عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    06-Jul-2019

من یحکم المستوطنات؟ - شاؤول اریئیلي
ھآرتس
 
نتائج الانتخابات للكنیست الواحدة والعشرین في المستوطنات وداخل الخط الأخضر، عكست مرة
اخرى الواقع الثابت الذي لا یمكن لأي حملة انتخابیة التملص منھ: أقلیة متطرفة تؤمن بأنھ فقط
للشعب الیھودي یوجد الحق في تقریر المصیر في أرض إسرائیل، تخرب احتمالات الأغلبیة الحاسمة للمستوطنین في أن یتحولوا إلى شرعیین وجزء من إسرائیل السیادیة. المستوطنون یعرفون كیفیة ضم ید الحكومة التي تحسن الیھم. حقیقة أن الحكومة والكنیست الأخیرة ترفضان حل الدولتین واستئناف المفاوضات مع الفلسطینیین والریاح الداعمة وغیر المسبوقة التي تقدمھا إدارة ترامب لحكومة نتنیاھو، عززت الأوساط الوطنیة والمتطرفة التي تعاني من مظاھر الفاشیة وتقود الى عملیات التھوید – على اعتبار أنھا ھي التي تقرر النغمة وھي التي تقوم بالقیادة. الفوضى في
مجال تطبیق القانون في الضفة الغربیة والتسھیلات الكثیرة والاستثمارات الكبیرة عززت في
اوساط معظم الاسرائیلیین الذین یعیشون في المستوطنات، الوعي في أن الواقع الحالي یؤتي أكلھ.
مع ذلك، تفتیش بسیط في المعطیات یكشف الحقیقة غیر المتغیرة: الجزء من مشروع الاستیطان
الذي یشكل عقبة امام التسویة الدائمة یفضلھ حزب واحد، یمثل جزءا صغیرا جدا من اجمالي
المستوطنین.
المقارنة بین التصویت في المستوطنات في 2015 ونتائج الانتخابات الاخیرة فیھا تدل على أن نسبة التصویت في اوساط المستوطنین ارتفعت بنسبة 20 في المائة تقریبا. السبب الرئیسي لذلك
ھو زیادة نسبة عدد المصوتین في اوساط الحریدیین، التي تشكل 40 في المائة من اجمالي المستوطنین. انقسام البیت الیھودي الى اتحاد احزاب الیمین والیمین الجدید زاد عدد المصوتین
لھما، من 550.37 الى 161.53 .وحافظ على تفوق ھذه الاحزاب في 62 مستوطنة من بین الـ
127 مستوطنة (8.48 في المائة من المستوطنات). الحدیث یدور عن زیادة 14.1 مقعد في
2015 الى 5.1 مقعد في 2019 .كما ھو متوقع، حزب سموتریتش كان متفوقا في 48 مستوطنة،
في حین أن بینیت وشكید تفوقا فقط في 14 مستوطنة. حزب الیمین الجدید ألقى بكل اصواتھ
(964.19 (أي 6.0 مقعد، الى سلة قمامة الاحزاب التي لم تجتز نسبة الحسم. لذلك، اضاف حزب
زھوت (064.9 ،(أي 28.0 مقعد. اللیكود عزز قوتھ وقفز من مقعد واحد في 2015 الى 3.1 مقعدا – الحزب الاكبر في یھودا والسامرة. لقد تعزز وحافظ على تفوقھ في المدینة الثالثة من حیث حجمھا، معالیھ ادومیم. وحتى في الرابعة، اریئیل، اللتان فیھما یعیش نحو 60 ألف نسمة. ھكذا ایضا في المجلس الاقلیمي الأكبر، جفعات زئیف، (000.17 ،(وفي المجلس الإقلیمي الاصغر معالیھ افرایم وفي عشرین مستوطنة صغیرة.
قفزة مشابھة قامت بھا یھدوت ھتوراة التي قفزت من 8.0 مقعد في یھودا والسامرة الى 1.1 مقعد.
لقد حافظت على تفوق مطلق في المدینتین المتدینتین الاكبر في المستوطنات، مودیعین عیلیت
وبیتار عیلیت، اللتان یعیش فیھما 125 ألف نسمة – أكثر من ربع عدد السكان في مناطق یھودا والسامرة. ھكذا ایضا في عمانوئیل ومعالیھ عاموس ومتساد الصغیرة جدا. ایضا شاس ضاعف
قوتھ من ربع مقعد الى نصف مقعد. وكان لھ تفوق في غنیھ مودیعین وكوخاف یعقوب. بناء على
ذلك في الانتخابات الاخیرة المتدینون اضافوا لقوتھم نصف مقعد فقط من مناطق یھودا والسامرة.
