عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    27-Jul-2024

نتانياهو… الكونغرس الأميركي بيته الثاني!
 درج ميديا
 
ماجد كيالي
 
بات بنيامين نتانياهو أكثر رئيس حكومة إسرائيلية إلقاءً للخطابات في “الكونغرس” الأميركي، المرة الأولى في بداية احتلاله منصب رئيس حكومة إسرائيل، في حقبته الأولى (1996ـ 1993)، والمرتان الثانية (2011) والثالثة (2015) في حقبته الثانية (2009 ـ 2021)، والرابعة (الحالية) أتت في حقبته الثالثة التي بدأت أواخر العام 2022.
 
اللافت، أن نتانياهو خاطب الكونغرس في كل تلك المرات في ظل رئيس للولايات المتحدة ينتمي الى الحزب الديمقراطي، بيل كلينتون في المرة الأولى، وباراك أوباما في المرتين الثانية والثالثة، والرابعة (الحالية) جو بايدن. 
 
المغزى من ذلك أن نتانياهو عندما يذهب إلى الولايات المتحدة لمخاطبة الكونغرس فهو يذهب إلى بيته الثاني لحشد الدعم لإسرائيل وفقاً للسياسات التي ينتهجها، والتي تسببت بتوتر العلاقة بينه وبين الرؤساء المذكورين، وذلك بمخاطبته الشعب الأميركي مباشرة، ولإثارة عصبية الجالية اليهودية للضغط على الإدارات الأميركية. لكنه في ذلك كله يتقصّد أيضاً مخاطبة الفريق الآخر في السياسة الأميركية، أي الحزب الجمهوري، وتحديداً جمهور دونالد ترامب في المرحلة الحالية، في ظل الاستقطاب والتوتر السائدين في الولايات المتحدة.
 
لا يعني ما تقدّم عدم وجود توترات بين قادة إسرائيل ورؤساء أميركيين ينتمون الى الحزب الجمهوري، فقد حصل مثل ذلك، في ظل التوتر الذي ساد بين رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق اسحق شامير والرئيس الأميركي جورج بوش الأب، مثلاً، مطلع التسعينات، إبان التحضير لمؤتمر مدريد. 
 
على أية حال، فإن نتانياهو في هذا الاصطفاف، في خياراته السياسية، يقف إلى جانب الحزب الجمهوري ضد الحزب الديمقراطي، ويصوت لصالح دونالد ترامب، بكل ما يمثله، ولا سيما بسياساته الشرق أوسطية، التي تعطي إسرائيل مكانة مركزية، بعيداً عن حقوق الشعب الفلسطين وعن قرارات المجتمع الدولي؛ على رغم أنه في خطابه حاول أن يكون متوازناً، بتوجيهه الشكر الى الرئيس جو بايدن في دعمه حرب إسرائيل في غزة، منذ اليوم الأول، وبمخاطبته ممثلي الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونغرس. 
 
في ذلك كله، يشتغل نتانياهو من داخل السياسة الأميركية، لإيجاد تقاطعات بين سياساته وسياسات الولايات المتحدة، وبديهي في المقابل أن الإدارة الأميركية الحالية (إدارة بايدن) اشتغلت، من داخل السياسة الإسرائيلية، كمساند للمعارضة الإسرائيلية، أيضاً، بدعوى ترشيد سياسات إسرائيل وملاءمتها مع المصالح الأميركية “لإنقاذها من نفسها على رغم أنفها”.
 
وتفسير ذلك أن الولايات المتحدة، بخاصة في إدارة الحزب الديمقراطي، لا ترى أنها معنية بدعم سياسات الاستيطان وانتهاج سياسات عنصرية أو قمعية ضد الفلسطينيين، على رغم دعمها إسرائيل وضمانها أمنها وتفوّقها. كذلك، فهي ضد محاولة حكومة نتانياهو فرض تغيير سياسي في إسرائيل يتقاطع مع قيم الديمقراطية الليبرالية التي تتبناها، من خلال تغليب طابع إسرائيل كدولة يهودية ودينية على طابعها كدولة ليبرالية ديمقراطية (نسبة الى اليهود من مواطنيها)، وتلك هي من أهم مسببات التوتر بين إدارة بايدن والحكومة الإسرائيلية التي تعتبر الأكثر تطرفاً في تاريخ إسرائيل، والتي تقوم على تحالف اليمين القومي والديني المتطرف.