سوشيال ميديا -
كثيرون منا شاهدوا مرات كثيرة لحظات إعلان انتهاء الحرب العالمية الثانية ، وكيف تصرفت المواطنات والمواطنون الأوروبيون لحظتها ، يعانقون ويقبلون بعضهم بعضا فرحا في الخلاص من أتون الحرب التي دامت قرابة السنوات الخمس ، وكانت المشاهد تعرضهم تلفزيونيا بالأبيض والأسود ، وهم يأمون شوارع عواصمهم الأوروبية متأنقين رغم ويلات الحرب . تذكرت هذه المشاهد بينما كنت أتابع لحظات تسليم المقاومه الفلسطينية الأسطورية للأسيرات الثلاث في ساحة عامة في غزة ، والشعب الفلسطيني الضاحك بملابسه العصية على الدمع يحيط بالسيارات القادمة والمغادرة بهم بحراسة أساطير المقاومه الملثمين ، بينما الأسيرات مبتسمات ، يتسلمن هداياهم التذكارية من أشاوس التاريخ العربي الفلسطيني ، ثم تنتقل الكاميرات لتريهم باكيات في أحضان أهاليهم ، ، ثم تنتقل الكاميرات للأسرى الفلسطينين يقبلون ويحضنون أعزائهم على الأرض الفلسطينية في القدس وبيتونيا وغيرهما ، هذا بينما تتمزق أوداج سمويترش بتهديده ووعيده. مقارنة تستوجب الترحم على أبي القاسم الشابي عندما أنشد منذ عشرات السنين :
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر
...
ومن لا يحب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر
نعم غزة بحجم العالم ، والمقاومة العربية الفلسطينية أبت إلا أن تصعد الجبال لتكتب من قمتها أساطير الصمود ، وسبق وكتبت أن معركة طوفان الأقصى انتهت في الساعة التاسعة صباح 7 أكتوبر 2023 وتلقيت ما تلقيت من الصديق ومن غيره . الرحمة على الشهداء والنصر والصمود لأطفال غزة .