عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    21-May-2019

لحوم معلبة - يوسف غيشان

 

الدستور - القصة وما فيها، ان بقرة جحا جاعت، فحاولت الهروب عن طريق القفز عن السياج، فوقعت، وانكسرت رجلها، وبما ان جروح الحيوانات نادرا ما تلتئم، فقد ذبح جحا بقرته ووزع لحمها وشحمها على أهالي الحارة. فتقبل الناس هذه الهدية بفرح وشكروا جحا على كرمه وطيبة نفسه.
صباح اليوم التالي ، قرع جحا بيوت جيرانه بيتا بيتا، مطالبا إياهم بالتبرع له من أجل شراء بقرة جديدة، فتبرعوا له خجلين . لكن جحا في اليوم التالي طالب الجيران بالتبرع له بثمن سياج عال لا تفكر البقرة بالقفز عنه.
في اليوم الثالث طالب جحا جيرانه بالتبرع له بثمن علف البقرة حتى لا تجوع وتفكر بالهرب بطريقة ما. وفي اليوم الرابع طالبهم بالتبرع له حتى يشتري ثورا يؤنس وحدة بقرته الحبيبة...وهكذا...!!
تناسلت هذه القصة حتى وصلت إلى الحكومات التي تذكرنا كل يوم بأنها قد أجلت رفع الاسعار وربما تفكر أيضا في تخفيض أسعار الدواء بعد ان تم رفعها بشكل مفجع من مافيات الدواء.
 لكن الحكومات وتطالبنا بقبول زيادات الأسعار في كل شيء، وبفرض ضرائب متعددة وقوية جديدة، فيما  بعض التجار والسماسرة يمصون دماء الناس، أو بالأحرى ما تبقى من دمائهم، ولم يتبق ما يمصوه فينا، غير ماء الوجه.
الفرق بين القصتين (بقرة جحا وبقرة الحكومات) ان سكان حارة جحا قد تدسموا من هبر وشحم بقرته، لكننا لم نتدسم ولم نذق بقرة الحكومة ...لأنها قامت بتعليب لحمها-بقرة الحكومة-وسوف ينزل للأسواق بعد (الهرس) الديمقراطي، بأسعار خيالية.