عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    10-Nov-2020

نعم.. بالمشاركة نُحدث الفرق*راكان السعايدة

 الراي

ينتخب الأردنيون اليوم مجلسهم النيابي، ويفترض بهم أن يقدموا للوطن، ولأنفسهم، سلطة تشريعية ورقابية استثنائية لتتعامل مع ظروف استثنائية، فيها من الصعاب والتعقيدات الكثير، وتحتاج تكاتف الجميع لمواجهتها.
 
والمجلس الجديد لا يجب أن يكون كسابقه، بل مختلف بنوعية أعضائه، من حيث خبراتهم وإمكاناتهم، ومن حيث قدرة المجلس، على تفعيل كل أدواته الدستورية، تشريعياً ورقابياً.
 
أكثر من ذلك، أيضاً، أن يكون فعله السياسي، كما التشريعي والرقابي، فعلاً نوعياً ومنتجاً مجدياً، يعيد الثقة، ويبني صورة إيجابية تنسف تلك السلبية التي طبعت مجالس سابقة.
 
وعندما نقول إن الوطن بحاجة لمجلس استثنائي، فهو فعلاً كذلك، ويحتاجه، مع مؤسسات الدولة الأخرى، للاشتباك مع تأثيرات جائحة كورونا الصعبة، ومع تداعياتها الاقتصادية، وبالتبعية الاجتماعية، الأكثر صعوبة.
 
مجلس نيابي بالمواصفات التي نريدها ونسعى إليها وتقتضيها ضرورات وطنية، هو اليوم رهن إرادة الناخبين، وتوجهاتهم واتجاهاتهم وميولهم التصويتية.
 
وقبل ذلك، هو رهن الوعي والإدراك بأن الذهاب إلى صناديق الاقتراع، والإدلاء بالصوت للأفضل والأقدر، هو الذي يصنع الفارق، ويأتي بمجلس نيابي ذي سوية عالية، ويقدم أداءً مرضياً للناخبين وعموم المواطنين.
 
الكرة الآن في مرمي الناخبين، أولئك الذين قرروا المشاركة والذهاب للتصويت، أو أولئك الذين لم يحسموا أمرهم بعد..
 
من سيشارك، بكل تأكيد، هو حسم أمره لأي سبب من الأسباب وقرر أن يدلي بصوته لمن اختار أن يمثله، أما من اختار عدم الذهاب، فهذا شأنه ولا أحد يجبره على أي فعل يخالف رغبته ويناقضها.
 
لكن، وبالمعنى السياسي لا الدستوري أو القانوني، علينا الاعتراف أن من قرر عدم المشاركة قد اتخذ موقفاً ومساراً سلبياً، ضرره يتعداه، كفرد وناخب، إلى الإضرار بالوطن كله، لأن الغياب معناه، النظري والعملي، أن تركيبة مجلس النواب لن تتغير.
 
والتغيير في أداء المجلس النيابية يحتاج إلى المشاركة، والمشاركة الجدية والفاعلة، لأنه ببساطة شديدة لا يمكن إحداث الفرق في أي واقع أو مسار ما لم ينخرط الجميع في صناعة واقع جديد ومختلف.
 
هذه مسؤولية أخلاقية وقيمية قبل أن تكون دستورية أو قانونية، وتستوجب، وطنياً، أن نغادر مربع الإحباط واليأس، ونتوقف عن اللامبالاة والتراخي، فلا الوقت ولا الظروف، الداخلية والمحيطة، تسمح بذلك، بل هي أكثر ما يجب أن يدفعنا إلى المشاركة اليوم..
 
تدفعنا إلى تنحية خلافاتنا واختلافاتنا، وأن نجمّد كل تناقضاتنا، ونركز على قضية واحدة فقط، وهي أن الوطن يحتاج اليوم، أكثر من أي وقت مضى، إلى كل أبنائه، ليقفوا صفاً واحداً لتجاوز ما يعانيه، وسداً منيعاً ضد كل من يفكر أو يسعى للنيل منه.
 
هو اليوم، إما أن نشارك ونصنع الفرق ونغير الواقع النيابي، أو نبقيه كما هو بكل علّاتِه واختلالاته، الفرصة أمامنا كبيرة، فلنجرب أن نشارك وننتخب لنغير الواقع مرة وإلى الأبد.
 
نعم، نستطيع أن نفعل ذلك..