عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    07-Feb-2019

تقریر: الخدمات الصحیة في غزة تنهار - یانیف كوفوفیتش
ھآرتس
 
الغد- الوضع الخطیر في جھاز الصحة في قطاع غزة سیصعب على الجیش الإسرائیلي محاربتھ لفترة طویلة، ویمكنھ حتى أن یؤدي إلى تدخل دولي شدید – ھذا ھو الامر حسب صورة الوضع التي طرحھا جھاز الامن أمام أعضاء الطاقم الوزاري المقلص للشؤون العسكریة والسیاسیة، ”الكابینیت“ السیاسي الامني. في النقاش عرضت على اعضاء الكابینیت معلومات تدلل على أن جھاز الصحة في غزة یقف على شفا الانھیار، وأن مصابین مدنیین یتوقع أن یكونوا اغلب المصابین في مواجھة عسكریة – لن یستطیعوا الحصول على الاسعاف الأولي. جھات كبیرة اطلعت على المواد قالت لصحیفة ”ھآرتس“ إنھ ازاء الوضع الذي یطرحھ جھاز الامن ”سیكون من الصعب ادارة حرب والحصول على دعم دولي للعملیة“.
المعطیات التي طرحت على المستوى السیاسي مقلقة على خلفیة محاولات كل الاطراف للتوصل إلى تھدئة في غزة والدخول إلى عملیة تسویة. موقف الاجھزة الامنیة ھو اذا كانوا في المستوى السیاسي یفحصون مواجھة عسكریة، یجب اعطاء اجابة على وضع جھاز الصحة في القطاع.
في إسرائیل حصلوا على انعكاس صورة الوضع الحالیة في التقریر الذي قدمھ مصدر صحي دولي، الذي دخل إلى القطاع من أجل أن یقدر وضع المصابین بإطلاق النار فیھ. التقریر نقل أیضا إلى جھات دولیة، التي عدد منھا یشارك في التوسط في الاتصالات بین إسرائیل وحماس.
من التقریر التي عرض على اعضاء الكابینیت یتبین أن في غزة الآن 6 آلاف مصاب بالنار الحیة في المظاھرات منذ آذار الماضي، ینتظرون عملیات جراحیة مستعجلة. أغلبیة المصابین لا یمكنھم الحصول على علاج مناسب، وربعھم أصیب بالتھاب العظام، وبدون علاج فوري سیضطرون إلى عملیات بتر. في ھذه المرحلة لا توجد جھة یمكنھا أن توفر العلاج لآلاف المصابین.
حسب التقریر جھاز الصحة في غزة یعاني من النقص الشدید في الاطباء بعد مغادرة كل من وجد عملا في دولة اخرى. اساس النقص ھو في الاخصائیین، في مستشفیات القطاع نقص بـ 60 في المائة في الدواء، لا سیما الادویة العامة، المضادات الحیویة ومسكنات الألم.
في كل اسبوع یصل مئات المصابین إلى المستشفیات في القطاع بعد المظاھرات على الحدود.
عشرات منھم مصابون بإطلاق النار الذین ینضمون إلى 30 ألف شخص مثلھم. ھذه الارقام اضافة إلى النقص الشدید، تقود إلى التقدیر بأنھ قریبا سینھار جھاز الصحة تماما. الآن المستشفیات قلصت النفقات واغلقت اقسام، بحیث أن اساس نشاطھا یتركز على الاسعاف الاولي في اقسام والصدمة. أمراض مثل السرطان، السكري والكلى التقدیر ھو أنھ الیوم في القطاع تقریبا لا توجد امكانیة لتقدیم العلاج لھا. ویتم ارسال المرضى إلى بیوتھم.
جھات سیاسیة اطلعت على التقریر وجھت اصبع الاتھام للسلطة الفلسطینیة وقالت إنھا ھي التي
ترید أن تؤدي إلى انھیار جھاز الصحة في القطاع. ویقولون إن السلطة ملزمة بارسال كل سنة 150 ملیون شیكل من اجل المعدات الطبیة والادویة. ولكن رئیس السلطة محمود عباس أمر بوقف التحویل من اجل تصعیب الوضع على حماس.
