داخل لبنان.. فى اليوم الأول من اتفاق إيقاف الحرب* حسين دعسة
الدستور المصرية -
فى اليوم الأول من سريان اتفاق إيقاف الحرب، فى لبنان، كشفت مصادر لبنانية، ردًا على سؤال لـ «الدستور»: هل من مؤشرات، من أى طرف، على كسر اتفاق إيقاف الحرب؟.
تدل الإجابة، سياسيًا وأمنيًا، واجتماعيًا، على أنه:
لا توجد مؤشرات على ذلك، حتى الناس وإن لم يظهر ذلك على وسائل الإعلام إلا أنهم يبدون تعبًا وعتبًا على كل ما حصل.
وعلل المحلل السياسى الاستراتيجى، باسل العريض، فى ردوده لـ«الدستور»:
حزب الله يدرك ذلك جيدًا أن اللبنانيين والجنوبيين لا يحتملون مزيدًا من القتل والدمار خصوصا أنهم ما زالوا يعانون من تبعات الأزمة، العسكرية والاجتماعية والاقتصادية.
ولفت إلى أن الشعب اللبنانى أمواله لا تزال محتجزة بالمصارف والعملة المحلية خسرت ما يقارب ٩٠٪ من قيمتها أمام الدولار فى السنوات الماضية، ومع سنة الحرب والإسناد مع المقاومة فى غزة.
ولفت إلى أنه: فى ٢٠٢٤ كان الاقتصاد بدأ بإعادة دوران عجلته، واللبنانيون كادوا أن يعيدوا الاستقرار إلى أوضاعهم الاقتصادية والمالية، فإذا بالحرب شكلت ضربة قاضية.
.. لكل ذلك وأكثر يدرك حزب الله أن ما تحقق من خلال الاتفاق هو أفضل الممكن، وبالتالى من المستبعد أن يقوم بأى خرق يعود ويستدرج للحرب.
العريض أشار إلى أن المرحلة، بعد اليوم الأول من سريان الاتفاق، تستدعى، أنه علينا - أيضًا- أن نتابع مواقف «الوكيل الإقليمى» أى إيران وما يصدر عنها تجاه الوضع الراهن، فى لبنان والمنطقة.
*الهدنة قابلة للاستمرار.. لكن؟.
يرى «العريض» أن كل ذلك يؤشر الى ان الهدنة قابلة للاستمرار لكن المشكلة ستكون داخلية بين الأطراف اللبنانية وخلافاتها التقليدية فيما بينها والآن يضاف إليها مسألة تحميل حزب الله مسئولية إدخال لبنان فى حرب (..) كانت نتائجها مدمرة ولم تغير فى المشهد العام فى غزة.
.. ميدانيا، خص «الدستور» المحلل السياسى باسل العريض، برؤية موسعة لأحداث اليوم الأول بعد إيقاف الحرب، ورسم العريض أفق الواقع استنادًا إلى مشاهدات حية منها:
* أولا:
من الواضح ان قرار الهدنة أكبر بكثير من الأطراف المتصارعة.
* ثانيا:
الجيش اللبنانى بدأ بشكل سريع وفعّال تعزيز قواته جنوب الليطانى ومنذ صباح اليوم بدأت وحدات مؤللة بالتوجه جنوبًا تنفيذا للاتفاق وتطبيق القرار ١٧٠١
* ثالثا:
منع الجيش اللبنانى عددًا من المواطنين من التوجه إلى بلداتهم الحدودية نظرا لوجود الجيش الإسرائيلى فيها.
* رابعا:
حركة العودة، عودة اللاجئين والأهالى، بدأت قبل ساعة تقريبًا من موعد إعلان الهدنة فى الرابعة صباحًا، بحيث إنه ما كادت الهدنة تدخل حيز التنفيذ حتى بدأ الجنوبيون بالعودة وبالفعل كانت هناك زحمة سير، ما دفع بالجيش ورئيس الحكومة إلى الطلب منهم التريث بالعودة الى حين استتباب الأمن وتأمين عودة آمنة.
