عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    14-Oct-2019

فجر أكتوبر.. هزيمةً للمشروع الصهيواقتلاعي - مروان سوداح

 

الدستور - في احتفائياتنا السادسة والأربعين لنصر تشرين/ أُكتوبر المجيد التي شهدنا إتّساعها وشاركنا فيها، تَمثّلَ كل العرب من المحيط إلى الخليج، وتألّقت أمانينا الوطنية والقومية وإراداتنا التحرّرية. ففي هذا اليوم الأغر والساطع، اجتمعت الأمة العربية ودولها ومعها وإلى جانبها الاردن، بمساهمات عسكرية فاعلة على الجبهتين المصرية والسورية، لتحقيق الهدف الأسمى لجميعنا، ألا وهو تحرير وطننا العربي الغالي أرضاً وإنساناً وسياسةً، وفي نظام علاقاته الدولية، من رِبقة الامبريالية والنيوكولونيالية العالمية وطفلهما المدلل - الاستعمار الإحلالي والاستيطاني الصهيوني، وللتخلص مما يُمثله تاريخياً كمخفر أمامي وحشي لهذه القوى ولكل شرٍ مُستولَدٍ منها.
 كان اختراع الكيان الصهيوني وتشكيله على أرض فلسطين النازفة، ظاهرةً  غير منطقية، ومولوداً غير شرعي للقوى الكونية للعدو، إذ تطلّعت هذه إلى تكريس هدفها الاستعماري في معادلة الموت والإتباع الدولية.. وهنا سارعت للاصطفاف إلى جانبها مخلصةً تلكم المخالب النازية، ومحور فاشية موسوليني بزعامة ربيب الصهيونية أدولف هتلر – «شيكل غروبر»، حيث جهدت جميعها، مُتخمة بالشر واستعباد الآخر، إلى تعظيم مصالحها الاقتصادية والسياسية، لتواصل سيطرتها التاريخية المرفوضة على منطقتنا العربية المترامية المساحات والغنية بمطموراتها، وللإبقاء على أجوائنا ومنافذنا وطرقنا البرية والمائية الاستراتيجية في قبضتهم، ولاستمرار نهبها للقارة الهندية - «درّة التاج البريطاني»!، والتي نزفت طويلاً وتم استباحة إنسانها وأرضها وعرضها بآليات وحشية.
 كشف نصر تشرين/أكتوبر للعالم أجمع، عن إشارات واضحة وصحيحة على أن جيش العدو ليس سوى أسطورة تبخّرت وزالت هالة وجودها فور اقتحام طلائع جيوشنا البطلة المصري والسوري ومعهما القوات الاردنية، خنادق العدو المُرتعد، في الضفة الآخرى المحتلة من قناة السويس وفي المرتفعات السورية الشاهقة، وتطهيرها من دنسهِ، مُهلّلين ومُكبِّرين للنصر السريع المُحقّق في الجولان وسيناء، إذ قضت القوات العربية العظيمة منذ الساعات الأولى للحرب على «أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يُقهر»!، فصاحت المجرمة غولدا مائير والدموع تنهمر من عينيها: «انتهت إسرائيل»، إذ صَارَ جيشها المخدوع بنفسه يُقهر ويَتقهقَر ويولول ويُهزم شر الهزائم، وتمرّغ إسمه في التراب العربي السوري والمصري.
 وعن مصر التاريخ، يَحق للجيش العربي المصري المُفاخَرة بجيشه الذي يَعود تاريخه الوطني إلى سبعة آلاف سنة، حينما تم بناؤه كأول جيش نظامي في العالم، كذلك يَحق لكل العرب أن يفاخروا بقدراتهم الحربية والعسكرية التقنية المتقدمة، وبأن جيوشهم وقدراتها العسكرية العالية دحضت المقولة الخرقاء بجيش صهيوني ظن أنه «لا يُقهر»، فقد كُسرت شوكته وأًذلّت إرادات مَن يختبئون في العتمة البرانية خلفه، داعمين ومتآمرين على الحقوق العربية والانسان العربي.
  وهنا لا بد لنا كأردنيين، أن نستعيد ذاكرتنا النضالية، ففي معركة الكرامة أيضاً، وعلى الأرض الأردنية عام1968، ومن قبلها على أسوار القدس الجريحة، استشهد كثيرون من أبناء (الجيش العربي) البطل في سوح معارك الشرف، مُتصدّين بشجاعة لقطعان المُستوطنين المُستَجرِّين من 130 دولة ومنطقة، وبضمنها «المانيا الفوهرر»، التي وظَّفت رسمياً بنكها «الفلسطيني – الألماني» - الذي أَودعت فيه أموال الحركة الصهيونية ثمناً لترحيل يهودها بمنظماتهم الارهابية إلى فلسطين - فسطّر (الجيش العربي) صفحات خالدات في الدفاع عن فلسطين المقدسة والمقدسات الاسلامية والمسيحية.
 لقد أكد الاردن ومصر وسورية وكل العرب، بأن جنودنا الأبطال أعلوا الإرادة الوطنية، وحرّروا الأرض واستردوا للامة الأُنفة والعزة والكرامة.. فصار العالم يَحسب مليون حساب للقوة والقدرات العربية.