عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    30-May-2019

خيارات الشعوب ومصالح الأنظمة!! (2-2) - محمد داودية

 

الدستور - الموقف الذي ستتخذه بلادنا، مزيج من التعقيد والصعوبة، والوطنية والعروبة!!
كما نعرف، وكما تكشف «داتا» التجربة السياسية الأردنية، العميقة العريقة، فإن نظامنا الشديد المرونة السياسية، قادر على استخدام ميزان الذهب لـ»حساب التكاليف» السياسية والأمنية والاقتصادية والشعبية، والنتائج المترتبة على أي قرار يتخذه.
وفي الذاكرة الجمعية الوطنية، فإن القرارات القومية التي اتخذها نظامنا السياسي، على امتداد تاريخنا، ظلت على الدوام، متوافقة مع المزاج الشعبي العام.
اعتقد ان المرونة والحكمة تقتضي التريث في اتخاذ موقف من ورشة المنامة الاقتصادية، في انتظار ان تظهر نتائج الضغوطات والاتصالات والإغراءات والتطمينات للسلطة الوطنية الفلسطينية، صاحبة العلاقة وولي الدم. وفي انتظار نتائج الاستعصاء الذي يواجهه نتنياهو في تشكيل الحكومة الإسرائيلية (آخر مهلة للتشكيل منتصف ليلة أمس الاربعاء) !!
وننتظر نتائج القمم العربية والخليجية والإسلامية في مكة العربية التي ستعقد اليوم الخميس وغد الجمعة.
الملك جدّد لجاريد كوشنر في عمان يوم امس رفضه اي حل للصراع لا يقوم على أساس حل الدولتين، ويضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
اعتقد أن موقفنا العقلاني سيكون متخففا من التعنت والنطاح، وبعيدا عن التسليم والانبطاح. موقفنا الصعب جدا، سيكون مشيا على حد السيف. أما كيف، فتلك هي عبقرية الإستراتيجية الأردنية، القادرة على تشخيص مصلحة النظام والأمة.
ويفيض علينا ويدهمنا سؤال: هل نحن في رباط سياسي موثوق مع السلطة الوطنية الفلسطينية ؟!
هل نحن على ثقة ان احباءنا وشركاءنا، لا يتنكبون مسارا سريا خلف ظهرنا، كمسار اوسلو ؟!
يحب الإفصاح للرأي العام الاردني، عن حدود الرفض وهامش المناورة. على قاعدة ان بالإمكان المزج بين التكتيكي والاستراتيجي. فالمبادئ لا تنفصل عن المصالح الا في الشعر والرومانسية والثورية، المشروحة جيدا في كتاب فلاديمير أ. لينين «الدولة والثورة».
ومؤدى الأمثلة السياسية البراغماتية العالمية: «إذا اردت أن تطاع، فاطلب المستطاع» و «لا تخسر الممكن طلبا للمستحيل». 
ورأيي إنه مؤتمر استطلاعي «ريسبشن»، وأن علينا الانتظار واستمرار الثقة بحنكة قيادتنا السياسية. فمن العبث الاختلاف على جلد الدب قبل صيده.