عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    01-Jun-2020

المهرجانات الثقافية والفنية الوطنية .. بين التأجيل والإلغاء

 

مهرجان (جرش 35)قد يقام افتراضيا بفعاليات ونشاطات محلية

عمان – الراي -  أحمد الطراونة - ما بين التأجيل والإلغاء أو إقامة المهرجانات عن بعد بشكل عام، أو المغامرة بإقامتها بتوفير شروط السلامة والتباعد، بغض النظر عن النتائج الصحية فإن القرار ما يزال يدرس أيهما أجدى ضمن الظروف الصحية المتاحة مستقبلا.
كورونا التي فرضت سطوتها وتبعاتها السلبية على العالم أجمع، وأثقلت على المشهد الثقافي الذي يعتبر الحضور الجسدي احد شروط نجاح فعالياته خاصة في المسرح والمهرجانات الفنية والتي تقام في الساحات الخارجية وسط الجماهير وتحت الأضواء، فألغيت العديد من المهرجانات الكبيرة على مستوى العالم، وتأجلت اخرى الى اشعار اخر، وما تزال القرارات تراوح بشان الباقية.
في الاردن ينتظر الاردنيون مهرجانات عدّة تشكل رافعة ثقافية وتنويرية مهمة تقام كل سنة ولها تاريخ مهم مع الفن والابداع وعلى رأسها مهرجان جرش ومهرجان الفحيص ومهرجانات المسرح التي تقيمها وزارة الثقافة والقطاع الخاص، ومهرجانات السينما وغيرها، الامر الذي يطرح تساؤلات عدة حول هذه المهرجانات وامكانية اقامتها في مواعيدها او تاجيلها الى مواعيد اخرى او الغائها ورصد موازناتها لتجويد الدورات القادمة؟
مهرجان جرش الذي يشكل رافعة الفن في الاردن ما يزال قرار تأجيله او اقامته قيد البحث، وكذلك مهرجان الفحيص، فيما اعلنت بعض المهرجانات المسرحية تاجيل دوراتها لهذا العام.
مدير مهرجان جرش ايمن سماوي قال في تصريح لـ الرأي أن المهرجان الذي لا يمكن أن يقام في موعده بسبب الظرف الصحي تأجل إلى شهر أيلول من هذا العام، وجاء القرار الذي تمت مناقشته منسجما مع الظرف الصحي للدولة الأردنية والعالم.
وأضاف سماوي أننا نراقب الوضع الصحي في البلاد وننسق بشكل كامل مع لجنة الأوبئة، حتى إذا تعذر إقامة المهرجان في شهر أيلول سيقام خلال شهر تشرين أول الذي يليه، وان البرامج الثقافية والفنية الخاصة بهذا المهرجان والتي تم التوافق عليها ستبث اون لاين ومن خلال لينكات سيتم الإعلان عنها في وقته، حيث سيكون المهرجان محليا بالكامل، وتتضمن برامجه المتنوعة الفنية والثقافية العديد من الفقرات الغنائية والموسيقية والشعرية والندوات وغيرها.
لايقتصر الامر على المهرجانات الكبيرة فقط، فهنالك ايضا المعارض الدولية كمعرض عمان الدولي للكتاب والذي لم يتخذ بشانه هو الاخر اي قرار، اضافة الى الايام والاسابيع الثقافية المتنوعة وصيف الاردن وغيرها.
ويتساءل مراقبون عن فاجعة غياب النشاط الثقافي وغياب المؤسسات المعنية في تفعيل هذا النشاط عن بعد، باستثناء ما قدمته وزارة الثقافة والذي خلق اصداء جيدة لجهة الكشف عن مساحات واسعة من المبدعين والكشف عن مستقبل يجب الانتباه له ينتظر هذه الفئات.
ينتظر المعنيون بالشان الثقافي قرارا بشان جرش، المهرجان الذي لم يعد مهرجانا عابرا في ذاكرة الاردنيين وانما يشكل قصة في ذاكرتهم تختزل الفرح والمحبة والتسامح، وتؤكد قدرة الاردن على اقامة هذا المهرجان في ظل ظروف دولية كانت تحيط بالاردن وكانت تقف حائلا دون اقامته الا ان الاردن كان عصيا على الانصياع لهذه الظروف، الا ان الظروف التي يمر بها العالم اليوم تختلف تماما عن غيرها مما سبق مما يستدعي ان يكون القرار بشأن جرش اكثر حصافة.
وكان مهرجان جرش 34 الذي انطلق في 18 تموز من العام الماضي، في مدينة جرش الأثرية اشتمل على برنامج ثقافي وفني منوع، وعدد من الندوات تمثلت في: ندوة "القدس، وندوة لمعاينة أسباب الأزمة العميقة التي تعاني منها الدراما الأردنية كما احتضنت مسارح المدينة الاثرية عددا من أبرز نجوم الغناء والموسيقى بالعالم العربي، منهم الفنان الأردني عمر العبداللات نجم حفل انطلاق فعاليات المسرح الجنوبي، والموسيقار اللبنانى مارسيل خليفة، واللبنانية نانسى عجرم، والمطرب الفلسطيني محمد عساف، والفنان اللبناني وائل كفوري، وبمشاركة الفنان التونسى الكبير لطفي بوشناق، والمطرب المصري محمد منير، الذي عاد إلى جرش بعد غياب طويل منذ أول مشاركاته في المهرجان الدولي عام 2002 في دورته الـ21.
وشهد المهرجان ايضا مشاركة العديد من الأسماء الشعرية العربية الحاضرة في المشهد الشعري العربي، اضافة لاحتضانه الكثير من الحقول الإبداعية من أمسيات فكرية وأدبية وموسيقية ومسرحية وتشكيلية وسمعية بصرية تحمل أسماء شابة وراسخة في المشهد الثقافي إلى جوار تلك المشاركة الواسعة والمميزة للمثقف والفنان والحرفي الأردني، يحفز ويشجع الأسرة الأردنية للتوجه إلى مدينة جرش الأثرية لتكون جزءا من هذا الحدث الأردني العربي العالمي، واسهم في توسيع رقعة المشاركة والتفاعل مع مفرداته.
كما تضمن المهرجان في دورته السابقة على مسرح ارتيمس العديد من الفعاليات المسرحية كمسرح الدمى والقراءات القصصية المتنوعة إضافة إلى مشاركة العديد من الفرق المسرحية.
وتضمن فعاليات المهرجان ايضا على اقامة"مهرجان السينما للأفلام القصيرة/ دورة حسان ابو غنيمة"، على مسرح الصوت والضوء حيث شاركت العديد من الأفلام الأردنية والعربية القصيرة ضمن هذا البرنامج، مما أكد ان الهدف الأول للمهرجان والمتمثل في إيجاد حالة من النور والفرح في مواجهة الظلام وان ترسخ الأردن كبلد حاضن للثقافة ونموذج للاستقرار وقادر على ربط المنتج الثقافي مع المنتج السياحي، إضافة لمشاركة الفرق الفنية الفولكلورية العالمية الشهيرة والمؤثرة، إلى جوار معارض الحرف والصناعات التقليدية.