عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    13-Sep-2020

حضرت المهنية وغاب التضليل والخبر الكاذب*نيفين عبدالهادي

 الدستور

حضر الإعلام، وحضرت الصحافة، في ظروف مختلفة خلال الفترة الحالية، لم تغب الكاميرا، كما القلم فكانا حاضرين بحرفيّة المعنى، وحِرفيّة الأداء، ربما شهد أداؤهما بعض القصور في بعض التفاصيل، لكن في واقع الحال سعى الإعلام لأن يبقى حاضرا بأدق التفاصيل، نقلا من الميدان بمهنية ومصداقية عالية من كافة وسائل الإعلام باستثناءات بسيطة وربما لا تكاد تذكر.
وفي ظل تسارع الأحداث وتعددها، وكثرتها، خلال الفترة الحالية والتي يحتاج في مجملها تغطية ميدانية وسرعة في ايقاع نقل الحدث، الأمر الذي جعل من وسائل الإعلام كافة تحت مجهر المتابعة، التي لم تبتعد عن النقد في بعض الأحيان من متلقي الأخبار والرأي العام، لجهة عدم سرعة نقل الأخبار أو لغياب تفاصيل دقيقة ربما يرى صانع القرار أنها لا تفيد الرأي العام بالتالي لا تقدّم بتفاصيل الرواية الإعلامية احيانا، ولكن بصورة عامة وقع الإعلام بوسائله كافة تحت عين النقاد السلبي.
وغلب على الأصوات التي رأت بأن رسالة الإعلام في نقل بعض الأحداث وتحديدا في حادث الزرقاء حماها الله، شهدت قصوار واضحا، نظرا للتأخر بصدور تفاصيل كاملة عن الحادثة، في وسائل الإعلام كافة، الأمر الذي جعل من البعض يطلق حملات عبر وسائل التواصل الإجتماعي تستنكر من الإعلام هذا القصور، وترى بأن رسالته كانت ضعيفة ويشوبها عدة سلبيات أهمها التأخّر بالإعلان عن التفاصيل، وأخرى خاصة بقلة المعلومات التي أعلن عنها، حتى وصل الأمر في البعض بالقول إن «الإعلام كان في غفوة خلال هذا الحادث»، علما بأن الإعلام في حقيقة الأمر لم يغب عن الميدان بالمطلق، بل كان بكل وسائله حاضرا كما هي رسالته دوما.
يغيب عن البعض أن للإعلام رسالة واضحة في نقل الحقيقة ونقل الأحداث وليس صناعتها، فلا يجوز بأي حال من الأحوال للإعلام والصحافة المهنية تغليب السرعة على المصداقية، والسبق الصحفي عن المهنية، فهي أساسيات المهنية التي يجب الالتزام بها، دون حياد، ذلك أن خطأ الإعلام والصحافة لا يعالجه مسح الخبر، عن موقع هذه الوسيلة، فما يكتبه الإعلام هو توثيق للمرحلة، وتأريخ للأحداث، بالتالي يجب مراعاة المهنية بأعلى درجاتها، بعيدا عن أي مآرب أخرى كالتي يسعى لها بعض مستخدمي وسائل الاعلام الافتراضي كالشهرة على سبيل المثال، أو سرعة الانتشار أو الحصول على نسب مشاهدات مرتفعة، فرسالة الإعلام بعيدة كل البعد عن كل هذه المساعي، فهو قلم المرحلة وعينها، هو الوسيلة التي تخطّ تفاصيل المرحلة.
أساسيات العمل الصحفي والإعلامي، المهنية والمصداقية، تحديدا في وقت الأزمات، فلا مساحة فيه لسبق صحفي، ولا لتحقيق شهرة أو حتى سرعة في نقل الأخبار، دون الحصول عليها من صانع القرار مباشرة، وبما يخدم المصلحة العامة والمصالح الوطنية، فالأمر ليس سباقا يتسابق به ناقلو الأخبار في نقلها، لمجرد الحصول على رقم «واحد» في نقلها، إنما هي رسالة هامة، تخرج عن الإطار المحلي، لاسيما وأن الإعلام المحلي في هذه الظروف يكون مصدر معلومة لكافة وسائل الإعلام الدولية والعربية، بالتالي يجب أن يلتزم بأعلى درجات المهنية والمصداقية، وهو ما يضعه الباحثون عن الأخبار خلف ظهورهم، ويلجأون لنقد وسائل الإعلام واتهامها بالقصور، متناسين أن رسالة الإعلام لا تقف عند نقل الخبر والمعلومة، إنما هي رسالة وطنية تحمل من المسوؤلية الكثير، وأي صحفي واعلامي مهني لا تكتمل رسالته إن نقصتها المصداقية، التي تغلب على السبق الصحفي في الأهمية.