في عملیة الجرف الصامد في صیف 2014 كان وضع الجھاز الصحي صعب، لكنھ لیس مثل الآن. في حینھ جھاز الصحة كان مدعوما من قبل الاونروا – بدعم من إسرائیل لھذه العملیة – وخلال 52 یوم قتال، عمل موظفو وكالة المساعدة في 70 منشأة طبیة وفرت العلاج للمصابین، وقاموا باخلائھم من مناطق القتال. الآن، في اعقاب التقلیص الشدید للرئیس الأمیركي ترامب لاموال الوكالة ستجد الوكالة صعوبة في القیام بدورھا بنفس الطریقة.
في الاسبوع الماضي عرض قائد حماس في القطاع، یحیى السنوار، ثلاثة سیناریوھات محتملة
لمستقبل القطاع. ھذه السیناریوھات عرضت على جھات دولیة التقى معھا، وھي بدورھا عرضتھا على مسؤولین كبار في إسرائیل. السیناریو الاول ھو أن یتحمل محمود عباس المسؤولیة عن القطاع، لكن السنوار یقدر أنھ في وضعھ الحالي لیس لرئیس السلطة الفلسطینیة الاستعداد والقدرة على القیام بذلك؛ الثاني ھو تحویل السیطرة في قطاع غزة إلى الامم المتحدة أو مصر، وھما ستحاولان الحفاظ على القطاع من خلال مواردھما ومساعدتھما.
السیناریو الثالث وھو الأقل قبولا من ناحیة السنوار ھو أن حماس ستشن حربا ضد إسرائیل، وفي النھایة قوات دولیة ستسیطر على القطاع وتحاول أن تبني فیھ قیادة مقبولة على حماس وعلى السلطة. في السیناریوھات الثلاثة أوضح السنوار بأن حماس لن تتنازل عن سلاحھا حتى لو أن مداخیل حماس یتوقع أن تنخفض وأنھا ستجد صعوبة في صیانة ذراعھا العسكري.
في ھذه الاثناء جھات الوساطة تعمل على تھدئة النفوس بین إسرائیل والقطاع. في یوم الجمعة
الماضي، خلافا لما كان في السابق، بقي ممثل المخابرات المصریة في غزة حتى اثناء المظاھرات، وقد غادر فقط في نھایتھا من اجل التأثیر على الارض. حماس بذلت أیضا جھودا كبیرة لخفض اللھب في المظاھرات، ووتیرة النقل إلى مناطق الاحتجاج كانت من الساعة الرابعة بعد الظھر لساعة ونصف فقط، ولیس إلى جمیع البؤر بذریعة أن الظلام یحل مبكرا.
عملیا حاولت حماس تجنب الاحراج امام ممثل المخابرات المصریة.
حسب وجھة النظر المصریة فإن التھدئة یجب أن تتضمن أیضا الجھاد الاسلامي كطرف في المحادثات. ھذا الاسبوع وصلت إلى مصر وفود برئاسة رئیس المكتب السیاسي لحماس، اسماعیل ھنیة، ونائب السكرتیر العام للجھاد الاسلامي زیاد النخالة. ھذا الاسبوع نشر الجھاد فیلم قصیر فیھ تم اطلاق النار على ضابط من المظلیین في الشھر الماضي على حدود القطاع.
جھات سیاسیة تقدر أن نشر ھذا الفیلم لیس صدفة وأن الجھاد الاسلامي حاول التوضیح لمصر
وحماس من خلالھ، قبل المحادثات، بأن عناصره عامل مھم یجب أخذه في الحسبان في المفاوضات. ویبدو أن ذلك قد نجح.
مصدر سیاسي مطلع قال إن قرار التحادث مع حماس من خلال وسطاء كان صحیحا، على ضوء الصعوبة في تنفیذ عملیة مشابھة مع حماس. التقدیر في إسرائیل ھو أن محمود عباس تنازل تقریبا تماما عن مسألة غزة وھو على قناعة بأن إسرائیل ودولا اخرى قد تآمرت بھدف المس بالفلسطینیین من خلال المس بھ وبحكمھ. ھذا المصدر قال إن إسرائیل اوضحت مؤخرا لعباس بأنھ حتى لو اراد ذلك فإن إسرائیل لن تتورط في مواجھة مع القطاع.