عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    12-Feb-2025

«سأفعل أفضل شيء لشعبي»*سميح المعايطه

 الراي 

قبل وبعد لقاء الملك مع ترامب،بل منذ عشرات السنين كانت معادلة الأردن الكبرى واضحة وثابتةوهي أن الأردن منحاز تماما لعملية سلام حقيقية بين العرب والفلسطينيين من جهة وإسرائيل من جهة أخرى،وحتى قبل توقيع معاهدة السلام عام ١٩٩٤ كانت وبعدها كان هذا الجزء الأول من المعادلة أما الجزء الثاني فهو أن الأردن ليس جغرافيا وكياناً سياسياً يتم فيه حل مشكلات إسرائيل عندما تريد أن تتخلص من الفلسطينيين بالتهجير أو غيره أو عبر مشاريع التوطين التي كانت تظهر بأسماء وهمية مثل «الخيار الأردني» أو «الكونفدرالية» أو «الفدرالية»...وفي العديد من المراحل كان هناك عمل إسرائيلي منظم للتعامل مع القضية الفلسطينية وفق مسار يتعارض مع المعادلة الأردنية، من حيث المماطلة في تنفيذ الاتفاقات مع الفلسطينيين او إدارة الظهر للسلام الحقيقي وفكرة الدولة الفلسطينية كما كان مشروع صفقة القرن الذي كان في الولاية الأولى لترامب، ودائما كان الأردن ملتزما بمعادلته الكبرى ايمان بالسلام الحقيقي الذي يعطي الفلسطينيين حقوقهم ورفض أن يكون أي حل على حساب الأردن الدولة والهوية والموقف.
 
ما قاله الملك امس بعد لقاءه ترامب هو الموقف الذي لم يتغير في التعامل مع اي مشروع يخص القضية الفلسطينية والمصالح الأردنية، وجوهر ما قاله الملك بعدما تحدث ترامب عن فرصة لوجود أرض في مصر والأردن لاستقبال الفلسطينيين،ما قاله الملك هو جوهر الموقف وهو المصالح الأردنية ومصالح الأردنيين، ومصالح الأردنيين معلومة بالحفاظ على هويتهم ودولتهم وليس بالانخراط في اي مشروع للتهجير او ما يشابهه.
 
وعندما تحدث ترامب عن التهجير قال الملك ان الأردن سيستقبل ٢٠٠٠ طفل فلسطيني للعلاج،وهو امر يحدث منذ بداية العدوان حيث تستقبل دول عديدة مرضى وجرحى فلسطينيين ثم يعودون إلى أرضهم.
 
اما الجانب السياسي الأهم فهو ما تحدث الملك عنه،وهو وجود مشروع مصري للتعامل مع غزة سيقدم لامريكا، وهو أمر طبيعي لأن مصر هي التي تتولى ملف غزة منذ عقود وهناك توافق عربي على ذلك لارتباطها الجغرافي بغزةولتأثير ملف غزة على الأمن القومي المصري، يضاف إلى ذلك تأكيد الملك أن مسؤولين عرب سيأتون لواشنطن للحديث عن أفكار لمستقبل غزة.
 
رغم اللغة الهادئة والدبلوماسية التي استخدمها الملك إلا أن الموقف واضح من التهجير.وواضح أيضا وجود تنسيق عربي وخاصة مع الشقيقة مصر في إدارة هذا الملف والتعامل معه بما ينسجم مع المواقف المعلنة.
 
لقاء امس حمل إدارة حافظت على الموقف وعلى العلاقات القوية مع واشنطن وتنسيق عربي في إدارة ملف خطير ومشروع لاتوفر له فرص النجاح.