عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    11-May-2019

إیران تنسحب من الاتفاق النووي وترامب یفرض علیها عقوبات إضافیة - عاموس ھرئیل
ھآرتس
 
درجة الحرارة في الخلیج الفارسي ترتفع بالتدریج. حسب تقدیرنا، نحن لسنا قبیل حرب بین الولایات المتحدة وإیران. دونالد ترامب تعھد لناخبیھ بالامتناع عن شن حرب زائدة اخرى في الشرق الاوسط. ویبدو أن ھذا احد تعھدات الحملة الانتخابیة التي یرید الوفاء بھا.
ایضا في سوریة وقبل نحو سنتین اتخذ ترامب خط خطابي متشدد عندما ھدد نظام الاسد في اعقاب
استخدام السلاح الكیمیائي ضد المدنیین – حتى أنھ نفذ التھدید بالھجوم بواسطة صواریخ كروز.
ولكن الامر لم ینتھ ھنا. ترامب یحب بادرات حسن النیة المدویة والمحدودة زمنیا. یبدو أنھ لا یسارع الى مواجھة بعیدة المدى وباھظة الثمن وغیر معروفة نھایتھا. ایضا القیادة الایرانیة أذكى من أن تنجر الى ھذه الحرب.
ما یحدث بالفعل ھو أنھ بعد سنة بالضبط على اعلان ترامب عن انسحاب الولایات المتحدة من
الاتفاق النووي بنصیحة من صدیقھ رئیس الحكومة بنیامین نتنیاھو، إیران بدأت في الشعور بالضغط. العقوبات الأمیركیة المتزایدة تصعب جدا على الاقتصاد الإیراني وتأثیرھا من المتوقع أن یزداد عند انتھاء اعفاءات الولایات المتحدة للدول الثمانیة التي واصلت المتاجرة بالنفط مع طھران في السنة الماضیة.
في الوقت الذي یحتفلون فیھ في إسرائیل بعید الاستقلال كان ھناك عدة تطورات مرتبطة ببعضھا.
أول من أمس أعلنت إیران أنھا ستوقف بعد شھرین تطبیق عدد من التعھدات التي اخذتھا على
عاتقھا، منھا تصدیر الیورانیوم المخصب والمیاه الثقیلة. لیس ھذا انسحاب من الاتفاق الذي ما زال
موقع علیھ من قبل خمس دول عظمى، لكن حسب مصادر امنیة اسرائیلیة فان ایران تقترب من شفا
خرقھ.
الامریكیون ردوا على الفور ببیان خاص بھم عن تجدید العقوبات على صناعة الفولاذ الایرانیة، وفي نفس الوقت ارسلوا حاملة طائرات الى الشرق الاوسط. وزیر الخارجیة الامریكیة، مایك بومبیو، ذھب في زیارة خاطفة الى العراق والغى بسبب ذلك في اللحظة الأخیرة لقاء مع المستشارة الالمانیة انغیلا میركل.
الخطوات الامریكیة ضد إیران غیر محدودة بالحدود النوویة: في الشھر الماضي زار بومبیو لبنان وحذر الحكومة في بیروت من عملیة إسرائیلیة محتملة اذا استمر حزب الله ببناء مصانع سلاح تحت الأرض بمساعدة إیران في اطار مشروع زیادة الدقة التي یتم فیھا تطویر جودة الصواریخ التي بحوزة حزب الله. في العراق یرید الأمیركیون التأكد من أن الحكومة الجدیدة التي لھا علاقات وطیدة اكثر مع ایران لن تلغي استدعاء القوات الأمیركیة للمكوث على حدودھا. الولایات المتحدة
قلقة ایضا من نشاطات متزایدة لملیشیات شیعیة مؤیدة لإیران في غرب العراق – ھناك یتم نشر صواریخ بعیدة المدى یمكنھا أن تعرض مستقبلا للخطر إسرائیل.
الإدارة الأمیركیة تبقي إسرائیل على اطلاع أولا بأول على معظم خطواتھا المتعلقة بإیران، ومستوى التنسیق بقي عالیا. رجال ترامب یحافظون على مستوى من التنسیق. في إسرائیل قرروا مؤخرا أن الإیرانیین مضغوطین حقا، لكنھم سیفضلون كما یبدو تأجیل قرار الانسحاب من الاتفاق النووي على أمل أنھ في الانتخابات الرئاسیة في تشرین الثاني 2020 سیفوز الدیمقراطیون – وترامب سیضطر الى مغادرة البیت الابیض بعد ولایة واحدة. قوة الضغط التي تحدثھا العقوبات أدت الى مناورة ایرانیة جدیدة. ھذه الخطوات الى جانب مخاوف من الارھاب الایراني الذي یمكن أن یكون موجھ ضد صناعة النفط، رفعت جدا التوتر الاقلیمي بصورة تشغل ایضا اسرائیل. ولكن حتى الآن ھذه الخطوات لا یتم اعتبارھا ناقوس خطیر یحذر من الحرب.