عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    27-Dec-2020

سياسة الوصول إلى درجة الحساء* رمزي الغزوي
الدستور -
الضفدع الوحيد الذي استطاع أن يتسلق الجدران الزلقة كان أصم. فحين سقطت مجموعة من الضفادع في هذه البئر العميقة حاولت أن تتسلق جدرانها الصعبة. لكن جمهور الضفادع الذي اصطف يراقب المشهد كان سلبياً حد الإحباط، فالكل راح بث روح الهزيمة في نفوس المتسلقين، وأوهمهم بعدم القدرة على إتمام المهمة: لن تستطيعوا الوصول إلى هنا. من الأفضل أن تستسلموا لقدركم المحتوم.
 
تساقط المتسلقون على وقع مهاميز الإحباط واحداً تلو الآخر، إلا ضفدع وحيد وصل بكل حماس إلى وجه الأرض قافزاً بين الجمهور. وحين دققوا في شكله، عرفوا أنه الضفدع الذي ولد مطموس الأذنين، ولولا هذا العيب الخلقي لكان الآن في قعر البئر يبرد مع المستسلمين.
 
قريبا من هذا الدرس التدريبي على فنون (التطنيش) وعدم الإلتفات لأصوات من تترجى منهم أن يأخذوا بيدك. سيتذكر بعضنا قصة الضفادع التي يرمى بها في طنجرة ماء مغلي، وكيف كانت ترتد قافزا بسرعة البرق بكل قوة لتخرج من هذا الجحيم. إنه الإستجابة السريعة للخطر الكبير المباغت.
 
بعض العلماء اللئام قالوا لنا إننا نستطيع أن نجعل الضفدع ساكناً في طنجرة ماء مغلي بطريقة (التدريج المتسلسل للحرارة). كيف؟. نضع الضفدع في قدر الماء بارد، ثم نبدأ برفع درجة حرارة الماء بتقوية النيران تحت الطنجرة.
 
الضفدع سيبدأ بالشعور بالحرارة من حوله، لكنه سوف يؤجل القفزة التي تنجيه من جحيم منتظر. ثم سترتفع حرارة الماء أكثر فأكثر والضغدع ساكن يسوف القفزة المنجية. وهكذا يبدأ جلده بالتأقلم قائلاً في جوانية نفسه: سأقفز بالوقت المناسب، لكن الحرارة تصل إلى درجة الغليان ليتحول إلى حساء عتيد.  
 
يتفوق البرغي على المسمار بالدخول في الجدران الزلقة أنه يدخل (سناً سناً). أم الذين يحاولوا إدخال المسمار بالضرب المبرح على رأسه، فلن ينجحوا، ولسوف يطعجوا المسمار، أو يكسروا رأسه.
 
يعرف أصحاب هذا التكتيك أنهم لو ألقوا بنا في قدر الغليان مرة واحدة، فسنقفز وسيخسرونا.