عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    02-Oct-2019

بـــــلا خجـــــــــل ! - بن كسبيت

 

 
وقف هناك قبل يومين، في مقر الرئيس رافعاً إلى الأعلى لواء الوحدة والمصالحة. مرة تلو الأخرى عاد ليدعو ويناشد سامعيه ان يفهموا عظم الساعة ووضع الطوارئ والتحديات الهائلة وما شابه. ارتدى صورة زائفة تدمج بين أب الأمة عظيم الرحمة والرأفة التي حتى هو نفسه بات يشتريها من نفسه.
قبل بضعة أيام من ذلك انتهت رقصة اخرى للسيوف، التحريض، الخداع، التشهير واثارة الشقاق من انتاجه. وفجأة يقول انه «لا معنى للتسويف والتضييع لوقت الدولة»، فيما يتجاهل حقيقة انه قدم موعد الانتخابات كي يستبق الاستماع، وبعد ذلك لم يعد التفويض للرئيس، وجر الدولة الى انتخابات اخرى كي يستبق لائحة الاتهام، وقبل أربع سنوات قدم موعد الانتخابات بسبب قانون «إسرائيل اليوم». لقد وقف بنيامين نتنياهو هناك بلا خجل، لانه لا يوجد لديه خجل.
القلب يتفطر على رئيس الدولة. فهو يعرف الزبون افضل منا جميعا. روبي ريفلين كان أول من حذر امراء «الليكود» مما سيأتي، حين عاد نتنياهو الى البلاد في العام 1988. وهو الآن يستنفد كل الابداعات التي في العالم كي يربع دائرة الجنون ويحاول تحرير الدولة من براثن عائلة فقدت ما تبقى من توازنات وكوابح.
اقتراح الرئيس، كما فصل على لسانه، أول من أمس، هو اقتراح دراماتيكي بكل المقاييس. ريفلين في واقع الامر عرض على الجمهور وناخبيه مخططا لاعتزال نتنياهو، من خلال الاعتزال الطويل الذي لا عودة منه (الا في حالة التبرئة المدوية في المحكمة). المشكلة هي في الزبون نفسه. لا يصدق أحد بان ليس لدى نتنياهو مؤامرة جديدة تلغي شر القضاء. لا احد مقتنع بان رئيس الوزراء غير قادر على أي شيء، كي يجد التفافة على بلاد القضاء التي تنتظره.
فقبل أسبوعين فقط كاد يجر الدولة الى حرب كي يؤجل الانتخابات. ومنذ أن عاد الى ولايته قبل عقد، لم يوافق باي حال على أن يعين لنفسه قائما بالاعمال، كي لا تكون يخطر مجرد فكرة استبداله الى عقل أحد. والان، يطالبونه بان يدخل نفسه الى الاعتزال طوعا؟
في الايام القريبة القادمة سينتقل الضغط الى اكتاف اعضاء القيادة الشهيرة والمشهر بها في «أزرق أبيض». وحسب الرأي السائد، فان القوة الرائدة ضد الصفقة مع نتنياهو هو يئير لبيد. يخيل لي انه ليس وحده تماما.
فالبوست الذي نشره موشيه يعلون، أول من أمس، يثبت أنه هو ايضا لا يتحمس حقا ليسبح في بركة الزبل مع نتنياهو. غانتس، لبيد، يعلون، واشكنازي سيتعين عليهم أن يبلوروا في الايام القادمة قرارهم النهائي.
الحدث الاهم، أول من امس، برأيي، يكمن بنشر بعض ما يجري داخل الرباعية نفسها. ففي الاسابيع الاخيرة تحدثت عن أنه في المنزل في بلفور يسير العالم كالمعتاد. العاملات يواصلن العمل في كد غير انساني، والتنكيلات تتصاعد، وتقارير كاذبة تتواصل، ظاهرا، وكأنه لا يوجد شيء. دانا فايس عرضت، أول من امس، في اخبار 12 صلية اخرى من الشهادات التي تقشعر لها الابدان.
في الاشهر الاخيرة كتبت مرات عديدة بان كل شيء معروف وواضح وجلي لكل اصحاب القرار وحماة الحمى، ولكن أحدا غير قادر على أن يجمع نفسه ويفرض النظام في المنشأة الرسمية في بلفور.
لشدة الأسف، بدلاً من قول الحقيقة والاعتراف بها (انتهى عهد نتنياهو)، يحاول الراشدون المسؤولون بلورة الاقتراحات الملتوية والابداعية، التي يفترض أن تنقذنا من الطريق المسدود. يخيل لي أن زمن هذه الاقتراحات نفد، ولكن لعلني مخطئ.
 «معاريف»