عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    15-Sep-2022

دينا العزة توقع روايتها “داليدا” في المكتبة الوطنية

 الغد- وقعت الروائية دينا العزة روايتها الجديدة “داليدا”، الصادرة عن دار ابن رشيق للنشر والتوزيع في دائرة المكتبة الوطنية، شارك في الحفل كل من وداد أبو شنب، وقدم شهادة إبداعية للروائية، أحمد الصمادي، وأدار الحوار الروائية هيلانة الشيخ.

قالت وداد أبو شنب التي كتبت تقديما للرواية، إن “داليدا” هي كيان مقاوم للفكر والسلوك المجتمعي، يتكرر عبر الأزمان والمجتمعات بالمفهوم ذاته، لكن حسب السياق العام للأحداث والبيئة والشخصيات. عندما تكون عتبة العنوان اسم علم، تكون أيقونة راسخة يستقبلها المتلقي كأحداث أشبه بالسيرة الذاتية التي تستثير فضوله لمعرفة ماهية الروائي الذي يتابعه، ولرصد سيرته السردية المسربة بين السطور، وتلك حيلة تنم عن إتقان الروائي لنسج نصه بدقة وتشويق مع بث رسائله بطرق واعية جدا لمتلقيه.
وأضافت أبو شنب، أن شخصيات الرواية عانت أقصى أسباب الألم، فاجتمعت على صناعة الأمل والفرح، من هنا يتضح للمتلقي أن الشخصيات المحورية تسير على خط الأهمية ذاته، فحضور داليدا لا يفوق حضور ريم التي لا يفوق حضورها وجود سراب، الشخصية المحورية هنا جماعية على خلاف ما عرف في الروايات النفسية من قبل حيث التشظي لوجود شخصية رئيسية واحدة ومونولوجات متداخلة كثيرة.
ورأت أبو شنب أن الرواية تصنف في إطار الرواية النفسية الاجتماعية، وهذا لا يعني أنها تقتصر على سرد أحداث بلغة بسيطة أو مباشرة أقرب إلى العامية كما هو معتاد أيضا، بل إنها شغلت بلغة عالية الشعرية، غير مرهقة، كأنما هي دعوة للانبهار، تارة باللغة، وأخرى بسير الأحداث، وحبك الرواية تقنيا وفنيا ولغويا وخيالا، كما دلت النصوص المستحضرة تناصا، على ثقافة “داليدا” الشخصية وعلى ثقافة “دينا العزة” الروائية على حد سواء، تلك الثقافة المتشعبة حد السحر الأسود وعبادة الشياطين ومسالك النفس البشرية المريضة منها والسوية.
وأشارت أبو شنب إلى أن رحلة سردية مؤلمة ومفرحة تتغلغل كل الأحاسيس في دواخلنا، حيث تسكب الروائية من روحها علينا رقيا لم نشهده من قبل، أشبه بالحرف الأرسطقراطي الذي يعبر عن ألم مكتوم نتحسسه عبر البرامج السردية المنوطة بكل شخصية من الشخصيات، فنلمس الشر ونتقمصه، ونتحسس الخير ونكونه، ونبحث عن الحب فنجده في هذه الرواية.
وأضافت أن العزة في هذه الرواية تحاول إيصال تجربتها الحياتية في الكتابة والاتصال بالآخر، وفتح بوابات للنجاة والنجاح عبر طاقات الأمل، فرحلة الألف ميل تبدأ بخطوة. هكذا شكلت الروائية بطلتها التي تحمل الرواية اسمها، ودعمتها بشخصيات (بطلة أيضا) تحمل طاقة الأمل ذاتها، على منصة الرواية.
قالت أبو شنب “عندما يخالج الإحساس التجربة والثقافة واللغة الشاعرية تكتمل أسس بناء الرواية ويبقى الطرح قائما على مسرح الحياة، كم يلزمنا من حياة كي نبدأ بداية جديدة، وهل يمكن لأي بداية أن تقوم من جديد وتستمر دون الوقوع في مآزق، وكم يلزمنا من لغات حتى نسمو إلى حروف نخوض غمارها فتأسرنا ونسافر معها لنتلقى درسا في الحب والصبر والتجديد والعطاء، وكم من تجربة يلزمنا حتى ينتصر الخير، وهل سينتصر بشكل نهائي”.
وخلصت إلى أن رواية “داليدا”، هي عنوان الأسى والأمل بحروف من حب ومن ألم ومن فكر، تحرك الذاكرة البشرية.
ومن جانبه، قدم الروائي أحمد الصمادي شهادة إبداعية حول الرواية وأسلوب الكاتبة، معرجا على بعض النقاط الأساسية التي أتت على ذكرها الناقدة أبو شنب من تشعبات الحدث والقصص الداخلية. وفي نهاية الحفل، قدمت الكاتبة شكرها للمكتبة الوطنية وللحضور وقرأت عدداً من نصوص روايتها “داليدا”.