عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    26-Mar-2019

سر مطلق بالتأکید - فیشمان الیكس
یدیعوت أحرونوت
 
في تموز 2017 كشفت ”یدیعوت احرونوت“ النقاب عن تسلسل الاحداث خلف قرار إسرائیل الاقرار لألمانیا ببیع غواصات متطورة لمصر. وابقت القصة تحت ساتر من السریة في ضوء الحساسیة في علاقات إسرائیل – مصر. وما كانت لترى النور لولا كلمة علنیة للنائب یئیر لبید كشف فیھا عن أن جھاز الامن دھش من حقیقة أن نتنیاھو أو من ینوب عنھ، صادق لاجل مجد وحكمة قبیلتي الغوغاء.
للحكومة الالمانیة بأن تبیع لمصر غواصات مشابھة لتلك التي اشترتھا منھا إسرائیل. لقد بات ممكنا الیوم أن نكتب بأن من بلغ جھاز الامن بأن الألمان یبیعون مصر غواصات متطورة كان المصریون أنفسھم. فقد كان المصریون مقتنعین بأن جھاز الامن على علم ومشارك في تفاصیل الصفقة ولم یروا اي حاجة لإخفائھا. في نبأ نشر في ”یدیعوت احرونوت“ في 13 تموز 2017 ورد أن اللواء عاموس جلعاد، الذي كان في حینھ رئیس القسم السیاسي الامني في وزارة الأمن، تلقى من نظیره الالماني وثیقة رسمیة تتخلى فیھا إسرائیل عن المادة التي تمنع بیع غواصات لمصر. وادعى الالمان بأن الاتفاق تم في لقاء مع مندوب رئیس الوزراء المحامي یتسحاق مولخو. وفي غداة النشر توجھ المحامي مولخو إلى ”یدیعوت احرونوت“ وطلب نفي النبأ وطالب الصحیفة بنشر تعدیل. اما الیوم فواضح انھ لم یقل كل الحقیقة.
في سیاق النبأ ورد ان وزیر الأمن موشیھ یعلون التقى نتنیاھو كي یفحص ھل اتخذ نتنیاھو بالفعل قرارا في موضوع حساس بھذا القدر لامن الدولة دون علمھ ودون التشاور مع الجھات المختصة في جھاز الامن. ولدھشة یعلون، نفى نتنیاھو أن یكون اعطى مثل ھذا الاذن. اما في المقابلة في القناة 2 في منتھى السبت فقد اعترف نتنیاھو بأنھ في واقع الامر كذب على وزیر الأمن لدیھ. ولتبریر الاكاذیب القى إلى الفضاء قصة عن عصبة سر مطلق بالتأكید – سر ما كان یمكن ان یشرك فیھ وزیر أمن ورئیس اركان. باستثنائھ اضافة الیھ في العصبة – رؤساء مجلس الامن القومي ومستشار قانوني للحكومة. غیر أن مندلبلیت اوضح امس بأنھ لم یعرف ما ھو ھذا السر.
ما الذي یكمن في قضیة الغواصات ویدفع نتنیاھو ومحیطھ لخلق ھذا القدر الكبیر من الاكاذیب؟
في 19 تموز 2017 كشفت ”یدیعوت احرونوت“ النقاب عن حقیقة أن شخصیة إسرائیلیة رفیعة المستوى (المقصود الرئیس ریفلین) زار في ایار 2015 المانیا، طلب ان یفحص مع المستشارة میركیل لماذا وقعت الصفقة مع مصر. فأوضح الالمان للرئیس المنحرج بأن الصفقة صادق علیھا رئیس وزراء إسرائیل. حین عاد الرئیس إلى البلاد فھم یعلون بأن نتنیاھو یكذب علیھ.
عندما انكشفت القصة اصیب جھاز الامن بالدھشة. فشرح نتنیاھو بأنھ لو لم تكن إسرائیل صادقت على الشراء، لكان المصریون اشتروا الغواصات من مكان آخر. یبدو أن نتنیاھو نفسھ لم یقتنع تماما بھذا التبریر. وھكذا ولدت نظریة المؤامرة: یوجد ھنا سر دفین یسمح فقط لابناء عمومتھ وقادة مجلس الامن القومي السابقین ان یعرفوه.