الخرطوم ـ «القدس العربي»: أكد البيان الختامي لاجتماعات «نداء السودان» في القاهرة، على قبول استقالة رئيسه الصادق المهدي، و«التأكيد على وحدة نداء السودان وإحالة قضية الهيكلة إلى المجلس الرئاسي الذي ينتظر أن يعقد اجتماعا منتصف الشهر الجاري للنظر في اختيار الرئيس البديل للصادق المهدي، واستكمال بقية الأمانات في التحالف».

وفي ظل ذلك، يرى مراقبون أن التحالف سيعيش أزمة وجودية حقيقية بعد استقالة المهدي، الذي توافق عليه الجميع في السابق، إضافة إلى أن فكرة أن يكون المهدي مرؤوسا من قبل قيادات سياسية أخرى أمر سهل نظريا، لكنه صعب عمليا لجهة أن المهدي زعيم سياسي مؤثر، و من غير المعقول أن يتحول الى تابع في تحالف عريض، حزب الأمة هو المكون الأكبر فيه.

ووفق ما بين المحلل السياسي المعروف محمد علي فزاري لـ«القدس العربي» فإن «المهدي يمكن أن يكون موجودا في حالة إعادة هيكلة حقيقية، تحفظ له دوره التاريخي، ولحزبه ثقله الجماهيري، ووزنه الانتخابي، باعتباره صاحب آخر أغلبية برلمانية، خاصة وأن المهدي كان في التجمع الوطني برئاسة محمد عثمان المرغني غريمه التاريخي».

واستدرك «إن لم يحدث شيء من هذا القبيل، قد نشهد طلاقا بين حزب الأمة ونداء السودان، الأمر الذي يشجع أجساما أخرى داخل الحرية والتغيير كي تحذو حذو المهدي وحزبه في البحث عن تحالفات جديدة، هدفها الانتخابات المقبلة بعد إنجاز مرحلة الثورة وتشكيل الحكومة».