اتحاد یوجد مستقبل مع المنعة لاسرائیل، الذي نتج عنھ ازرق ابیض، رفع عدد المؤیدین لھما بـ 12
ضعفا، من 04.0 مقعد الى نصف مقعد تقریبا. ازرق ابیض كان لھ التفوق على اللیكود في المجالس الاقلیمیة الواقعة على حدود الخط الاخضر، اورانیت والفیھ منشھ، وعلى العمل في ھار ادار (المستوطنات الثلاثة الاكثر ترسخا)، وایضا مخورا ومار وریحان وسلعیت ونیلي. في 16 مستوطنة تفوق ازرق ابیض في عدد الأصوات التي حصل علیھا مقابل مستوطنة واحدة فقط (غلغال) التي كان التفوق فیھا لحزب یوجد مستقبل في 2015.
حزب العمل فقد الریادة في 12 من بین 13 مستوطنة التي حصل فیھا على اغلبیة في 2015
(باستثناء نیران التي تقع في الغور). في معظم مستوطنات الغور والبحر المیت الصغیرة جدا والتي
تشكل سفینة القیادة لحزب العمل وخطة الون، أید معظم المصوتین ازرق ابیض (نتیف ھغدول،
نعمھ، كالیا، الموغ، متسبیھ شلیم). وفي اللیكود (بیت ھعربة). المستوطنات الاخرى بقیت مخلصة
للیكود، وفي شمال الغور بقیت مخلصة لاتحاد احزاب الیمین. ھذه المعطیات تشیر الى انجراف
المستوطنین نحو الیمین: اضافة الى اختفاء حزب العمل بدأت زیادة في قوة احزاب الیمین وتعزز
كبیر للاحزاب الحریدیة. الغوص في المعطیات الدیمغرافیة ومعطیات انتشار المستوطنات یمكن
من الفھم جیدا نتائج الانتخابات الاخیرة.
في 62 مستوطنة یشغلھا مؤیدو اتحاد احزاب الیمین والیمین الجدید (غوش ایمونینم على اشكالھا)
یعیش 30 في المائة فقط من اجمالي عدد المستوطنین في یھودا والسامرة. الاغلبیة الساحقة تعیش في ظھر الجبل، في المستوطنات المعزولة خارج الكتل الاستیطانیة (باستثناء غوش عصیون) وفي البؤر الاستیطانیة غیر القانونیة. سكان ھذه المستوطنات ھم الشریحة السكانیة في المستوطنات التي تمنع بشكل متعمد ایجاد تواصل فلسطیني، وھو الامر الحیوي لاقامة الدولة الفلسطینیة.
في المستوطنات التي تتفوق فیھا الاحزاب الدینیة واللیكود وازرق ابیض، یعیش 70 في المائة من
المستوطنین، معظمھم قرب الخط الاخضر. وباستثناء مستوطنات الغور، جمیعھم یعیشون في
”الكتل الاستیطانیة“، أي في اطار الاتفاق الدائم الذي فیھ سیتم تبادل للاراضي بما لا یزید عن 4
في المائة، 80 في المائة من الإسرائیلیین الذین یعیشون خلف الخط الاخضر یمكنھم أن یتحولوا
الى جزء لا ینفصل من دولة إسرائیل وأن یكونوا تحت سیادتھا، بطریقة یعترف بھا من قبل المجتمع الدولي. من اجل تطبیق ھذا الاحتمال، الذي یوافق علیھ الفلسطینیون برئاسة م.ت.ف، اسرائیل یجب علیھا أن تتعامل مع استیعاب من جدید، داخل الخط الاخضر أو في ”كتل یتم ضمھا“، سكان المستوطنات المعزولة والبؤر الاستیطانیة غیر القانونیة المأھولة بمصوتي اتحاد احزاب الیمین والیمین الجدید وزھوت.
الخریطة السیاسیة القطریة تقریبا لم تتغیر في الـ 52 سنة من حكم اسرائیل للضفة الغربیة. مصوتو
اللیكود والعمل الذین حولوا تأییدھم لازرق ابیض یعیشون في مناطق الاستیطان التي تم تحدیدھا
بخطط حكومیة – خطة الون في 1967 وخطة شارون في 1977 ،والتي اعتبرت في حینھ حیویة من ناحیة امنیة، أو لاسباب اقتصادیة. مصوتو الاحزاب الحریدیة انتقلوا الى الضفة بسبب ضائقة السكن للحریدیین في القدس وبني براك وبیت شیمش. في المقابل، مستوطنو غوش ایمونیم على
اشكالھا استوطنوا في المناطق عمدا وبصورة علنیة خلافا لخطط الحكومة وفي حالات كثیرة حتى
خلافا للقانون من اجل تثبیت حقائق على ظھر الجبل المأھول باكتظاظ من قبل الفلسطینیین. لقد
ارادوا منع التواصل بین الاراضي الفلسطینیة واقامة دولة فلسطینیة الى جانب دولة اسرائیل.
من المحزن أن نكتشف في كل مرة من جدید كیف أن اقلیة صغیرة تنجح في تقیید الاكثریة ومنعھا
من العمل من اجل مصالح اسرائیل العامة: انفصال متفق علیھ عن الفلسطینیین من اجل الھویة
والدیمقراطیة والامن، ومن اجل سلطة القانون فیھا وعضویتھا في الأسرة الدولیة.