عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    05-Mar-2020

استوطنوا في الصناديق - عميحاي أتالي

 

يديعوت أحرونوت
 
يكشف التحليل لمعطيات التصويت في المستوطنات خلف الخط الاخضر تجندا غير مسبوق من جمهور المستوطنين من أجل بنيامين نتنياهو. مرة اخرى انبطح المستوطنون على الجدار من أجله. والان سيختبر بافعاله: هل طلبه منهم تأييده يقوم على اساس ايديولوجي، أم ان هذا مجرد مصلحة سياسية.
سطحيا، فان الحزب الذي يفترض بسكان يهودا والسامرة أن يؤيدوا، وبالتأكيد سكان المستوطنات الايديولوجية، هو يمينا. غير أن نتنياهو، على عادته، بذل كل جهد مستطاع كي يحمل المستوطنين على تأييده وكرس غير قليل من طاقته في الحملة كي يقنعهم. فقد عقد جلسة حكومية في غور الاردن، لم يكف عن الحديث عن السيادة، حرص على اقرار قانونية مستوطنة ميفئوت يريحو. زار معاليه ادوميم وافرات، دشن حيا جديدا في كريات أربع. بل واخذ معه الى واشنطن، للاعلان عن خطة القرن، قادة المستوطنين. يوم الاحد الماضي وفي اثناء تدشين الحي في كريات اربع وقف على المنصة وقال: “يجب قول الحقيقة، كفى تلون. يجب التصويت لليكود”.
وهذا نجح. وفقا لتحليل الصناديق في يهودا والسامرة يتبين بأن المستوطنين تدفقوا بجموعهم. في ارئيل قفز التأييد لليكود بـ 9 في المئة، في معاليه ادوميم بـ 10، في شعاريه تكفا بـ 12 في المئة بل وفي يتسهار، التي هي ربما المستوطنة الاكثر ايديولوجية، سجل ارتفاع بنسبة 8 في المئة في التأييد لليكود. لقد استجاب المستوطنون لدعوة نتنياهو الذي طلب تأييدهم ومن دفع الثمن على ذلك كانت قائمة يمينا.
على فرض أن نتنياهو سيكون هو الذي يشكل الحكومة التالية، فهل سيعرف الآن كيف يعوضهم على ذلك؟ تجربة الماضي تفيد بأن هذا ليس مضمونا على الاطلاق. فقد كان نتنياهو هو الذي جمد البناء في يهودا والسامرة في الاعوام 2009 – 2010. وحتى لو قبلت تفسيراته بأن هذا التجميد فرضته عليه ادارة اوباما، ستأتي الآن ساعة اختبار نتنياهو.
حول الجولات الانتخابية الثلاثة صرح المرة تلو الاخرى بأنه فقط اذا ما تلقى التفويض فإنه سيبسط السيادة في غور الاردن، سينفذ خطة القرن، ويصرف الاعتراف الاميركي بأن المستوطنات لا تتعارض مع القانون الدولي.
ان ما يقال كتب بحذر كون النتائج الحقيقية ليست امامنا ولكن الآن، حين يبدو اننا لن نعود الى جولة انتخابات اخرى وعلى فرض أن نتنياهو سيشكل الحكومة، ستحين لحظة الاختبار الايديولوجي الحقيقية له. فهل جملة وعوده بالسيادة وتطبيع حياة مستوطنات المناطق تقوم على اساس القيم التي يؤمن فيها حقا؟ ام ربما لم تكن جولاته وزياراته الى المستوطنات في الزمن الاخير الا جولة سياسية اخرى على ظهر هذا الجمهور البريء والمتفاني.