* سياسيا:
* فى الأبعاد السياسية والأمنية اللبنانية قال:
يبدأ غدًا الخميس، المبعوث الخاص للرئيس الفرنسى جان ايف لودريان زيارة إلى بيروت للبحث فى الخروج من الأزمة السياسية على أن تكون البداية انتخاب رئيس للجمهورية.
كذلك، أوضح رئيس مجلس النواب نبيه برى فى كلمته اليوم الأربعاء للبنانيين تحدث عن أن انتخاب رئيس لا يمثل تحديًا لأى طرف.
* ترجمة لذلك يعقد مجلس النواب غدًا الخميس جلسة للتمديد لثلاثة من قادة الأجهزة الأمنية.
لكن فى المضمون التمديد هو لقائد الجيش جوزيف عون الذى يعد المرشح الأبرز للرئاسة وهو محط إجماع بين معظم القوى السياسية والدول العربية المتمثلة باللجنة الخماسية إضافة إلى تأييد المجتمع الدولى المتمثل بالولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا.
لكن، يقول العريض: هذا لا يعنى أن الأمور ذاهبة باتجاه الحل السريع.
*.. التحديات الكبرى
تحديات كبرى لا تزال أمام لبنان وهى يمكن إيجازها:
*1:
إن انتخاب رئيس للجمهورية هو مقدمة وقد يكون مفتاحًا لحل عدد من المسائل المتعلقة بتسيير أمور الدولة.
*2:
كيف سيتعامل حزب الله مع الجيش جنوب الليطانى، وهل سيسهل مهمة القوات الشرعية بضبط الأرض ومصادرة الأسلحة، وذلك بالتعاون مع قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (اليونيفيل).
*3:
كيف سيكون شكل الحكومة المقبلة بعد انتخاب رئيس.
وكيف سيتعامل حزب الله مع البيان الحكومى وتحديدا لجهة معادلة (شعب جيش مقاومة) وهى مسألة موضع خلاف سياسى جوهرى يمكن أن يعوق عملية تأليف الحكومة.
*4:
مسألة إعادة الإعمار ومن هى الدول التى ستساهم بهذه المهمة الكبيرة، خصوصا أن الدمار بحسب التقديرات الأولية تفوق إضعاف تلك فى حرب ٢٠٠٦.
* وثائق الحرب:
حصلت «الدستور»، على النص الكامل لبيان حزب الله، غرفة عمليّات المُقاومة الإسلاميّة:
* نص بيان حزب الله حول سير عملياته منذ بداية الإسناد.
بيان رقم 4638 صادر عن غرفة عمليّات المُقاومة الإسلاميّة:
بِسْمِ اللَّـهِ الرحمن الرَّحِيمِ
﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ على نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾
صدق الله العلى العظيم
دعمًا للشعب الفلسطينى الصامد، وإسنادًا لمُقاومته الباسلة والشريفة، ودفاعًا عن شعبنا اللبنانى الصامد، أكملت المُقاومة الإسلاميّة طريقها ملبيةً أمر أمينها العام وشهيدها الأسمى سماحة السيد حسن نصر الله قدس سره الشريف، وحامل الراية من بعده، سماحة الأمين العام الشيخ نعيم قاسم حفظه الله، واستمرّت على عهدها وجهادها على مدى أكثر من 13 شهرًا، وتمكنت من تحقيق النصر على العدو الواهم الذى لم يستطع النيل من عزيمتها ولا من كسر إرادتها، وكانت الكلمة للميدان الذى استطاع برجاله المُجاهدين الأطهار، المُتوكلين على الله تعالى من إسقاط أهدافه، وهزيمة جيشه، وسطروا بدمائهم ملاحهم الصمود والثبات فى معركتى طوفان الأقصى وأولى البأس.
وفى هذه المناسبة المجيدة، تعلن المقاومة ما يلى:
• بلغ عدد عمليّات المُقاومة الإسلاميّة منذ انطلاق عمليّات طوفان الأقصى فى 08-10-2023 أكثر من 4637 عمليّة عسكريّة (مُعلن عنها) خلال 417 يومًا، بمعدل 11 عمليّة يوميًا.
