عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    17-Aug-2019

سلة الكتب الحديثة

 

الدستور - إعداد: عمر أبو الهيجاء -  «المختلف والمؤتلف» كتاب جديد للناقد السوري خلدون الشمعة
صدر حديثاً عن منشورات المتوسط – إيطاليا كتب جديد للكاتب والناقد السوري خلدون الشمعة، حمل عنوان: «المختلف والمؤتلف -تمثيلات المركز الغربي والهامش العربي وشيطنة الآخر»، ويُمثل هذا الكتاب موشوراً تأويلياً مفتوحاً على جملة من القراءات الجادة لثقافة الآخر. وهو بذلك يتجاوز شيطنة (Demonization) الآخر، مقترحاً سبراً نقدياً لشعريات المثاقفة، ممثلة بنماذج من الشعر والرواية، تختبر نوعين من الحركة، كل منهما يتجه في اتجاه معاكس للآخر، حركة تحيلنا إلى ما يدعوه هومي بابا، بـ «الفضاء الثالث». لماذا صار هذا الفضاء المشحون بالصور النمطية فضاء ثالثاً؟ لأن الفضاء الأول يتشبث بأسطورة الأصالة والعودة إلى الأصل، أي الامتثال لمفهوم المركز الأوروبي. وأما الثاني فهو الفضاء الضدِّي، فضاء الأصالة المعاكسة الذي يتشبث به دعاة النزعة النقائية التي ترفض بإصرار انفتاح آداب الهامش على المركز الأوروبي.
ويبقى أخيراً فضاء العلاقة المفتوحة على الآخر الأوروبي، الفضاء الثالث الذي يرفض كلاً من مفهوم التموقع الحضاري حاضن فكرة الثبات الذي جعلته الأصولية الاستشراقية عَلَماً مرفوعاً على الآخر الشرقي، ومفهوم الأصولية النقائية التي تتنكر لأي مفهوم يتصل بفكرة انفتاح الثقافات واحدها على الآخر. وهو فضاء اسمه المثاقفة، فضاء متوتر يتعايش فيه الضدان تعايش الحب والكراهية (Ambivalence) ، ويختزله جاك بيرك بقوله: «إن العرب يريدون ألا يشابهوا الآخرين وألا يختلفوا عنهم أيضاً».
ومن أجواء الكتاب نقرأ:»العصرنة والغربنة: أوروبا في المخيال الجمعي لرحّالة عرب، عنوان مقترح لعملية، تُشكِّل مخيال جمعي عربي.وأُحبّ أن أذكر هنا بأن كلمة «عصرنة» هي الكلمة التي شاعت بدءاً من القرنَيْن الثامن عشر والتاسع عشر، الفترة الزمنية التي حدثت خلالها الرحلات التي قام بها رحّالة عرب إلى أوروبا، رحّالة وَجَدتُ أن كتاباتهم ربّما كانت تُشكِّل بعض ملامح مخيال جمعي عربي، نشأ تحت وطأة الشعور بهيمنة النزعة المركزية الأوروبية.
هذا الشعور بتلك الهيمنة، شعور الهامش في مواجهة المركز، لم يكن يقبل بتسمية الأشياء بأسمائها  لم يكن ليعترف بأن المحمول المعرفي للعصرنة هو نفسه المحمول المعرفي للغربنة، وهكذا صار القول بالعصرنة بدلاً من «الغربنة»، وبالتالي مواجهة تبعات المعنى الحقيقي للعلاقة مع الآخر، ضرباً من خداع الذات العربية لنفسها.
طبعة ثانية من رواية «سلالم ترولار» لسمير قسيمي
صدرت حديثا عن منشورات المتوسط - إيطاليا أيضا، الطبعة العربية للرواية الجديدة للجزائري سمير قسيمي «سلالم ترولار»، بعد أن كانت صدرت في طبعتها الجزائرية بالشراكة بين منشورات المتوسط ودار البرزخ. كما وستصدر كذلك في طبعة المتوسط الفلسطينية «الأدب الأقوى» (وهي سلسلة أطلقتها المتوسط لإصدار طبعة فلسطينية لعدد من كتبها بالتزامن مع صدور طبعتها في العالم العربي، لتكون كتب الدار جزءًا من العمل المقاوم لسلطات الاحتلال، من خلال كسر التضييق الذي يُفرض على القارئ الفلسطيني).
و»سلالم ترولار» روايةٌ جريئة، صادمة، وتقرأ مُستقبلاً يحدثُ الآن. هي رواية تنبُّؤية، تعيدُ صياغة تاريخ الجزائر السياسي ومنه التاريخ العربي بأسلوب ساخر، يستمد مادته من عوالم فانتازية تحاكي الواقع، بحيث تحكي عن وطن تختفي فيه الأبواب لتنمحي الحدود الفاصلة بين الداخل والخارج. تمضي الرواية في رصد حيواتٍ تتقاطع وتتناسخ حسب السيناريوهات المحتملة للمشيئة في عاصمة الجزائر، أو «المدينة الدولة» التي نقرأ قصَّتَها في قصة جمال حميدي، وزوجته السابقة أولغا، وموح بوخنونة، وإبراهيم بافولولو، وغيرهم مِمَّن تتقاطع حكاياتهم مع مصير الانفجار الأعظم لقيامةٍ تأخَّرت عشرين سنة.
وقال قسيمي: «إن روايته الجديدة تُظهر عمق الهاوية التي تتربص بالجميع وسقطت فيها الجزائر»، ويضيف: «النص له طابع فانتازي تخيّلي، حيث يصور كيف تختفي الأبواب من البيوت والمباني والمقرات الحكومية والسجون، وتنتفي الحواجز بين الداخل والخارج، لتسقط الآلهة في مأزق وضوح الرؤية لدى الشعب». أما عن فكرة الرواية ومقاربتها لما يحدث في الجزائر اليوم قال الكاتب: «كانت الفكرة منذ شرعت في كتابة هذه الرواية مطلع عام 2014، أن أنتقد ما هو حاصل في الجزائر اجتماعيًا وسياسيًا وحتى دينيًا. وهو واقع شئنا أم أبينا، أكثر فانتازية من أي عالم خيالي قد يفكر فيه أي روائي».
ومن أجواء الرواية:» في لحظة اختارها الأرباب بعناية توقف عن الظهور، لتحل محله صورة كبيرة في إطار ذهبي، كانت تعلق في كل مكان يفترض أن يتواجد فيه، حتى ساد في اعتقاد الناس أنه منشغل بمشاكلهم إلى درجة أنه لم يعد بمقدوره الظهور، ثم حين بدأ الرجل الوسيم في نشرة الأخبار، يقرأ في كل ظهور له، رسالة أو بيانا للإله الرئيس، شعر الناس بطمأنينة كل مؤمن بحق، فحتى الله وهو الله، لم يظهر لأحد بوجهه، واكتفى لهداية الناس بما كان يرسل إليهم من رسل وأنبياء يحملون كلمته الطاهرة وكتبه المقدسة.