جمعية النقاد .. إشهار رواية «نجوم ورفاقها» للكاتب الدكتور صالح أبو أصبع
الدستور
أشهر الكاتب والأكاديمي الدكتور صالح أبو أصبع، روايته «نجوم ورفاقها»، في حفل نظمته جمعية النقاد الأردنيين، في مقر رابطة الكتاب الأردنيين في عمان.
وقدمت الرواية التي جاءت في 180 صفحة من القطع المتوسط، إضاءات مركزة على عدد من الهواجس المهمة التي صاحبت الأدب المرتبط بفلسطين، وفي مقدمتها مسألة جدل الحياة والموت، وحضور الاستشهاد والتضحية في سبيل تحقيق حياة أفضل للأجيال القادمة.
وقدم أبو أصبع شهادة إبداعية، في حفل الإشهار الذي أقيم يوم الأربعاء الماضي، وأداره الكاتب الدكتور يوسف ربابعة، قال فيها: «إن سؤال لماذا أكتب؟ هو سؤال يواجهه كل كاتب يوميا، وينتظر الإجابة عنه. لماذا نكتب؟ هل نكتب لأن لدينا ما نحلم به؟ هل هي كوابيس؟ أم خيالات جميلة؟ أو ربما آمال نتمنى تحقيقها منذ الطفولة؟ عندما تكون هناك قضية بحجم قضية فلسطين، وتكون لاجئا حرمت منذ طفولتك من أن تعيش في بلدتك، فإن ذلك أمرا يدمي القلب ويثير مكامن الغضب والألم».
وأضاف أبو أصبع، منذ طفولتنا نشأنا ونحن نحلم بالعودة، وكانت المشاعر القومية التي عززها وجود قائد عروبي مثل جمال عبد الناصر قد تأججت، لتزرع فينا روح الانتماء إلى أمة عربية واحدة تحلم بوحدتها، وتحلم بتطهير أرضها من الغاصب الصهيوني. ومع هذه المشاعر، كانت تنمو في داخلنا مشاعر الإحساس بالمسؤولية والالتزام. مبينا أن الكتابة بالنسبة إليه هي معاناة... وهي تعبير عن قلق داخلي، ولكنه قلق إيجابي، يتم التعبير عنه من خلال الإحساس بالمسؤولية.
وأشار أبو أصبع إلى أن الوضع العربي الذي يعيش فيه المواطن معاناة الفقر والأمية والجهل والبطالة والاستغلال، وتتهاوى فيه القيم. وفي وضع سياسي يعاني من تحديات تمزق الوطن العربي، وتعمل على تفتيت بنية المجتمعات العربية. إزاء كل هذا، ما كان للإنسان العربي أن يشعر بالأسى والألم والتمزق لما يجري في وطنه؟ لافتا إلى أنه منذ طفولته، تربى هو وأبناء جيله على أربعة أحلام: «وطن عربي حر موحد، فلسطين حرة من النهر إلى البحر، ديمقراطية توفر الحرية للإنسان العربي وعدالة اجتماعية تشمل جميع الناس».
وقال أبو أصبع: «إن هدفه من الكتابة هو التعبير عن هذه الأحلام الأربعة، وتقديمها بشكل يعكس الحلم الجماعي الذي أشار إليه، ليصبح دافعا سياسيا واجتماعيا، يرنو إلى التغيير». ويطمح المؤلف من خلال ذلك إلى حث الإنسان العربي على تجاوز الواقع المرير الذي يعيشه، حيث تشده أساليب التنشئة الاجتماعية التقليدية إلى الخلف، التي تجسد السلطة الأبوية، وتحد من تطور الشخصية المبدعة. كما يشده أسلوب التعليم التقليدي الذي يركز على التلقين وحفظ المعلومات، من دون أن يساهم في تربية الأبناء على التفكير العلمي النقدي.
واعتبر أبو أصبع أن التزام الكاتب لا ينبع من فراغ، بل إنه العلاقة بين ما يؤمن به وما يسعى إليه ويحلم بتحقيقه. ولذا، فأنا أكتب وأنا أشعر بأن خياري الوحيد كي أكون موجودا هو أن أكون إنسانا له دور ذو قيمة في الحياة. فالكتابة بالنسبة إليّ لم تكن وسيلة لتغطية تكاليف المعيشة، بل كتبت لأنني أشعر بأن لدي ما أقوله. لقد بدأت الكتابة منذ الطفولة. خططت في طفولتي بعض الكلمات التي نظمتها شعرا، وأنا أشعر برغبتي في الكتابة وفي المزيد من القراءة.
وقال أبو أصبع: «إنه يكتب للإنسان العربي، هذه هي قضيتي الأولى: الإنسان العربي بكل أطيافه. لم أؤمن يوما بالطائفية، ولا بالحدود القطرية التي صنعها الاستعمار. إيماني الكبير هو إيماني بالإنسان العربي، وحلمي بتحرير فلسطين، وأن يعم السلام والرخاء في ديار العروبة. وحلمي بوحدة الوطن العربي الكبير، كلها أحلام لا تنطفئ». وأشار إلى أن القوى الدولية تلعب في ساحات الصراع العربي، بينما نفتقد البوصلة التي ترشدنا إلى سبيل النجاة من جحيم ما نعيشه.
وخلص أبو أصبع، إلى أن غزة قدمت أسطورة في التضحية والصمود، وكشفت عن حجم التخاذل العربي في مواجهة الوحش الصهيوني الذي اقترف جرائم حرب وإبادة لم يشهد التاريخ مثيلا لها. مع كل هذا الواقع المرير، نحن بحاجة إلى الكتابة برؤية مستقبلية، والكتابة للتعبير عن الهوية بالتزام ومسؤولية.