عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    19-Jan-2019

الیمین توج غانتس - حیمي شلیف
ھآرتس
 
الغد- التوراة تحظر أعمال السحر بما في ذلك الھمس، لكن حاخامات التلمود وجدوا ثغرات سمحت باستخدامھ في حالة الحفاظ على النفس وطرد الشیاطین. ھذان الاعفاءان صالحان بخصوص رد
الیمین على التعھد الذي قدمھ بیني غانتس أول من أمس لمتظاھرین روس. بأنھ سیقوم بإصلاح
قانون القومیة. ھذا الرد یشبھ طقس طرد جماعي للشیاطین الذي یطلب من المشاركین فیھ الھمس معا المرة تلو الاخرى بالكلمة الساحرة ”یساري“، وفي الذروة – ”یساري متطرف“.
سویة مع جزء مقدر من المحللین السیاسیین، فإن زعماء اللیكود یؤمنون بقوة سحر الشتیمة في طرد أي شر.
قوة الردود تأثرت بالانتخابات التمھیدیة التي ستجري في اللیكود بعد ثلاثة أسابیع: الوقت قصیر ومھمة الانكشاف على وسائل الاعلام كبیرة وشدیدة. الحماسة ولدت عرضا رائعا من النفاق:
بعض الذین یدینون غانتس ومن بینھم أییلیت شكید ویاریف لفین وقعوا على صیغ سابقة أكثر اعتدالا لقانون القومیة، التي تضمنت الالتزام بالدیمقراطیة ووثیقة الاستقلال. ھكذا ربما أیضا أنھم یساریون متخفون. بیني بیغن الذي ھاجم قانون القومیة بضراوة واقترح أن یضاف الیھ الالتزام بالمساواة، ھو یساري متطرف حسب المعاییر الجدیدة، ھو موجود في مكان ما بین میرتس والقائمة المشتركة.
في انقضاضھم على جملة ونصف قالھا غانتس، اللیكود وشركاءه جاءوا للشتم، لكن ربما خرجوا مباركین. لقد وضعوا غانتس في مركز المنصة باعتباره التھدید الاخطر لحكمھم. یائیر لبید وآفي غباي باركا غانتس، لكن بالتأكید حسدا ضوء المصباح الذي وجھ الیھ. إذا وعندما یصرح بشأن المواضیع التي تعتبر محط خلاف، فإن ھستیریا نتنیاھو واللیكود ستتوجھ باعتباره قائد المعسكر الذي یقف ضدھم.
عدد من المحللین انتقدوا غانتس لأنھ اختار قانون القومیة من اجل تنفیذ اقتحامھ الأول لمزبلة السیاسة. عمیت سیغل عرض التعدیل، الذي یؤیده معظم الجمھور، كأنھ یساوي الالغاء، الذي
معظم الجمھور یعارضھ. ”إما أن تكون لغانتس استطلاعات اخرى وإما أنھ في ھذه اللحظة ارتكب الخطأ السیاسي الأول“.
الأیام والاستطلاعات ستقول إذا كان محقا بخصوص الضرر الذي سیلحق بغانتس، لكن ازاء التحفظ النفعي یمكن أن نضع أیضا فرضیة قیمیة: لیس فقط أن التعھد بتعدیل القانون ھو فخ تكتیكي جر اللیكود إلى رد زائد سیعمل كالسھم المرتد، بل ھو یشكل على الأقل في طور الامكان تصریح استراتیجي حتى تأسیسي یختصر ماھیة الانتخابات القریبة القادمة والحسم المصیري الموجود على جدول الاعمال.
الیمین یرید تحویل قانون القومیة إلى ورقة عباد شمس للإخلاص الیھودي على شكل ھل انت
معنا أم ضدنا. غانتس وضع أمامھ خیار ثالث، یھودي إسرائیلي ورسمي في نفس الوقت. التعھد
بتعدیل القانون یعبر عن اعتراف بحلف الدم مع الدروز ورغبة في احیائھ، لكن أیضا یجسد التوق لتأسیس مساواة حقیقیة، تعزیز دیمقراطیة قویة والحكم بروح وثیقة الاستقلال. ما یصفھ اللیكود كیساریة مناوئة للیھودیة یمكن رسمھ بعرض صحیح أیضا كتعھد مؤید لإسرائیل.
قاعدة اللیكود بالتأكید ستتلقى بفرح تسوید وجھ رئیس الأركان السابق، لكن مصوتي الوسط – یمین الذین سیحسمون الانتخابات یمكنھم التفكیر مرتین من ھو النذل ھنا ومن ھو الوطني حقا.
غانتس رمز إلى انقسام حاد بین الوطنیة المتطرفة المنغلقة والعمیاء التي لا تحسب أي حساب لشيء وبین الوطنیة اللیبرالیة المنفتحة والتي تحترم الآخرین. صوتھ الشامل ربما یغضب المحللین، لكن كلماتھ المعدودة حددت بوضوح البدائل.