الدستور
بعد ساعات من فوز ترامب، قال علي لاريجاني مستشار خامنئي ورئيس البرلمان الإيراني السابق: «تهدف إسرائيل لنقل النزاع إلى إيران، علينا التصرّف بحكمة لتجنّب الوقوع في هذا الفخ، وتجنّب أي ردود عاطفية أو غير مدروسة، وأن نبقى عقلانيين بالكامل» !!
بهذا التصريح الواضح الفاضح، فصل لاريجاني إيران عن ساحاتها، خاصة ساحته اللبنانية، مجهِزًا على شعار «وحدة الساحات»، الذي كان هدفه تبرير وتسويق وتزيين، زج حزب الله اللبناني في أتون الحرب الأهلية السورية !!
كانت المصالح وستظل، لدى نظام ملالي التقية الإيراني، فوق وقبل المبادئ، وها هو لاريجاني، أبرز الشخصيات السياسية في إيران، يصرح بذلك على التلفزيون الرسمي الإيراني مساء الخميس الماضي.
يفخت تصريح لاريجاني الدف وينفخ في بوق الصحوة الإيرانية، على فداحة التغييرات الأميركية، المتمثلة في قدوم ترامب، بما في جعبته من عقوبات مدمرة لن تطاق.
عودة ترامب تمثل خسارة استراتيجية يُمنى بها ملالي إيران، الذين سيتراجع مشروعهم الإمبراطوري الفارسي التوسعي وينكفئ، مثلما سيصبح مشروعهم النووي وبالًا عليهم وجلابًا للقاصفات !!
تصريح لاريجاني الذي يحمل نكوصًا وتراجعًا غير تكتيكي، لا يتوخى الملالي منه تضليل ولا أخذ حتى خواطر أية ساحة من «ساحات الممانعة والمقاومة»، التي أوهمها وأغرقها ملالي طهران بالوعود الملساء الكاذبة، ومنها حركة حماس وأحزاب الله !!
بالنسبة لنا مشكلتنا ومشكلة الإقليم، هي الإرهابي نتنياهو وحساباته المبنية على فرط القوة، والإفلات من العقاب، وما يجره من ترتيبات تلمودية مذهونة، لن تفعل أكثر من جر المزيد من الطوفانات على الإقليم، بما فيه على كيان الاحتلال الإسرائيلي، الذي لن يكون بمنجاة عن الانفجارات الكبرى، وارتدادات مذبحة غزة الهائلة، التي لا تزال تتشكل في الأفق، وساهمت في إعادة تموضع القوى في الإقليم، وهي التي ساهمت في إطاحة الحزب الديمقراطي الأميركي، الذي أفرط قادته في دعم جرائم الكيان الإسرائيلي، فكان دعمهم سببًا لإطاحتهم!!