رسالة لمن يهمه الأمر.. العلاقة بين الملك والشعب تمثل أجلى تعبير*د. محمد كامل القرعان
الراي
في سابقة تاريخية لم تحدث على مر التاريخ يواجه الأردن تحديات على جميع الجبهات في وقت واحد، لكن عجلة التحديث تدور، وجميع الملفات تفتح وفق فقه الأولويات الوطنية، فمن أهم مميزات النظام السياسي أنه نظام إصلاحي يعمل من أجل الأردن والاردنيين مع إدراك القيادة الهاشمية الكامل بتحمل وصبر الأردنيين، من أجل توفير حياة فضلى للأجيال المقبلة.
ولولا فضل الله تعالى وقوة مؤسساتنا وأجهزتنا الأمنية، مع مواكبة الإصلاحات ومسيرة البناء التي استندت إلى الثالوث السياسي والاقتصادي والإداري، وانتهاج الأردن سياسة دبلوماسية العقل المتزن حيال التحديات الإقليمية والدولية، لما عبر هذا الوطن بفضل قيادته الهاشمية إلى بر الأمان بثقة وثبات؛ فيد تبني وتطور ويد تحمل وتطور السلاح.
وامام هذه البداية التحديثية الجديدة ورغم التحديات الإقليمية يتحمل الأردنيون وما زالوا رحلة الإصلاح في مؤسسات الدولة كافة مع الاعتماد على النفس، فالاردن ولادة وقد وهبها الله تعالى قيادة هاشمية حكيمة ووحد جلالته شعبها وجيشها وقيادتها السياسية على قلب رجل واحد فنحن في رباط إلى يوم الدين.
وقد استوقف هذه النموذج الأردني المنحاز لوطنه وأعطي الدروس للغير، عند ذكر اسم الأردن والعلاقة بين الشعب وبين الملك فهي تمثل أجلى تعبير عن هذه العلاقة؛ التي كان بعض نتاجها مجالات عدة منها: استقرار البلد، وسلامة أراضيه، وتنوعه الثقافي، وانسجامه الاجتماعي، ورعايته للضعفاء. والأساس التاريخي لهذه العلاقة لا يفتأ يقوى لتصبح بذلك سمة طبيعية للنظام الملكي، بدون هوادة وعلى مر الزمن، ويعبر عن تلك المسؤولية الفريدة من نوعها ضمن الأنظمة السياسية في منطقتنا، واستوقفتهم طبيعة هذه العلاقة عند الخطر والأزمات، في سيكولوجية ?ينية موجودة دون شعوب العالم تعرف بعقيدة الولاء والانتماء لثرى الأردن الطهور، وأوجزتها ايضا في الثالوث المقدس الأرض والجيش والقيادة على الرغم من ان بعض مناهضي التحديث والانجاز والديمقراطية، عمدوا الى تضخيم سيناريو بعض الأحداث.
ومنذ فجر التاريخ والأردن يمر بازمات وتحديات وأغلب ذلك في منطقتنا وساد المنطقة عدم الاستقرار والحروب الأهلية والعرقية، ومع ظهور الفوضى زاد تداعي القوى الإقليمية والدولية التي تتعارض مصالحها مع استقرار هذا البلد وقوتنا كأردنيين. ورغم صعوبة الأحداث الإقليمية واشتداد حدتها فقد أعطى الاردنيون رسالة لمن يهمه الأمر بوحدتهم خلف قيادتهم الهاشمية لمنع تهجير الشعب الفلسطيني ولتبقى مصلحة الأردن فوق كل اعتبار، ومن أجل استكمال بناء الأردن الجديد، فنحن شعب الشهداء والتضحيات ونستذكر تلك التضحيات والبطولات التي صنعها ونسجه? ابطال الجيش العربي بباب الواد واللطرون والقدس حفاظا على الأمن القومي الأردني في ظل جاهزية مؤسسات الدولة وجيشها للحفاظ على الأمن الوطني في وجه تحديات غير مسبوقة على الجبهات الاستراتيجية كافة.
فتحية للأردنيين على مر التاريخ الذين منحونا بدمائهم الزكية الحياة ولهذا البلد الأمان، وسلموا لنا راية خفاقة مرفوعة هاماتهم لا تنحني الا لله سبحانه وتعالى.
فنحن الأردنيين كلنا ثقة في جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو الأمير الحسين بن عبدالله ولي العهد الذي يثق في قدرات ابناء الأردن وفي مقدمتهم رئيس الحكومة الدكتور جعفر حسان شديد الانضباط دمث الخلق، الذي يعمل في صمت وفق الخطط المباركة من قبل الملك، من أجل فك لوغاريتمات معقدة والعمل على تحديثها بصفة دورية لتواكب العصر، وذلك يتم في ظروف إقليمية ودولية تعجيزية.