الدستور
أنبياء قالوا إن النهاية ستبدأ من الشرق الأوسط – ترامب
عادت الإبادة الجماعية والتصفية العرقية في غزة بعد فخٍّ نُصِب لحماس.
وصل ترامب إلى الحكم بأصوات الجاليات العربية والمسلمة ومناهضي الإبادة الجماعية. وقد أثبتت الدراسات ذلك، إذ أوضحت بشكل جلي أن كامالا خسرت الانتخابات لعدم قدرتها على فصل نفسها عن بايدن في قضية غزة، مما جعلها تُعتبر مسؤولة عما يجري، كما هو الحال مع بايدن. وفي حين وعد ترامب بأنه سيوقف الحرب قبل توليه الرئاسة، وقد حقق ذلك، ليتبين الآن أنه لم يكن سوى دعاية انتخابية.
فقد خذل الملايين من قاعدته الانتخابية، الذين ظنّوا أنه، كما ادّعى، رجل سلام يكره الحروب ويسعى إلى إيقافها. إلا أن الحقيقة كشفت أنه لا يختلف عن أيٍّ من الرؤساء السابقين. ولم يكن خطابه الأخير، الذي سمعناه قبل أيام، مختلفًا عن خطاب سلفه جورج بوش الابن، الذي احتلّ العراق وأفغانستان، حين وصف كل من يخالفه بالإرهابي.
لقد عبث ترامب باتفاقية الهدنة الموقعة، التي أعدّها سلفه، ولم يحترم موقف بلاده كضامن لتنفيذها. خدع الجميع حين فتح قناة حوار مع حماس، لم يكن هدفها سوى إطلاق أكبر عدد من المحتجزين قبل استئناف الإبادة. ضرب بعرض الحائط آلاف الساعات التي بذلها الوسطاء للوصول إلى الهدنة، وتجاهل خطة ما بعد الحرب.
إنه صرّح علنًا برغبته في طرد سكان غزة وتحويلها إلى ولاية أمريكية، بينما كان بايدن يرفض ذلك. كما وافق على فرض حصار خانق حرم غزة من أبسط مقومات الحياة، في حين كان بايدن، رغم تردده، يضغط من أجل إدخال المساعدات. بل إنه زوّد الكيان بصفقة قنابل ضخمة كان سلفه قد أوقفها.
يدفع ترامب أكبر دولة في العالم إلى حربٍ ضد أفقر دولة، فيقصف اليمن ويحاربه مباشرةً بدلاً من الكيان. وقد نراه قريبًا يشعل مواجهة مع إيران، وكل ذلك إرضاءً للكيان المجرم.
دائمًا ما أقول إن هتلر انتصر على هتلر في الحرب العالمية الثانية، فبرأيي لا يختلف الحلفاء الذين هزموه عنه في شيء، والفرق الوحيد أنهم من كتبوا التاريخ.
يعتقد ترامب أن استئناف الإبادة سيشكل ضغطًا على الفلسطينيين لدفعهم إلى الترحيل. وتشير تقارير إلى أن الولايات المتحدة خاطبت ثلاث دول أفريقية لاستقبالهم: السودان، والصومال، و»أرض الصومال» الانفصالية. وقد رفضت الصومال والسودان، بينما قد تبدي «أرض الصومال» موافقتها، بشرط الحصول على رشوة دبلوماسية تتمثل في الاعتراف الدولي بها.
قد يفسر هذا سبب استئناف الإبادة الجماعية، فهناك عوامل أخرى قد تكون لعبت دورًا، منها إرضاء للمجرمة الصهيونية الأمريكية أديلسون، أو حتى بمحاولة تصدير أزمات الولايات المتحدة الداخلية، في ظل التقارير التي تتحدث عن انكماش اقتصادي وشيك.