عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    05-Jun-2020

النكسة، وخدعة السلام الاسرائيلي - د.بكر ابو بكر

 

الدستور- لا تذكر النكبة التي حلت بالأمة العربية والفلسطينيين، الا ولحقتها ذكرى النكسة عام 1967 وإن كان بين الكارثتين ما يقارب العشرين عاما توسطهما العدوان الثلاثي في العام 1956.
 
إنها المعارك الكبرى التي خاضتها الأمة العربية بأنظمتها وشعوبها في مراحل من الإرباك والفشل والتدهور وتناقض الإرادة الجامعة والوحدة، قبل استرداد الكرامة العربية المفقودة بهذه الحروب بحرب أكتوبر/رمضان المباركة عام 1973 من خلال 3 أحداث لاحقة.
 
الحدث الأول كان عبر معركة الكرامة المجيدة التي خاضها الجيش الاردني الباسل والفدائيون الفلسطينيون عام 1968 وشكل انتصارها استعادة للروح في ظل هزيمة عربية كبرى هي النكسة، والثاني من الاحداث تمثل في معارك الفدائيين المصريين خلف خطوط العدو في مصر أو ما سمي بحرب الاستنزاف.
 
والحدث الثالث البارز جدا تمثل بآلاف العمليات الفدائية الفلسطينية البطولية خاصة بالعامين 1968-1969 التي مهدت للحدث الثالث وهو حرب رمضان المجيدة عام 1973.
 
ترتبط النكبة بالنكسة من حيث الخسارة والفشل، ومن حيث نحت المصطلح المتفرد لكل منهما، ومن حيث ما كان لهما من آثار جمة، ما زلنا نعيشها اليوم تمثلت بقضايا كثيرة كان منها ظهور مشكلة اللاجئين والنازحين الفلسطينيين، وارتباط ذلك بتنامي قدرة الثورة الفلسطينية وبروز الكيانية الوطنية، وسطوع نجم القضية الفلسطينية التي كادت تصبح ملفا مهملًا في درج من أدراج الأمم المتحدة، فأعادها العرب والفدائيون الفلسطينيون للواجهة كقضية شعب له حقوق سرعان ما تبنتها الأمم المتحدة.
 
وعود على بدء، فمن المهم الأشارة الى أن النكسة عام 1967 أو بالحقيقة الهزيمة المروعة للجيوش العربية، وللإرادة العربية قد وقعت علي الأمة كالصاعقة في ظل الدعاية الفاشلة بالنصر الذي لم يلبث أن تحول لهزيمة صادفت افتتان الكثيرين بالأضواء حينها على حساب الاستعداد الجدي للمعركة ما أهملته الأمة الي الدرجة التي بوغت فيها الدول العربية بتدمير معظم طائراتها وهي رابضة في مطاراتها.
 
حين نذكر مواضع الفشل والهزيمة لا يكون القصد هو البكاء أو محاولة تحميل المسؤولية لهذا الطرف أو ذاك بمقدار ما هو ضرورة النظر للواقع القائم الناجم عن الأحداث الفائتة والاعتبار، لماذا هزمنا؟.
 
وضمن تحليلات عديدة عن النكسة للعام 1967 التي أحتلت فيها الضفة الغربية وسيناء والجولان يذكر وزير الحرب الاسرائيلي حينها «موشي ديان» سبب الهزيمة لنا في نقاط سنذكر منها نقطة هامة كما أوردها في مذكراته.
 
أذ قال ديان: ان القيادة العربية افتقدت لحسن التقدير لما يجري في الميدان، بل ولم تكن تعرف ما يحدث الا بعد فوات الأوان! وذكر ان الضربة العسكرية الاسرائيلية المسبقة أدت لصدمة نفسية عربية أكثر منها قتالية.
 
كما يجدر الإشارة هنا لقول رئيس قسم الاستخبارات العسكرية خلال الحرب، الجنرال «آهران ياريف»، أمام قسم التأريخ فى الجيش الإسرائيلى عام 1970 حيث قال أن: «الهدف الذى تم تحديده فى نهاية الحرب كان توسيع مساحة الدولة، والسلام كان خدعة وليس هدفا».
 
مضيفا أن تفسير هذا الهدف «كان تحسين الوضع الإستراتيجى فى الحرب، وأيضا من خلال حماية مكانة القدس كمدينة عبرية، بالإضاف إلى الأمن، وحماية مصادر المياه، وضمان مناطق معيشة أخرى، بالقدر الممكن من دون إضافة عرب أو إضافة الحد الأدنى منهم».
 
لعلنا في كل مأساة وتتالي ذكراها نأخذ العبرة ونستمر.