• من ضمن هذه العمليّات 1666 عمليّة عسكريّة متنوعة منذ بدء العدوان الإسرائيلى على لبنان وانطلاق عمليّات أولى البأس فى 17-09-2024، وبمعدل 23 عمليّة يوميّا. استهدفت هذه العمليات مواقع وثكنات وقواعد جيش العدو الإسرائيلى، والمدن والمستوطنات الإسرائيلية بدءًا من الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة حتى ما بعد مدينة تل أبيب، كما تضمنت التصدى البطولية للتوغلات البريّة لقوات العدو داخل الأراضى اللبنانيّة.
• وفى إطار عمليّات «أولى البأس» نفذت المُقاومة الإسلاميّة 105 عمليّات عسكريّة ضمن سلسلة عمليّات خيبر النوعيّة، استهدفت من خلالها عشرات القواعد العسكريّة والأمنيّة الاستراتيجيّة والحساسة، والتى جرى استهدافها للمرّة الأولى فى تاريخ الكيان، باستعمال الصواريخ النوعيّة البالستيّة والدقيقة، والمُسيّرات الانقضاضيّة النوعيّة، التى وصلت حتى ما بعد تل أبيب، بعمق 150 كلم داخل الأراضى الفلسطينيّة المُحتلّة.
• بلغت الحصيلة التراكميّة للخسائر التى تكبدها جيش العدو الإسرائيلى منذ إعلانه عن بدء التقدم البرّى داخل الأراضى اللبنانيّة فى 01-10-2024 وحتى تاريخ إصدار هذا البيان:
- مقتل أكثر من 130 جنديًا وضابطًا وأكثر من 1250 جريحًا.
- تدمير 59 دبابة ميركافا، و11 جرّافة عسكريّة، وآليّتى هامر، ومُدرّعتين، وناقلتى جند.
- إسقاط 6 مُسيّرات من طراز «هرمز 450»، ومُسيّرَتين من طراز «هرمز 900»، ومُحلّقة «كوادكوبتر».
مع الإشارة إلى أنّ هذه الحصيلة لا تتضمّن خسائر العدوّ الإسرائيلى فى القواعد والمواقع والثكنات العسكريّة والمُستوطنات والمُدن المُحتلّة.
تؤكد غرفة عمليّات المُقاومة الإسلاميّة على التالى:
• طوال العمليّة البريّة لجيش العدو الإسرائيلى داخل الأراضى اللبنانية، ومنذ 01-10-2024، وبفعل ثبات مجاهدينا فى الميدان، لم تفلح محاولات القوات المعادية المتوغلة فى احتلال والتثبيت فى أى بلدة من بلدات النسق الأول من الجبهة - علما بأن هذه البلدات كانت تتعرض للاعتداءات منذ بدء «طوفان الأقصى»- كما لم تفلح فى إقامة منطقة عسكريّة وأمنية عازلة كما كان يأمل العدو، وكذلك لم تتمكن من إحباط إطلاق الصواريخ والمُسيّرات على الداخل المُحتل؛ وحتى اليوم الأخير من العدوان، واصل مجاهدونا استهداف عمق العدو من داخل البلدات الحدوديّة.
• إن المرحلة الثانية من العمليّة البريّة لم تكن إلا إعلانًا سياسيًا وإعلاميًا، إذ لم يتمكن العدو من التقدم إلى بلدات النسق الثانى من الجبهة، وتلقى خسائر كبيرة فى الخيام التى انسحب منها ثلاث مرّات، وعيناثا، طلوسة، وبنت جبيل والقوزح. فيما كانت محاولة التقدم الوحيدة إلى بلدات البيّاضة وشمع فى القطاع الغربى، والتى أصبحت مقبرة لدبابات وجنود نخبة جيش العدو، الذين انسحبوا منها تحت ضربات المجاهدين.
• إن خطط المُقاومة الدفاعيّة مبنيّة على نظام الدفاع البُقَعى، ولقد أعدّت المُقاومة أكثر من 300 خط دفاع جنوبى نهر الليطانى، كانت كل بقعة فيها على أعلى مستوى من الجاهزية من حيث العديد والعتاد والإمكانات، وما حصل فى البيّاضة والخيام خير دليل.
