عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    12-Apr-2019

حدث جلل وتجديد للربيع العربي.. إطاحة البشير بعيون الصحافة العالمية

 أخذت التطورات الجارية في السودان حيزا كبيرا في كبريات الصحف العالمية بعد إعلان قادة في الجيش الإطاحة بالرئيس عمر البشير، إثر موجة واسعة من الاحتجاجات بدأت منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي. وقال محرر الشؤون الأفريقية في صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية ديفد بيلينغ إن نهاية حكم البشير حدث جلل على المستويين العربي والأفريقي، لأنها أحدث مرة يُخرِج فيها جيش في المنطقة حاكما مستبدا من السلطة بعد مظاهرات شعبية قادها شباب محبط، وتأتي بعد أسبوع فقط من إجبار الحراك الشعبي في الجزائر الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على التنحي.

 
وأشار الكاتب إلى أن رئيس المخابرات السودانية صلاح قوش قد يلعب دورا مهما في الحكومة الجديدة، وهو تطور لن يرضي المتظاهرين الذين صرحوا بأنهم لا يريدون انقلابا، بل انتقالا ديمقراطيا بمساعدة الجيش.
 
كما نشرت الصحيفة تحليلا لمحررها في شؤون الشرق الأوسط أندرو إنغلاند قال فيه إن ربيعا عربيا جديدا بدأ يتخمر في الجزائر والسودان.
 
وأضاف الكاتب أن الاحتجاجات الشعبية تُظهر أن الأسباب الجذرية لثورات عام 2011 لم تُعالَج، مشيرا إلى أن هناك قضايا مشتركة في جميع أنحاء العالم العربي، وينبغي أن تكون بمثابة تحذير لقادة المنطقة أثناء تقييمهم لما حصل في الجزائر والسودان.
 
وأوضح أنه في قلب الاحتجاجات هناك شعورٌ عميق بالإحباط الذي يشعر به الشباب في منطقة قمعية تعاني من البطالة المتفشية.
 
ورأى الكاتب أن الاختبار الفوري سيكون في كيفية إدارة الجيشين الجزائري والسوداني لبلديهما، وإذا فشلا حقا في تلبية مطالب شعبيهما لمجرد السعي للحفاظ على الأنظمة السيئة الذكر، فإنهما سيخزنان فقط المزيد من المشاكل للمستقبل.
 
مخاوف
من جهتها سلطت صحيفة "الغارديان" البريطانية الضوء على رفض المشاركين في احتجاجات السودان استيلاء الجيش على السلطة بعد الإطاحة بالبشير.
 
وقالت الصحيفة إن رفض المحتجين للانقلاب وتأكيدهم استمرار الاحتجاج إلى حين تحقيق الإصلاحات الديمقراطية التي يطالبون بها، يزيد المخاوف من اندلاع مواجهات وإراقة الدماء في الساعات والأيام القليلة المقبلة إذا ما قرر الجيش قمع المتظاهرين.
 
وأضافت أن قرار الجيش منع التجول ليلا والطلبَ من آلاف المحتجين مغادرة الميادين، هو أكثر تحد مباشر تواجهه المظاهرات المطالبة بالديمقراطية وقياداتُها لحد الساعة.
 
وتعليقا على تطورات الشأن السوداني وإطاحة الجيش بالبشير، كتبت نسرين مالك في "الغارديان" أن العالم أدان نظام البشير الوحشي، لكنّ الشعب السوداني المسلح بثلاثين عاما من الغضب هو الذي أخرجه في النهاية من السلطة.
 
ورأت الكاتبة أن خطأ البشير القاتل كان الفشل في الحفاظ على استقرار الاقتصاد حيث تعرّض شعبه للقمع، فلم يعد هناك شيء لأي شخص في الوقت الذي خرج فيه الناس إلى الشوارع في ديسمبر/كانون الأول الماضي، ولم يتمكنوا حتى من سحب الرواتب الأساسية من البنوك أو تأمين الخبز مع ارتفاع التضخم ورفع الدعم. كما لم يعد هناك أي خطوة أو تغيير من شأنه أن يعمل لصالح البشير.
 
