عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    15-Apr-2019

معرکة البث التلفزیوني حسب الطلب.. من الرابح؟
عمان- الغد- لم یكن سوق البث التلفزیوني حسب الطلب رائجا، في أي وقت كما ھو الآن، خاصة مع إعلان شركة ”دیزني“ عن منافستھا شركات، مثل ”نتفلیكس“ و“أمازون برایم“، عبر خدمتھا التي سمتھا ”دیزني بلس“. وفي آذار (مارس) الماضي، أعلنت شركة ”أبل“ عن خدمتھا للبث الرقمي ”أبل تي في بلس“، بحسب ما نشره موقع (بي بي سي).
لكن في سوق یزداد ازدحاما یوما بعد یوم، ھل یمكنھم جمیعا الاستمرار بنجاح؟
لماذا تدخل ”دیزني“ و“أبل“ سوق البث التلفزیوني؟
تتمتع ”دیزني“ بمیزة كبیرة، لأن لدیھا بالفعل خبرة في صناعة الأفلام منذ عقود، وفقا لـ شونا غوش، مراسلة شؤون التكنولوجیا في موقع ”بیزنس إنسایدر“.
وتقول شونا: ”یكلف الأمر كثیرا من المال، كي تصنع عروضا تحظى بشعبیة، ودیزني خبیرة في تقدیم امتیازات الأفلام والتلفزیون المشھورة حقا“.
ویرجح أنھ مع انتھاء مدة العقود مع خدمات البث الأخرى، ستقوم ”دیزني“ بسحب أفلامھا تدریجیا من شركات مثل ”نتفلیكس“، وجعلھا حصریة على خدمتھا ”دیزني بلس“.
وسیكون ھناك أیضا عروض خاصة بخدمة البث فقط، بما في ذلك فیلم جدید من سلسلة أفلام حرب النجوم ”ستار ورز“، یتوقع عرضھ لأول مرة، عندما تبدأ الخدمة في أمیركا الشمالیة، في تشرین الثاني (نوفمبر) المقبل.
أما بالنسبة لشركة ”أبل“، فإن الحافز مختلف قلیلاً: تباطؤ مبیعات ھاتفھا ”أیفون“.
لھذا السبب تعتقد شونا أنھم یبحثون عن طرق جدیدة، للبقاء في القمة.
وتعتقد شونا أن شركة ”أبل“ تدرك بالفعل مدى صعوبة ھذه المھمة.
وتقول: ”إنھ لأمر طموح، بالنسبة لشركة تكنولوجیا غیر معروفة بتقدیم محتوى بنفسھا، أن تجرب ذلك، وأن تفوض غیرھا بإنتاج عروض لحسابھا“.
وتضیف: ”لست متأكدة من أن الأمر یسیر على ما یرام. لم تعلن أبل بعد عن القائمة الكاملة، للعروض التي ستكون متاحة“.
ماذا یعني ذلك بالنسبة للمستھلكین؟
”ربما كانت ھناك فترة ذھبیة، حیث كانت نتفلكس ھي خدمة البث المسیطرة على السوق، والتي تلقى رواجا شعبیا كبیرا. لكن الآن، ومع وجود الكثیر من الخیارات، سینقسم العملاء بین مزودي الخدمة“، حسب رأي شونا.
إذن ھل یعني ھذا أننا سنضطر لإنفاق المزید؟
تقول ”إذا لم تعد نتفلكس على القمة، فلن تستطیع أن تدیر ظھرھا فجأة وترفع أسعارھا. یجب أن تفكر في المنافسة“.
وتضیف ”على الجانب الآخر، لن یكون لدیك منصة واحدة، یمكنك أن تجد فیھا كل شيء. قد تضطر إلى دفع اشتراكات متعددة“.
كیف یبدو مستقبل البث التلفزیوني؟
مع انخراط شركات ”نتفلكس“، و“أمازون“، و“دیزني“، و“أبل“، وحتى ”بي بي سي“ و“آي تي في“، سیكون ھناك الكثیر من الخیارات أمامك، لتنتقي من بینھا خدمة البث التي ترغب فیھا.
لكن شونا تعتقد أن الطریقة، التي سنشاھد بھا التلفاز مستقبلا، قد تصبح في نھایة الأمر مألوفة.
وتقول: ”مع كل ھذه الشركات التي تقدم خدمة البث، ربما ینتھي بك الأمر أن تدفع أموالا مقابل شيء، یبدو مشابھا إلى حد ما لقنوات سكاي، أو خدمة التلفزیون (الكایبل)، التي اشترك فیھا أبواك منذ 10 أو 15 عاما“.
وقد یعني ھذا أن خدمات البث ستدمج معا في حزم.
وتقول: ”لا یملك الناس المال اللازم، لدفع 10 جنیھات إسترلینیة، أو 15 جنیھا استرلینیا شھریا لشركة نتفلكس، ثم 10 جنیھات أخرى مقابل خدمة البث المشتركة، التي ستقدمھا بي بي سي وآي تي في، ثم أمازون برایم. سیكون ذلك مكلفا للغایة“.
وقد تستخدم الشركات المحتوى التلفزیوني كمحفز لعملائھا، كي تدفعھم لشراء منتجات أخرى.
وھذه آلیة شاھدنھا بالفعل، حین أتاحت شركة ”بي تي“ قناة ”بي تي سبورت“ مجانا، لعملائھا في مجال الھواتف الذكیة والإنترنت، عند بدایة إطلاقھا.
وتقول شونا: ”ھناك إشاعة، مفادھا أنھ إذا كنت بالفعل تملك جھازا من تصنیع شركة أبل، فقد لا تضطر إلى دفع مبالغ إضافیة، مقابل بعض خدمات البث التي تقدمھا أبل، إن لم یكن كلھا“. وتفعل أمازون برایم شیئا مشابھا؛ حیث تعرض محتوى تلفزیونیا وخدمة توصیل مجانیة، على متجرھا الھائل للتسوق عبر الإنترنت. إنھا آلیة یمكن أن تكون مھمة للغایة، لخدمات البث التي ترید أن تكون ناجحة.
ھل ستنجح جمیع خدمات البث؟
”أبل“ و“دیزني“ اسمان كبیران، وبعض منافسیھما یشعرون بالفعل بالضغط.
تقول شونا: ”أعتقد أن بعض الشركات ستفشل في المنافسة. نتفلكس تنفق الكثیر من المال لإنتاج
محتوى رائع، لكن ھل سوف تستطیع الاستمرار في ذلك؟ ھذا ما سوف نراه“.
وتضیف: ”لدى شركات، مثل أمازون، العدید من العناصر الأخرى، التي یمكنھا الاعتماد علیھا، ولیس فقط المحتوى، بینما ستكون شركات أخرى مثل نتفلكس تحت ضغط كبیر“.
وتمضي للقول: ”علینا الانتظار، لنرى ما إذا كان العملاء سیقبلون فكرة أن أبل مشابھة لشيء مثل دیزني“.
وتضیف ”لكن الناس تقبلوا شركة ننتفلكس، كخدمة جدیدة ذات علامة تجاریة، تطورت من كونھا خدمة لأقراص الفیدیو الرقمي، لتصبح منتجا للمحتوى“.
وتابعت شونا ”قد یكون بإمكان الشركات أن تنجح في ھذه المھمة الصعبة، لكن قد لا یستطیع الجمیع الحفاظ على النجاح“.