عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    15-Jan-2020

كيف تساهم منصات التواصل بالترويج لصفحات أصحاب المواهب والإبداعات؟

 

مجد جابر
 
عمان-الغد-  في الوقت الذي تعتبر فيه منصات التواصل الاجتماعي هي لغة العصر ومساحة التواصل بين الناس لتبادل الأفكار بأسرع الطرق وأسهلها انتشارا، وبالرغم من أنها تحمل جوانب إيجابية وسلبية؛ لكن هنالك مساحة مضيئة لهذه المواقع، عندما تتجه نحو التسويق والترويج لإبداعات الموهوبين، والتعريف بأشخاص بحاجة للدعم لما يملكونه من مبادرات أو مواهب بمجالات متعددة تستحق أن يعرف بها للآخرين.
ويلجأ عدد من المؤثرين على منصات التواصل في الأردن، لمشاركة الصور والمنشورات، وكذلك مقاطع الفيديو التي تنقل موهبة شخص ما أو مبادرة معينة وذلك على صفحاتهم الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي لمساعدتهم وايصال ابداعاتهم لأكبر فئة من المجتمع ولدى المتابعين لديهم.
وتنتشر عدد من الصفحات على موقع “انستغرام” و”فيس بوك”، لمواهب أشخاص من ذوي الإعاقة ومصابين بمتلازمة داون، إذ يتلقون الدعم من قبل عائلاتهم، عبر تعليمهم حرفة ما تساعد على بناء الثقة من جديد بأنفسهم وبيع منتوجات يصنعونها بأنفسهم، ويتم نشر صور وفيديوهات لما يقومون به، وبالتالي يلجأ عدد من المؤثرين ممن يملكون عددا كبيرا من المتابعين للترويج لصفحات هؤلاء الأشخاص لتعميمها.
الاختصاصي النفسي والتربوي الدكتور موسى مطارنة يذهب إلى أن منصات التواصل الاجتماعي وجدت لخدمة البشر، ولها دور إيجابي كبير إذا ما تم استخدامها بالطريقة الصحيحة، ويمكن ان يستفيد منها الكثيرون، مبينا أن مساعدة الغير بهذه الطريقة تولد الحافزية والدافعية والاستمرار بالعمل والإنجاز لتحقيق النجاح. وبهذه الطريقة يمنح الشخص الفرصة لتوصيل أفكاره والتواصل مع الناس، مبينا أن هذا المعنى الإيجابي والمنطقي للانفتاح، بأن العالم أصبح قرية واحدة، وهذا التحفيز له مردودات نفسية إيجابية تدعم الشخص وتشعره بأهميته والاحساس بالذات وبالسعادة والقدرة بالتعبير عن اخباره.
إلى ذلك، دعم الآخرين يمنح الشخص حالة من الإبداع والتطور، وأيضا يمنح المجتمع فرصا للتعرف على إمكانيات موجودة من حولهم.
وهو ما أكد عليه الناشط والخبير على مواقع التواصل الاجتماعي مصعب جابر الذي يعتبر أن هذا الدور الذي يلعبه كل شخص يمتلك عددا من المتابعين، إذ يقوم بالترويج لموهبة شخص لديه صفحة على إحدى المنصات، ويستحق أن يصل صوته إلى أكبر قدر ممكن من الناس.
ويبين أن هناك حسابات على هذه المنصات هي نافذة لكثير من الأشخاص، وتفتح المجال لهم للحديث عن مبادراتهم وأعمالهم التي تستحق، ويتم دعم من يمتلكون فعلا الموهبة الحقيقية وبحاجة لتسليط الضوء عليهم هو أمر مهم للغاية ويساعد على الانتشار.
ويضيف جابر أن ذلك يمكن الموهوب وهو في بداية طريقه، من التعريف به ومساعدته على بيع منتوجات يصنعها بيديه ويسعى لايصالها لأكبر عدد، كما تزيد من ثقته واعتماد على ذاته، لافتا الى أن استخدام المؤثر لصفحته لمساعدة الموهوبين والمبدعين أمر بغاية الأهمية ويفيد الآخرين ويصنع الفرق لديهم، خصوصا مع التفاعل الكبير والتجاوب الذي يظهر مع من يستحق فعلا الدعم.
وكانت آخر الأرقام الرسمية قد أظهرت أن عدد مستخدمي الإنترنت في المملكة ارتفع ليسجل في نهاية العام 2017 حوالي 6.6 مليون مستخدم. وبحسب إحصائيات وتقديرات عالمية، يبلغ عدد مستخدمي “فيسبوك” في الأردن 5.7 مليون حساب، وما يقارب 675 ألفا على “تويتر”، أما “انستغرام” فهناك ما يقارب من مليون مستخدم، وهناك مليون آخرون على موقع “سناب شات”.
ويرى المستشار والمدرب في شبكات التواصل الاجتماعي خالد الأحمد أن منصات التواصل الاجتماعي وُجدت لتشبيك الناس مع بعضهم بغرض الاستفادة من خبرات الآخرين، وتقريب المجتمعات من بعضها البعض.
ويذهب إلى أن “العالم الرقمي” سهل من إمكانية التواصل مع الغير خارج حدود الحلقات الاجتماعية، لافتا إلى أن المحتوى الايجابي من قبل المستخدم له قيمة عالية ومصداقية في هذا الشأن.
ويبين أن لغة التواصل مبنية على المشاعر، فإذا تم استخدامها بطريقة صحيحة يمكن إن تحدث فرقا كبيرا في حياة أحدهم، مبيناً أن هناك كاتبا في الأردن كتب روايته على منصة التابلت بأنفه، هذه قصة نجاح مبهرة ومنصات التواصل الاجتماعي ساعدت بنشرها وقد يكون من صعب إن يحظى على هذا الانتشار والشهرة قبل بروز هذه المنصات.
وفي ذلك يذهب الاختصاصي الاجتماعي الدكتور حسين الخزاعي الى أن الاستخدام الإيجابي لمواقع التواصل الاجتماعي هو الذي يحفز الناس دائما على مساعدة الآخرين بعيدا عن الاستخدام الخاطئ لهذه المواقع.
وبهذه الطريقة، يتم تحفيز الأشخاص الذين لديهم مواهب ومشاريع، وتشجيعهم وتبني موهبتهم ومبادراتهم، مبينا أنه لا بد من أن يتم تحفيز هؤلاء الأشخاص الموجودين في المجتمع للخروج للعلن، خصوصا أن هناك الكثير منهم لديهم مواهب وأفكار لكن لم تخرج للعلن.
ويضيف الخزاعي أن هذه الطريقة في التعامل مع “السوشال ميديا” تفتح الأبواب نحو الخير والمساعدة، وهذا يسمى “التكافل الإلكتروني”، بحيث يساعد الأشخاص بعضهم البعض، مبينا أنها مساندة اجتماعية بناءة تخدم مختلف الفئات.