• تؤكد غرفة عمليّات المُقاومة الإسلامية أن مجاهديها ومن مُختلف الاختصاصات العسكريّة سيبقون على أتم الجهوزيّة للتعامل مع أطماع العدو الإسرائيلى واعتداءاته، وأن أعينهم ستبقى تتابع تحركات وانسحابات قوّات العدو إلى ما خلف الحدود، وأيديهم ستبقى على الزناد، دفاعًا عن سيادة لبنان وفى سبيل رفعة وكرامة شعبه.
إلى أهلنا الشرفاء
يا أكرم الناس وأطهر الناس وأشرف الناس، يا شعبنا العزيز والأبى، يا أبناء وطننا الأحرار، يا من حطّمتم بصمودكم الأسطورى وتضحياتكم التى لم تقف عند حدّ أوهامَ العدو، فكان النصر من الله تعالى حليف القضيّة الحقّة التى احتضنتموها وحملتموها عائدين إلى قراكم وبيوتكم بشموخ وعنفوان؛ تجوبون بالنصر أرجاء الدنيا، وتحملون الراية الشامخة والراسخة فى الميدان والوجدان، التى ستبقى عصيّة على القهر والعدوان.
إن المُقاومة الإسلاميّة التى قدّمت فى سبيل الله والدفاع عن أرضها وشعبها، وعلى طريق نصرة المظلومين فى فلسطين، خيرة قادتها ومجاهديها، تتوجه اليوم إليكم، وإلى كل الأحرار فى العالم، وللمجاهدين فى الساحات، بتحيّة السلاح والجهاد والشهادة والنصر، وتُعاهد باسم مجاهديها وفرسانها كل الدماء الزاكية، والأرواح الطاهرة، بأن تكمل طريق المُقاومة بعزيمة أكبر، وبأن تستمر فى الوقوف إلى جانب المظلومين والمستضعفين والمجاهدين فى فلسطين بعاصمتها القدس الشريف، التى ستبقى عنوانا وطريقا للأجيال الحالمة بالحرية والتحرير.
﴿وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيم﴾
الأربعاء 27 تشرين الثانى 2024 مـ
الموافق 24 جمادى الأولى 1446 هـ.
* تحليل الوثيقة:
* إعلان حزب الله أنه انتصر ودعوة الناس إلى العودة لقراهم يعنى حتمًا أنه لن يستأنف الحرب أو القيام بأى عمل قد يهدد الهدنة «الهشة»، حتى الساعة نظرًا لتواجد قوات إسرائيلية داخل لبنان.
* من هنا تكمن الإشارة المهمة، التى تؤكد وجود أسرى من حزب الله لدى الاسرائيليين وهى نقطة بغاية الأهمية لم يتطرق إليها اتفاق الهدنة، مع العلم أنها كانت السبب فى إشعال حرب ٢٠٠٦، عندما نفذ حزب الله عملية لأسر جنديين ليقوم بعملية تبادل مع أسرى لبنانيين وفلسطينيين داخل سجون الاحتلال.
.. مع كل ذلك، ما زالت المؤشرات السياسية والأمنية، تدل على حذر شديد، مع حراك دبلوماسى عربى، دولى، ومن الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى،.. وكل ذلك يعمل من أجل إنهاء أزمة الحرب فى لبنان، والتحول نحو إمكانية وجود جهود جديدة لعودة الوسطاء لمتابعة المفاوضات، التى ترنو إلى وضع حل لإيقاف الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، بالذات فى هذا التوقيت، نظرًا لرضوخ معين يتجه نحو العمل بإجبار السفاح نتنياهو على الدخول هو والكابنيت فى تسوية توقف الإبادة الجماعية والتهجير ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية.
المساعى والتحويلات السياسية دوليًا وعربيًا وفلسطينيًا، تتحرك مع عودة الإدارة الأمريكية والبنتاجون والرئيس المنتهية ولايته بايدن إلى ضرورة إيجاد تسوية فى غزة.