عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    11-Jun-2019

الإمساك باللحظة التاريخية - رشيد حسن

 

الدستور - يجمع المراقبون للصراع الفلسطيني- الاسرائيلي، بأن هذ الصيف سيكون صيفا حارا... وحارا جدا، وسيشهد مفاجآت وتقلبات على صعيد هذا الصراع..
وبوضع النقاط على الحروف..
فمن المتوقع أن يبقى المشهد الفلسطيني مشدودا، متوترا، وقلقا، في ظل اصرار واشنطن على تنفيذ «صفعة القرن».. صحيح ان تصريحات وزير خارجية اميركا « بومبيو»، والتي نشرتها صحيفة « الواشنطن بوست» خلال لقائه ممثلي « الايباك» اللوبي الصهيوني في أميركا.. « بأن صفقة القرن غير قابلة للتحقق «.. مما يؤكد ان « هذه الصفعة –المؤامرة، قد دخلت نفقا مسدودا، بسبب رفض الشعب الفلسطيني . قيادة وشعبا، وعلى كافة الاصعدة هذه المؤامرة القذرة.
وفي ظل أيضا، مطالبة الفلسطينيين للدول العربية ، بان يلتزموا بقرارات القمم العربية، التي ترفض «الصفعة» وتطالب هذه الدول، بان يلتزموا بما يعلنونه دائما..
 « بانهم يقبلون ما يقبل به الفلسطينيون، ويرفضون ما يرفضه الفلسطينيون»..!!
ورغم تسريبات صحفية تشير الى احتمالية تأجيل الورشة المذكورة، الا أننا نعتقد أنها ستعقد في الموعد المحدد.. ولن تتراجع واشنطن بسهولة عن خططها وبرامجها..!!
وهذا يفرض على الشعب الفلسطيني وقيادته الاستمرارفي رفض هذه المؤامرة، وفي التصدي لادواتها القذرة، التي تكشف عن وجهها القبيح ،كلما وجدت فرصة لذلك.
وهذا يقودنا الى تصريحات «فريدمان» سفير اميركا في الكيان الصهيوني، او بالاحرى سفير المستوطنات التي نشرنها صحيفة « النيويورك تايمز « مؤخرا، والتي اعلن فيها تأييده لضم اسرائيل اجزاء من الضفة الغربية لكيانها.. وهو ما كان قد كشف عنه الارهابي «نتنياهو «.. خلال حملته الانتخابية، وايده في حينها حليفه القرصان « ترامب»...
هذه المعطيات الخطيرة تفرض على القيادة الفلسطينية، أن تمسك بزمام اللحظة التاريخية المناسبة..وتقوم بضربة استباقية لاجهاض هذه المؤامرة ، ودفنها في مهدها، وذلك بتنفيذ قرارات « المركزي»، بالغاء اتفاقية « اوسلو» وتمزيق ورقة المهانة والذل.. ورقة الاعتراف ب»دولة» العدو، ووقف التنسيق المهين مع سلطة الاحتلال الفاشي..
 ان تنفيذ قرارات «المركزي» اصبحت ضرورية وملحة، ردا على عنجهبة وصلف «نتنياهو» وحليفه «ترامب»، وردا على التطبيع العربي الرسمي، ووقف الاختراقات الصهيونية للنظام العربي، كما ستساهم فعلا في اسقاط «نتنياهو « وزمرته الفاشية في الانتخابات القادمة، وتخلق حالة نضالة جديدة .. تعيد الروح للمقاومة، وترمم جسور المصالحة.. وتنهي الانقسام اللعين الذي مزق شعبنا الواحد.. وجعل الساحة الفلسطينية ميدانا للغربان وبغاث الطيور..
لا يجوز ان يبقى الفعل الفلسطيني الرسمي في خانة الرفض فقط، ولا يجوز ان يقتصر الرفض الشعبي على مسيرات ومظاهرات شعبية تضم المئات..
ان خطورة المؤامرة تستدعي الخروج من هذا المربع، واجتراح حالة نضالية جديدة.. تبدأ -وكما اسلفنا- بالغاء» اوسلو « وتمزيق الاعتراف بورقة المهانة... ورقة الاعتراف ب «دولة» العدو، ووقف التتنسيق الاجرامي المذل مع عصابات القتلة والمجرمين، وتفجير الانتفاضة الثالثة كوسيلة وحيدة لردع الارهاب الصهيوني، واسقاط « صفعة القرن» ووقف التطبيع العربي الرسمي مع الكيان الغاصب.. وانهاء الانقسام.. وتوحيد البيت الفلسطيني..
باختصار...
ان خطورة المؤامرة الاميركية-الصهيونية، المتمثلة في «صفعة القرن».. يستدعي من القيادة الفلسطينية ان تمسك بزمام اللحظة التاريخية..وان تخرج من حالة ردة الفعل الى حالة الفعل، وان تبادر بضربات استباقية، تقطع الطريق على المتآمرين، وتئد المؤامرة في مهدها... وذلك بتنفيذ قرارات « المركزي» والابتعاد عن المناورة، بالاعلان فورا عن الغاء «اوسلو».. وتمزيق ورقة الاعتراف ب» دولة «العدو الغاصب، وتفجير الانتفاضة الثالثة ، كسبيل وحيد للجم المؤامرة، وردع المتامرين، ووقف التطبيع الاثم وانقاذ الشعب والقضية من خطر التصفية..
ففلسطين كانت وستبقى هي التي تصنع التاريخ..
 وقد حان الوقت لتكتب التاريخ من جديد.