عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    20-Jan-2025

أين الأحزاب؟*مالك العثامنة

 الغد

هناك أحزاب، ومقرات أحزاب وأعضاء لهذه الأحزاب.
لكن واقع الحال يقول إن لا صوت لتلك الأحزاب "بالمجمل"، وقد اختفى "ضجيجها" منذ انتهت الانتخابات النيابية الأخيرة.
 
 
ما يمكن تخيله في الحالة الصحية السليمة، أن مقرات الأحزاب الآن يجب أن تكون منشغلة ومشغولة ومكتظة بأعضائها وقد رسمت هرمية وظيفية ومعرفية في التخصصات واللجان الحزبية ليكون كل حزب مشغولا برسم برامج محددة وواضحة في مختلف القطاعات.
نستطرد في التخيل الافتراضي لما يجب أن يكون فنتخيل حزبا أو حزبين لديهما برامج واقعية وعملية في قطاع السياحة مثلا، رؤية واستراتيجية وخطة عمل متكاملة مبنية على أرقام وبيانات لن تبخل وزارة السياحة بتقديمها، خطة عمل كما لو ان الحزب الذي أعدها هو الحزب الحاكم، وتلك خطته التي سينتهجها في ذلك القطاع أو غيره.
يقدم خطته للحكومة، يرفدها بالمعرفة والرؤية المختلفة عن الوضع الراهن، ربما تكون الخطط المقدمة فيها تعارض مع تشريعات موجودة، مما يعني شجاعة وجرأة في طرح مقترحات لتغيير أي تشريعات او أنظمة او لوائح موجودة.
هذا اسمه ببساطة "التطوير". والأحزاب معنية به بل هي الموكلة في هذه المرحلة بتحريك كل هذا التطوير، وقطاع السياحة طرحته مثلا لا اكثر، فهناك قطاع الصحة والتعليم والتجارة وكثير من المحاور التي صرنا نعاني من أزمات فيها.
الحزب ليس مقرا وجاهيا ولا عتبة تسلق سياسي، والاكتفاء بالبيانات "السياسية" والتركيز على مواقف سياسية "إنشائية" لا يقدم ولا يؤخر إذا لم يكن الحزب قادرا على استقطاب المواطنين إليه عبر برامج واقعية يطرحها تمثل بارقة أمل في حل الأزمات، وحين يكون لديه تلك القاعدة الجماهيرية فإن صوته في البيانات السياسية سيكون مسموعا وبقوة، بعيدا عن كرنفاليات الشعبوية والصراخ والصوت العالي.
ليس مطلوبا ان يصنف الحزب نفسه معارضة او موالاة، تلك سذاجة واضحة في بداية التجربة، بل هو حزب للدولة ولا نعني السلطة هنا، بل الدولة التي هي للجميع.
الحزب يقدم نفسه برؤيته، ومن يجتمعون به تجمعهم رؤية مشتركة للحلول المفترضة، الرؤى يجب ان تكون متباينة بين الأحزاب، تلك ضرورة التعددية، وهو ما سينتج بعد تراكم التجربة اندماجات حزبية بين أحزاب وجدت نفسها في ذات الرؤية والتفكير والتوجه.
هذا كله، افتراض نلقيه كحجر في بركة المشهد السياسي الراكد، وانا واثق ان الحكومة الحالية تنتظر حركة مبادرة من الأحزاب الموجودة اليوم، والتي تدفع أجرة مقراتها التي يجب أن تكون مكتظة بكل ما تم ذكره.