنائه الذين لم يتسن لهم شراء الملابس أو الخروج من المنزل خلال عطلة عيد الفطر المبارك.
في حين رتبت عائلة الستيني أبو أمجد لرحلة عائلية ثاني أيام عيد الأضحى البمارك بعد الانتهاء من المعايدة على الأرحام وذبح الأضحية لقضاء يوم كامل برفقة أفراد العائلة.
وبدأت العديد من العائلات الأردنية بتزيين منازلها فرحة باستقبال العيد؛ حيث ازدانت شرفات المنازل بالإضاءات وملصقات الخواريف التي تعبر عن الأضاحي، في حين ظهرت أفكار جميلة ومتنوعة لتقديم حلوى العيد على شكل خواريف وأخرى أكياس نقدية تزينت بعبارات مختلفة مثل “عيدكم مبارك”، “عساكم من عواده”، وفق ليالي الخالد صاحبة محل لبيع الحلويات.
وتلفت الخالد إلى الإقدام الكبير واللافت على زينة العيد واستخدام المطبقيات، عازية ذلك إلى رغبة الناس بتعويض النقص الذي عانوه خلال العيد الماضي.
الفرحة المنقوصة التي رافقت عيد الفطر المبارك لم تؤثر فقط على الأسر وإنما أيضا على محلات الملابس التي وجدت من عيد الأضحى متنفسا وفرصة جديدة للنهوض اقتصاديا من جديد، وبيع البضائع التي تكدست في محلاتهم بسبب كورونا.
ومن جهته، يشير الأخصائي الأسري مفيد سرحان إلى أن الإنسان بطبيعته يبحث عن الفرح ليحقق السعادة، فيحرص على توفير الأسباب التي تؤدي لذلك.
ويأخذ عيد الأضحى المبارك، وفق سرحان، خصوصية؛ حيث جاء عيد الفطر في ظرف مختلف من حيث منع التجول ومنع التنقل بالسيارات بين المحافظات، مما فرض على الغالبية اقتصار التهنئة بعيد الفطر على التواصل عن بعد، وهي وإن كانت ضرورية كإجراء وقائي، إلا أن العيد بخصوصيته ومكانته يجعل منهم حريصين على التواصل الشخصي خلال أيامه.
وينتظر الناس عيد الأضحى بشوق ربما أكبر منه في الأعوام الماضية لتعويض ما فاتهم في عيد الفطر، بينما كان عيد الفطر في الأعوام الماضية يأخذ اهتماما أكبر من عيد الأضحى، وفق سرحان، لافتا إلى أن إدخال الفرح والسرور إلى قلوب الأطفال وأهل البيت في العيد سُنة، وأن يصل الشخص رحمه ويزور جيرانه وأقاربه وأصدقاءه، يتبادل التهاني بالعيد معهم استشعاراً من الجميع بأهمية هذا العيد.
ويجد سرحان من عيد الأضحى أنه فرصة للتواصل مع الجميع، وجمع الشمل وليكون رمزاً للالتقاء والتوحد وتجاوز الخلافات والأحقاد، وتجديدا للروابط الاجتماعية لتكون قوية بالحب والأخوة، ففي العيد تظهر قوة النظام الاجتماعي الإسلامي.
وقد بدأت بعض الأسر الاستعداد للعيد بتزيين المنزل ومداخله وتحضير احتياجات العيد من ملابس وحلويات، وإعداد المنزل لاستقبال الضيوف وكثير من الأسر تستعد لتقديم الأضحية في هذا العيد، وهي سُنة، حيث يأكل منها أهل البيت ويطعمون الفقراء.
والعيد أيضاً فرصة لكي يخرج الجميع عن روتين الحياة اليومي، بحسب سرحان، وكسر الروتين والترفيه عن النفس، فالموظف الذي اعتاد أن يذهب في الصباح إلى عمله ويعود في المساء، أمامه فرصة لكي يعيش بضعة أيام خلاف هذا الروتين، فالإنسان بحاجة إلى التغيير في كل شيء لأن الرتابة تولد الملل وتقلل من الإنتاجية وتفقد الإنسان المتعة والدافعية.
وينصح سرحان العائلة بوضع برنامج للاستفادة من برنامج عطلة العيد وإن كانت قصيرة، وبما يساعد أفرادها على تجديد النشاط والحيوية، وحتى الزيارات الاجتماعية التي تقوم بها الأسرة هي نوع من التغيير وكسر الروتين، كما أن الصغار بحاجة إلى الترفيه كذلك الكبار، بعد أشهر صعبة سببتها جائحة كورونا.
ولكي يكتمل فرح الجميع بالعيد، لا بد من الالتزام بالإجراءات الوقائية، وعدم الاستهتار سواء داخل المنزل أو عندما تقوم العائلات بزيارة الأقارب والأصدقاء.