عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    19-Mar-2019

المنطقة مقبلة على المجهول - كمال زكارنة
 
الدستور - مع اقتراب موعد اجراء الانتخابات الاسرائيلية في التاسع من الشهر المقبل، والكشف عن صفقة القرن بعد اعلان نتائج تلك الانتخابات، تزداد حالة القلق في المنطقة وهي تترقب الاحداث التي سترافق الصفقة المشؤومة وما سينتج عنها، حيث اشار مستشار الرئيس الامريكي جاريد كوشنير الى بعض ملامحها، عندما اكد في تصريحات صحفية اثناء زيارته لبعض دول الشرق الاوسط، على اهمية احترام الانسان والعدالة وزوال الحدود، ملمحا الى ان جوهر الصفقة يكمن في الحلول الاقتصادية وليس السياسية، اي انها سوف تعتمد الازاحة السكانية والجغرافية، واحداث تغييرات ديمغرافية وتغييرات في الخرائط لبعض دول المنطقة، والسماح للاحتلال الاسرائيلي بالتمدد جغرافيا وسكانيا، وان يتحول الى مركز اقتصادي في المنطقة عموما.
من الواضح ان الادارة الامريكية والكيان المحتل غير معنيين بموافقة اي طرف على الصفقة التصفوية، وسوف يعملان على اسقاطها جبريا على دول المنطقة، ولا ينتظران الترحيب بها ولن يلتفتا الى رفضها من اي جهة، لان القوة العسكرية والضغوطات الاقتصادية جاهزة لفرضها على الجميع، وهما لا يستعجلان الاستجابة لها، لذلك لم تطلع اية دولة حتى الان على تفاصيلها، ولم تستشر الادارة الامريكية احدا بها، وكل ما فعلته انها استجابت للمطالب والرغبات والمخططات الاحتلالية وتبنتها ضمن الصفقة، ولم تكترث بغير ارضاء الكيان المحتل وتحقيق مصالحه.
تستطيع الادارة الامريكية ان تفرض حلولا بالقوة، وان تخلط الاوراق والسكان والحدود، لكنها لن تستطع ان تجبر فلسطينيا واحدا مسؤولا كان ام مواطنا عاديا على التوقيع والموافقة على الصفقة، ولن يكون بمقدورها السيطرة على شعوب المنطقة وترويضها وتطويعها كما تشاء، ولن تمسك بزمام الامور وبمفاتيح الهدوء والاستقرار، وعلى عكس ما تخطط وتتوقع سوف تعم الفوضى في المنطقة وتخرج عن السيطرة، وتحدث انفجارات ضخمة وهائلة في اماكن كثيرة، لان الدفع بالشعوب الى زوايا الفقر والعوز والحاجة، لن يؤدي الى احباطها ويأسها واجبارها على الرضوخ، بل سيمنحها قوة اكبر وعزيمة وارادة اقوى نحو خيار التصدي لتلك الصفقة واسقاطها وافشالها، دفاعا عن الحقوق الفلسطينية والعربية والاسلامية في فلسطين، التي لا يقبل احد التنازل عنها مقابل اموال الدنيا.
الصفقة تهدف الى تعزيز وجود الاحتلال الصهيوني سياسيا واقتصاديا وامنيا، في فلسطين والمنطقة العربية والشرق الاوسط، وهذا لم يعد سرا، والتخلص من الشعب الفلسطيني في فلسطين التاريخية تدريجيا، والاحتفاظ بالارض لبناء المزيد من المستعمرات وزرع المستعمرين فيها، واستكمال مشروع الدولة اليهودية احادية القومية في فلسطين، الخالية من الاقليات الاخرى وخاصة الفلسطينية والعربية، وهي تستهدف بشكل رئيسي فلسطين والاردن سياسيا وجغرافيا وديمغرافيا، والدول العربية الاخرى اقتصاديا وسياسيا.
المطلوب من الدول العربية جميعا دون استثناء، الوقوف الى جانب الاردن وفلسطين بقوة خلال الاشهر القادمة اقتصاديا بالدرجة الاولى ثم سياسيا، لان الضغوط عليهما سوف تزداد لاجبارهما على القبول بصفقة القرن، والمرحلة المقبلة حاسمة وخطيرة سوف تحدد مصير المنطقة برمتها.