عمان- الغد- وضعت التربویة الفنانة التشكیلیة حنین شاھین، على عاتقھا، تعزیز فكرة انخراط الفن بالمناھج الدراسیة، خلال مسیرتھا في تعلیم الطلبة مھارات فنیة، تمكنت من دمجھا مع العلوم والریاضیات والتكنولوجیا.
تقول الفنانة شاھین ”تعلمت الكثیر من طلابي، فھم یؤثرون في حیاتي“، مبینة أنھا استمرت في تطویر مھاراتھا بجمیع الوسائل والتجارب التي منحھا إیاھا التعلیم.
أرادت عائلة شاھین أن تلتفت وتركز على دراسة إدارة الأعمال والاقتصاد في الجامعة، ولكنھا غیرت التوقعات، وأصرت على الالتحاق بالتخصص الذي تحبھ، ألا وھو الفنون الجمیلة.
في بدایة حیاتھا الجامعیة، كانت شاھین ترسم وتقلد أسلوب فیرمیر ودافنشي، من أجل الدراسة
فقط. لم تشعر بالرضا عن أعمالھا الفنیة، إلا عندما بدأت تجربة الرسم بالأسلوب الواقعي، مبینة ”كان للبروفیسور عزیز عمورة، معلمي والمشرف على مشروع تخرجي، الفضل في انطلاقي بأسلوبي الفني الخاص بي“.
وتضیف شاھین أنھ علمھا كیف تتقن منظور الرسم، كانت شاھین حینذاك، قد عادت من رحلة من بروكسل، وقد قامت بزیارة أماكن حیاة الفنانین الألمان، فقد ذھبت إلى بیت فیرمیر ووقفت في ”علیة“ بیتھ وتساءلت عن المنظر الذي أطل علیھ بیتھ وكیف عاش، وتصف ”كنت أتخیل الرسمات حیة في تلك اللحظة“، ونتیجة لذلك ركزت في مشروع التخرج على البیوت القدیمة في عمان، متأثرة بالفنانین الغرب. ومن ھنا أصبح السفر مصدر إلھامھا الرئیسي.
تعترف شاھین أن الرسم التقلیدي كان یضع القید على أسلوبھا الفني، بقولھا ”شعرت بأنني محاصرة بالإطار، واستغرقت 10 سنوات لأحرر أسلوبي“. وقد تغیر أسلوب شاھین الفني خلال السنوات وتأثرت بأسلوب الفنان المشھور سارجنت، وكیف ألھمتھ الآثار الشرقیة وحیاة البدو مواضیع لوحاتھ، واستمرت باتباع الأسلوب الانطباعي. ولم تكن انطباعیة بحد ذاتھا، ولكن كانت شبیھا لھا، وھكذا بدأت مرحلة شاھین الثانیة.
الواقعیة إلى الانطباعیة
نتجت المرحلة الثالثة عن مقابلة الفنان عبد الرؤوف شمعون. ”لم أفھم قبل ذلك كیف الألوان ھي التي تمنح اللوحة حقھا“، مبینة أنھا تعرضت إلى نظریة اللون وفھمت أھمیة وقیمة اللون وأخذت
تدمج الألوان بجرأة واستخدام أدوات مزج الألوان. كما رسمت بعفویة مطلقة تحت إشراف الفنان شمعون. وتقول: ”جعلني شمعون أثق بنفسي لأتواصل مع الألوان.. لأصل إلى أفضل شكل من التناغم“.
رسم الأنثى
بدأت مرحلة شاھین الرابعة بعد اتباعھا شغفھا في رسم النساء الأفریقیات، فتأثرت بأمیدی مودیلیاني، ورسمت النساء الغجریات وركزت على شالات رؤوسھن وأقراطھن. وتشرح شاھین، وھي تنظر إلى لوحتھا المفضلة، ”كیف أن اللون یعكس شخصیة اللوحة“.
تجرید عقلھا
أخذ أسلوب شاھین منحى مغایرا تماماً عندما بدأت برسم لوحات خارجة على المألوف، مبینة عن ھذه المرحلة ”إنھا شبھ تجریدیة لأنھ من الممكن التعرف على الوجوه“. فكانت لوحاتھا غنیة بالألوان الحیویة من الأخضر والأزرق إلى البنفسجي، وھو تناقض كبیر مع المرحلة الواقعیة.
وبدأت بتفكیك الأشكال ببطء لتصل إلى المرحلة التي ھي علیھا الآن؛ حیث یجب على المتفرج أن یبني علاقة مع لوحاتھا لیستطیع فھم الوجوه وأعضاء الجسم.
قوة التعلیم
تمنح شاھین الفضل بتغیر أسالیبھا الفنیة وتحولھا خلال السنوات إلى طلابھا. وتحرص على أن یأخذ الفن حقھ في الأردن، بقولھا ”علینا أن نبدأ في المدارس“. فإنھا تنشر الوعي من خلال التعلیم.
وتقول شاھین ”لدى المعارض في الأردن وعي تجاه التغییر نحو ما بعد الحداثة، ولكن ما تبقى فھو بین یدي محبي الفن والقراء. یجب أن یدركوا أنھم بحاجة إلى أكثر من مجرد رؤیة اللوحة“.
ومن أجل تسلیط الضوء على ھذا التغییر، تھدف شاھین إلى انخراط الفن مع المواضیع الأخرى التي تُدرس في المدرسة. فھي تشرح وحدة الفسیفساء وتدمجھا مع معلمة الریاضیات، وتدمج الرسم المائل ومتساوي الأبعاد والرسم بوجھات نظر مختلفة مع التكنولوجیا والتصمیم، وتعلم العمارة القوطیة بینما تركز زمیلتھا في اللغة الإنجلیزیة على تعلیم أدب القوطي.