عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    13-Nov-2019

نتنياهو المهزوم والمأزوم جدًا - كمال زكارنة

 

الدستور- قبل ان يطلق نتنياهو صواريخ القتل على غزة ودمشق التي استهدفت قيادات فلسطينية في حركة الجهاد الاسلامي،اطلق تصريحات صحفية في غاية الخطورة والاستفزاز ،لكنها واقعية واعتراف صارخ لاول مرة منه تحديدا ،بأن معاهدات السلام مع الاردن ومصر لا تحقق التطبيع الحقيقي بسبب القضية الفلسطينية ،وهو يقصد ان الدول العربية لا يمكنها ان تتقبل العدو الاسرائيلي او ان باستطاعتها انهاء حالة العداء معه وهو ما يزال يحتل فلسطين ،وهذا الاعتراف الاول من نوعه على لسان نتنياهو الذي ملأ الدنيا طبلا وزمرا ،بأن ست دول عربية تقيم علاقات من الكيان المحتل ،وان هناك تهافتا عربيا متسارعا للتطبيع مع هذا الكيان السرطان في جسم الامة العربية ،وهذا الشخص نتنياهو ،لا يستحي ولا يخجل من الكذب والدجل ولا يمكن ان يتخلى عن هذا السلوك المعيب الذي يتبعه ،لانه يشكل احدى صفاته المميزة ،وهو يعتبر سلوكه الكاذب استهتارا بالآخرين .
نتنياهو المهزوم والمأزوم يبحث عن اي نصر يعتقد انه سيخرجه من الازمة التي يواجهها ،ومن الفشل والهزائم الكثيرة التي حاقت وما تزال تحيق به ،فقام بتنفيذ عمليتي اغتيال بحق قادة ميدانيين في غزة ودمشق تابعين لحركة الجهاد الاسلامي ،في محاولة منه لاظهار قدرات اسرائيل الامنية والاستخبارية ،وقدرتها العسكرية في الوصول الى حيث تريد وملاحقة وتصفية من تريد،وهذه الجرية تعتبر ايضا رسالة الى ايران مفادها ان الكيان المحتل بمقدوره ضرب اذرع ايران العسكرية في قطاع غزة وسوريا ،وهي استفزاز واضح للفصائل الفلسطينية وايران ،ومحاولة لجرها الى مواجهة عسكرية مباشرة مع الكيان الغاصب لفلسطين ،من اجل انتشاله شخصيا من وحل الفشل والهزيمة والازمات التي مني بها وما تزال تلاحقه حتى اللحظة.
بعد ان كادت الازمات الداخلية في الكيان المحتل تفيض على حواف الكيان ،واخذ الشرخ الداخلي يظهر جليا وبوضوح داخل الكيان ،خاصة من النواحي السياسية والتنافس الشديد بين الاحزاب والقوى السياسية في الكيان، التي كلما زاد فشلها في تشكيل الحكومة زاد الانقسام والخلاف فيما بينها ،يسعى نتنياهو الى تصدير ازماته الداخلية  وفشله الى الخارج، بالتحرش العسكري بالفصائل الفلسطينية والقوى الاخرى المؤيدة لايران ،كما يسعى الى تحريض الادارة الامريكية على ضرب ايران قبل نهاية العام الحالي .
هو يريد فقط ان يسجل هدفا او نقطة نصر معينة في هذه الفترة ،لتبييض وجهه الاسود المجرم،بعد ان احترق تماما داخليا وخارجيا ،والدليل على ذلك انه ارسل على الفور بعد تنفيذ عملية الاغتيال الاجرامية ،ارسل الى الفصائل الفلسطينية في غزة عبر مصر انه لا يريد توسيع مساحة الاشتباك ولا يرغب بحرب شاملة مع غزة في هذا الوقت ،عندما وصلت الصواريخ الفلسطينية الى تل ابيب ،واصابت حياة المحتلين بالشلل، ودفعتهم من الشوارع ومواقع العمل وغيرها الى الملاجيء تاركين مركباتهم ووسائط النقل الاخرى في الشوارع والطرقات ،مما ينذر بفشل تقديراته الامنية والعسكرية وان زمام المبادرة ليس بيده .
اذا ارادت الفصائل الفلسطينية فان عملية الاغتيال الاجرامية التي قام بها نتنياهو ،سوف تغرقه اكثر الى عمق الوحل الغارق فيه اصلا ،وتزيد فشله وهزيمته وازمته الداخلية.