السيناريو المصري
وفي صحيفة "الإندبندنت" قال مراسلها للشؤون الدولية برزو دراغاهي إن الإطاحة بالبشير ثاني سقوط لزعيم عربي خلال أسبوع، في ظل مطالبات جماهيرية واسعة لوضع نهاية للحكام الفاسدين.
 
وأضاف دراغاهي أن العديد من المتظاهرين السودانيين يخشون أن تحاول القوات المسلحة السودانية تكرار ما أصبح معروفا في العالم العربي باسم "السيناريو المصري"، حيث يطيح الجيش برئيس لا يحظى بشعبية، ليحل محله رئيسٌ جديد من رتبهم.
 
وأشار الكاتب إلى وجود مؤشرات على أن الانقلاب للإطاحة بالبشير بدا كأنه على أرضية غير مستقرة، إذ حذر المحللون من أن قوات الأمن يمكن أن تتفكك مع محاولة مؤيدي البشير القيام بانقلاب مضاد.
 
ربيع عربي ثان
أما مجلة "الإكونوميست" البريطانية فرأت أن إجبار البشير على الخروج من السلطة أثبت أن الاحتجاجات الجماهيرية تنتصر على المستبدين، وقالت إن سقوطه هو الأحدث في موجة التغيير التي اجتاحت العديد من الحكام الأطول خدمة في أفريقيا، من الجزائر إلى زيمبابوي.
 
ورأت المجلة أن الزعماء العرب والأفارقة يراقبون الأحداث في السودان بعصبية، إذ يخشون المرحلة الثانية من الربيع العربي، ويتساءل الكثير منهم: من التالي؟
 
وكتبت المجلة أن السؤال الكبير الآن هو "من سيخلف البشير؟"، ومع أن المعارضة الرسمية أقل انقساما مما كانت عليه في الماضي، فإنها لا تزال تفتقر إلى قائد واضح. فالعديد من الشخصيات غير مرغوب فيها من وجهة نظر المتظاهرين لأنها عملت في السابق مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم، لكن مع ذلك قد يتعين على الحكومة الجديدة أن تضم أعضاء حاليين وسابقين في الحزب لخبرتهم البيرقراطية.
 
انتقال أم لعبة عسكرية؟
وتحت عنوان "السودان.. انتقال إلى الديمقراطية أم لعبة سلطة عسكرية؟"، قالت مجلة "فورين بوليسي" إنه من غير المؤكد إن كان ما جرى في السودان بداية للديمقراطية أم انتقالا من دكتاتورية إلى أخرى أسوأ.
 
ونقلت المجلة عن متحدثين سودانيين القول إن ما أقدم عليه عوض بن عوف هو انقلاب يعيد تدوير النظام أو انقلاب مزخرف، مشيرة إلى أن من بين الشخصيات الأكثر نفوذاً التي ترسم مستقبل السودان مديرَ الاستخبارات صلاح قوش الذي يتمتع بسجل حافل من التعاون مع وكالة المخابرات الأميركية في مجال مكافحة الإرهاب، وقد تم تعيينه في منصبه بدعم من السعودية والإمارات.
 
كما نقلت عن مفوض الأمم المتحدة السامي السابق لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين قوله إن الإطاحة بالبشير كانت عملا استثنائياً، لكن إذا كان قادة الجيش يريدون مستقبلا جديدا للسودان فسيتعين عليهم تسليم البشير للمحكمة الجنائية الدولية.
 
ترتيبات واسعة للسلطة
من جهتها كتبت "وول ستريت جورنال" الأميركية أن جماعات المعارضة السودانية رفضت إعلان الجيش تولي السلطة لعامين، مما أثار احتمال حدوث انتقال فوضوي للسلطة في منطقة تعاني بالفعل من الاضطرابات.
 
وقالت الصحيفة إن إعلان وزير الدفاع عوض بن عوف أن الجيش سيفرض حظر تجول ليلا، يمكن أن يحتم المواجهة مع المحتجين الذين أكدوا أنه ليست لديهم نية للامتثال لهذا الأمر والعودة إلى منازلهم.
 
وأضافت أن الإطاحة بالبشير تشير إلى حدوث عملية واسعة لإعادة ترتيب السلطة في بلد يُعتبر مرتكزا للحرب الأميركية على الإرهاب والجهود الأوروبية لاحتواء الهجرة.
 
المصدر : الصحافة البريطانية,الجزيرة,الصحافة الأميركية