عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    31-Mar-2019

رحلة الأطفال الفلسطينيين إلى جحيم السجون الإسرائيلية ! (2) - نيتع احيتوف
 
حسب القانون يجب ان يقيد الجنود الاطفال وأيديهم الى الأمام. ولكن في حالات عديدة تقيد الايدي الى الخلف، وأحيانا مقاسات جسم الطفل يمكن أن تشكل عائقا. كما تحدث لـ «كاسري الصمت» جندي من وحدة «عوريف ناحل»: في احد المرات اعتقلت وحدته طفلا عمره 11 سنة تقريبا. كانت القيود اكبر من أن تقيد يديه الصغيرتين. المرحلة التالية هي السفر.
القاصرون يؤخدون الى قاعدة عسكرية او الى مركز للشرطة في مستوطنة مجاورة حيث تغطي عيونهم عصبة. لا تستهدف العصبة اخفاء الطريق، حيث إن الفتى المعتقل يعرف الى أين يأخذونه. الهدف مختلف - «عندما تكون الأعين مغطاة خيالك يأخذك الى اماكن مخيفة جدا»، وصف أحد محامي الفتيان. معظمهم لا يفهمون العبرية، وهكذا فانهم في الجيب يكونون معزولين تماما عن كل ما يحدث حولهم.
في أغلب الحالات الشاب المقيد ومعصوب العينين يتم أخذه من مكان الى آخر قبل أن يصل الى القاعدة العسكرية للتحقيق معه. احيانا يبقونه في الخارج، في منطقة مفتوحة لفترة. الى جانب عدم الراحة والتشويش هنالك مشكلة اخرى في عمليات النقل المتكررة، فحينئذ تحدث حالات عنف كثيرة وفيها يقوم الجنود بضرب المعتقلين، وهم غير موثقين.
عندما يصل الشاب الى الهدف يجلسونه مقيدا ومغطى العينين على كرسي أو على الارض لعدة ساعات وبشكل عام بدون أكل. بيادسة تصف هذه الرحلة برحلة الجحيم الذي لا ينتهي.
«في حالة فوزي الجنيدي مرت سنتان. كان ابن 16 عاما عندما اعتقل على ايدي الجنود اثناء سيره الى بيت عمته. تم تقييده وتغطية عينيه وأخذ الى مكان مفتوح. كما يبدو ساحة قاعدة عسكرية قريبة. أجلسه الجنود على الارض، وفجأة شعر بتيار من الماء سكب عليه. احد الجنود أو عدد منهم سكبوا عليه ماء، كان ذلك في كانون الاول.
 
غرفة التحقيق
الكابوس، يقول الاطفال، ليست له فترة زمنية محددة. بعد مرور 3 – 8 ساعات على الاعتقال، حيث يكون الطفل قد تعب وهو جائع واحيانا متألم من الضرب أو مذعور من التهديد الذي وجه اليه، احيانا بدون أن يعرف لماذا هو موجود هناك – يتم إدخاله إلى التحقيق. أحيانا تكون هذه المرة الاولى التي يتم فيها رفع العصبة عن عينيه، وفك قيوده. بشكل عام هذا يبدأ بسؤال عام مثل «لماذا ترشق الحجارة على الجنود؟». بعد ذلك يكون التحقيق كثيفا اكثر ويتضمن عددا من الاسئلة والتهديدات التي تستهدف توقيعه على اعتراف بالعمل المنسوب اليه. أحيانا يتم وعده بأنه اذا اعترف فسيقدمون له الطعام أخيرا.
حسب الشهادات، التهديدات موجهة مباشرة نحو الطفل (ستبقى طول حياتك في السجن)، جزء منها موجه لعائلته (سأحضر أمك الى هنا وأقوم بقتلها أمامك)، أو موجه لمصدر الرزق (اذا لم تعترف سنسحب تصريح عمل والدك في اسرائيل ولن يكون له عمل بسببك والعائلة ستجوع)، أحيانا يستخدم ضغط نفسي (صديقك قال لنا إنك رشقت الحجارة وتم إطلاق سراحه. أنت يمكنك التوقيع هنا وأن يطلق سراحك). «هذه الطريقة تعلم أنه توجد هنا نية لاظهار السيطرة اكثر من تطبيق القانون»، قالت المحامية فرح بيادسة، «الطفل يعترف – يوجد ملف. اذا لم يعترف – هو على كل الاحوال يكون قد دخل الى دائرة الاجرام وحظي بتخويف جدي، السجن».
«هآرتس»