الدستور
قلنا أكثر من مرة وفي أكثر من حديث و في هذه الزاوية تحديدا، و منذ فترة زمنية طويلة ان المنطقة مقبلة على تغييرات وسنرى اشكالا جديدة على الخريطة العالمية.
وان كل ما حدث ليس عبثا ولم يكن محض صدفة بل كان مخططا له ويعلم لاعبوه ما يفعلونه من اجل الوصول لما يريدون.
وكانت العملية تدار بعقلية امريكية ومباركة اوروبية منذ سنوات طويلة وكان الملعب هو المنطقة والأراضي العربية التي لم تنعم بالامن والسلام منذ تسعينيات وثمانينيات القرن الماضي حيث كان البعض ينساق للطعم طواعية وطمعا دون ان يحسب حساباته كما يجب.
ومع ذلك وللأسف فإننا نقع بالفخ نفسه كل مرة دون ان نتعلم من التجارب السابقة بدءا من الحرب العراقية الإيرانية قبل 45 سنة.
حيث كان الفخ نفسه، والمصيدة تكرر نفسها، لكنها تنتقل من مكان إلى آخر خلفا للفرص وتصيدا للاخطاء المبرمجة والمرسومة لنا سلفا، ومع ذلك فإننا لم نتعلم ولم نبصر لما يدور حولنا ويحاك لنا.
فكل منا يقول اللهم نفسي والأهم ان يسلم راسي.
وكأن التاريخ يعيد نفسه مرات ومرات دون ان نتعلم او نستفيد او نجهد انفسنا بضع ساعات لنعيد قراءته من جديد، لنعرف ماذا حدث للمسلمين وأحل بهم نتيجة مؤامرات الغرب والبيزنطيين والمغول والصلبيين وغيرهم وغياب الثقة بينهم بعد ان تحالف البعض مع العدو ضد الأخ او الصديق.
والان فاننا نسير على نفس النهج والى النفس المصير على الطريق نفسه، لكن بأسلوب أكثر تنظيما وأقل دموية للاعداء فالقاتل والقتل منا والدية علينا، فنحن كفلاء الوفاء والدفى ودافعو الدية.
فدول المنطقة تتساقط الواحدة تلو الأخرى كاجحار الشطرنج دون ان ترى من يحركها ومن يقف وراءها لأن منفذيها كثر، الا ان من يخطط لها ويقطف ثمارها واحد و هم الامريكان الذين يوزعون جزءا من الغنائم ضمانا للولاء وحفاظا على المصالح.
وفي الختام نقول ان القطار سائر دون توقف وستتجرع مرارته كل المحطات ولن يسلم من اذاه احد ما لم نغير استراتيجيتنا ونعود لشعوبنا.