عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    11-Feb-2025

قبل لقاء الملك وترامب*نضال منصور

 الغد

يلتقي جلالة الملك عبدالله الثاني الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض اليوم، وهي زيارة تأتي بعد تصريحات ترامب الداعية لتهجير الغزيين الى الأردن ومصر، دون اي اهتمام منه بمخالفة دعواته للقانون الدولي.
 
 
يأمل السياسيون نجاح الأردن في فرملة اندفاع الرئيس ترامب في مخططات التهجير، ومراجعة سياساته غير الواقعية، في دعم الاحتلال الاسرائيلي، ويرون ان الملك يتسلح برفض دولي وعربي يشكل دعامة اساسية لوقف مخططات ترامب المتطرفة التي تضر بالسلام، وبحقوق الشعب الفلسطيني.
قبل زيارة الملك كان رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو الضيف الاول الذي يحل على البيت الابيض، ولم يكن يدر بخلد حتى نتنياهو اطروحات   ترامب، وذهابه بشكل بعيد الى التفكير والدعوة لاستيلاء اميركا على غزة، وطرد سكانها واهلها الاصليين، وتحويلها كما يحلو له تسميتها “الريفيرا”، بحجة انها لم تعد صالحة للحياة.
حتى نتنياهو كان مندهشا من هذا الطرح الذي يحلق في الهواء، ولا يملك فرصا لتحقيقه في الواقع، ولكنه كان منتشيا بدعم غير مسبوق من سيد البيت الابيض، ويأخذ منه تفويضا مطلقا في القضاء على حماس، ولم يكشف النقاب عن التصورات المشتركة التي وضعوها للتعامل مع ايران، والدول التي ما تزال تقلقهم مثل اليمن، العراق، سورية، لبنان، وهذا الدعم والمساندة دفع نتنياهو للتصعيد، والوقاحة في كلامه حد الطلب من السعودية اقامة دولة فلسطينية على اراضيها.
لن تكون زيارة الملك لواشنطن سهلة بعد ان ألقى ترامب بقنبلة التهجير في احضان الأردن، ومصر، وبعد ان علق المساعدات المالية لمدة 3 أشهر في ضربة موجعة ليس للأردن فقط، وانما لكل دول العالم، ولم يعد امام الملك من خيار سوى الرفض لهذه المشاريع التي تضر بأمنه الوطني، والتأكيد انها وصفة لإشعال الحروب، والازمات، والفوضى في المنطقة، والرهان أن الأردن يملك رصيدا مقنعا عند الساسة الاميركيين في الكونجرس، والشيوخ، والمؤسسات الامنية والعسكرية لتشكيل اداة ضغط على الرئيس ترامب، لإعادة الأمور الى مسارها الصحيح.
كثير من المراقبين يرون ان تصريحات الرئيس ترامب فقاعات تصرف الانظار عما يريد ان يفعله حقيقة، وآخرون ينظرون على انها بالونات اختبار ليس اكثر، لمعرفة ردود الفعل، وفي اتجاه آخر يعتقدون انها طريقة للمقايضات، وفي نهاية المطاف فإن هذه المكاسرة السياسية التي يخوضونها ضد كل دول العالم لن تحقق كل غاياته، ولكنها تقدمه كرئيس مختلف لأميركا، رئيس يخيف، ويدب الرعب في قلوب اصدقائه قبل خصومه.
الملك أول رئيس عربي يزور واشنطن في عهد ترامب، وسيتبعه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ومهمتهما صعبة، وما يسهل “الفيتو” القاطع للزعيمين ان ما يطلبه ترامب غير قابل للتنفيذ، والموقف العربي، وفي المقدمة المملكة العربية السعودية يشكل غطاء داعما، ولا أعتقد أن دعوات ترامب للتهجير ستجد من يساندها باستثناء اليمين الصهيوني المتطرف.
ستكون زيارة الملك مهمة سياسية، ودبلوماسية شائكة، وستظهر اوراق القوة التي يملكها الأردن بعد عقود من العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة الأميركية، والنتائج التي ستتمخض عنها ستشكل عنوان المرحلة القادمة سياسيا، واقتصاديا، وقد يتطلب الامر استدارات، وتحالفات لمواجهة استحقاقات مقبلة، وفي كل الاحوال فإن العلاقات بين عمان وواشنطن تدخل في عهد ترامب منعطفا لم تعرفه من قبل، والواقع ان العالم كله يترقب، ويعيد حساباته لأن زعيم أميركا يفعل كل ما هو غير متوقع.
يقف الأردنيون مع الملك في الدفاع عن الأردن ومصالحه الوطنية، وهذه ليست المرة الاولى، ولن تكون الاخيرة التي نواجه فيها تحديات، وصعابا، نجحنا في تخطيها، وتحويل المحن لفرص نجاح، فبعد احتلال الرئيس السابق صدام حسين للكويت مررنا بمرحلة عصيبة، بعد ان اسيئ فهم الموقف الأردني، وواجهنا حصارا سياسيا، واقتصاديا، ولكن صمدنا، وانفرجت بعد ضيق، وهكذا ستظل راية الأردن خفاقة، والاختبارات القاسية تزيده صلابة، وقوة ليظل شامخا، أبيا.